الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خمول رجل الإخوان"النشط" في مصر


حتى الآن، لم يدرك بعض السياسيين خاصة، من يرون أنهم معارضة، أسباب قرار الرئيس عبد الفتاح السيسى، بإقرار قانون تعديل تعيين رؤساء الاجهزة الرقابية الذى اعده مجلس النواب ، رغم مرور عام على اصداره، وما تبعه من قرار آخر باعفاء المستشار هشام جنينة من رئاسة الجهاز المركزى للمحاسبات ، خاصة ان معظمهم اعترض على القرار ، وبادر الى التضامن مع جنينة باقامة دعاوى قضائية لإعادته لمنصبه .

أعتقد ان الاسباب كانت واضحة ، حيث سعى تنظيم الاخوان الى ابقاء جنينة فى منصبه ، باعتباره الرجل الوحيد الذى عينه المعزول محمد مرسى ليكون عينه الكاشفة لأسرار مؤسسات الدولة، وليعمل بعدها على تسريب هذه الاسرار الى وسائل الاعلام الاجنبية وقيادات الجماعة الهاربة للخارج ..حسب ما تم رصده من تصاريح وقرارات لجنينة منذ عزله وحتى الان .

وبعد عزل مرسى عبر ثورة شعبية فى 30يونيو 2013 ، دأب جنينة على اخراج تقارير وإحصائيات عما زعم انه فساد مستشرٍ داخل مؤسسات الدولة ، بلغ 600 مليار جنيه ، ولم يكن يرغب من هذا الاعلان الحرص على مكافحة الفساد ، بل ضرب الاقتصاد المصرى واضعاف الحكومة ، والتأثير على الامن القومى ..وهذا ما أكده تقرير اللجنة التى شكلها الرئيس السيسى للتحقق من رقم جنينة عن الفساد .

حاول جنينة بعد عزله، اصطناع جبهة جديدة للمعارضة ، وسعى من خلالها الى تقريب وجهات نظر بين من يدعون انهم المدافعون عن المدنية، وبين قيادات جماعة الاخوان الارهابية فى الخارج، والتى شكلت فيما بعد باسم الحركة المدنية المصرية لكن محاولاته باءت بالفشل ، بسبب انقسام رؤساء الاحزاب حول التقارب مع قيادات الاخوان .

لم يستسلم العرق الاخوانى لجنينة، عن اثارة الازمات داخل النظام السياسى المصرى ، سارع الى ان يكون ممثلا لجماعة الاخوان ، لكن فى اطار مختلف ، فبحث عن انقسام جديد ، يضرب به اكثر المؤسسات استقرارا وقوة فى مصر ، أوزع الى الفريق سامى عنان رئيس اركان الجيش السابق فكرة الترشح فى الانتخابات الرئاسية ، لكن مسعاه باء بالفشل ، بعد احالة القوات المسلحة الفريق مستدعى سامى عنان الى التحقيق ، ليس لاسباب سياسية كما ارادها جنينه وجماعته، ولكن لأسباب قانونية لمخالفة عنان قواعد القوات المسلحة .

لم يتوقف جنينة عن ألاعيبه ، حاول البحث عن طريق اخر ، فاستغل ما زعم انه اعتداء عليه ، وسارع الى اتهام الدولة بعدم تأمين معارضيها ، واطلاق البلطجية لضربهم ،الا ان قوات الشرطة افشلت هذا المخطط ، فأصدرت بيانا اكدت ان ما حدث لجنينة مجرد مشاجرة عن تصادم ، لتقرر بعدها المحكمة اخلاء سبيل المتهمين بالاعتداء على جنينة بكفالة .

حاول تنظيم الاخوان ضرب الجميع باعتبارها المحاولة النهائية لرجله النشط فى مصر ، اوزع الى جنينة، اتهام قيادات الدولة بالمسئولية عما حدث فيما تلا من احداث بعد 25 يناير 2011، واختار احدى القنوات الدولية ،لاجراء حوار واطلاق تصريحاته التى تضمنت ان الفريق مستدعى سامى عنان يملك مستندات تدين قيادات الدولة ، لكن كالعادة فشلت المحاولة ، حيث اصدر الجيش بيانا اكد فيه اتخاذ الاجراءات القانونية ضد جنينه والفريق سامى عنان بشأن تصريحات الاول عن قيادات الدولة ، ليخرج بعدها محامى عنان ونجله ببيانين يكذبان ما قاله جنينه ، مؤكدين انهما سيتقدمان ببلاغات للنيابة العامة ضد جنينة.

أعتقد ان قصة رجل الاخوان النشط فى القاهرة ،انتهت وأصبح خاملا ، بالقاء القبض عليه اليوم من قبل رجال الشرطة ، بناء على بلاغ من القوات المسلحة بشأن تصريحاته الاخيرة عن ادانة قيادات الدولة .

ما تم سرده فى هذا المقال ، ،لا يعدو كونه وقائع حقيقية لرجل ،كان يجب على الجميع النظر بحرص فى كل خطواته وربطها بجماعة الاخوان الارهابية .

بل وأعتقد ان هذا السرد ، يضع تحديا امام من يدعون انهم معارضة ، فى بلد يحارب الارهاب ، ضرورة التروى ، وتحليل ما يحاك بمصر من مؤامرات ، وعدم الانسياق وراء من يحاولون من الخارج هدم النظام السياسى المصرى "أفيقوا يرحمكم الله".
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط