الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأهداف اللعينة لهشام جنينة


يستطيع المرء – إذا كان لديه بعض الدهاء – أن يستر أهدافه بستار، فلا يقدر الآخرون على كشفها إلا بمجهود يبذل، أما إذا كان هذا الشخص، من المكر والدهاء بمكان، فإن بمقدوره أن يصل لما يصبو إليه ولا يعوقه في ذلك عائق كبير.

 أما إن كان ممن يتمتعون بذكاء كبير، ودهاء خطير، فإنه يجعل الآخرون هم الذين يحققون له تلك الأهداف، والعكس بالعكس، إذا كان الشخص بسيطا ولا يتمتع بأي نوع من الذكاء، فضلا عن الفطنة والدهاء، فإنه لن يصل إلى أي هدف من أهدافه؛ بل ربما انقلبت عليه الدوائر، ويروح هو ضحية نتيجة لسلوكه غير الصحيح الذي حاول به تحقيق تلك الأهداف.

لم يكن يخطر لي ببال أن يكون أحد ممن شغلوا أهم وأرفع المناصب في مصر، من النوع الأخير، فها هو المستشار هشام جنينة الذي كان رئيسًا للجهاز المركزي للمحاسبات هذا المنصب الرفيع الذي هو بدرجة وزير، والذي يخضع مباشرةً لرئاسة الجمهورية يسلك سلوك الصنف الأخير، والذي لا شك في ذلك سيذهب ضحية لما اقترفه من جرم، ليس فقط في الجريمة التي سيحاكم عليها، ولكن سلوك أخرق حاول أن يحقق به هدفا، ذلك الهدف الذي هو النيل من المؤسسة العسكرية، وتشويهها في نفوس أبناء الشعب المصري.

إن تصريحات هشام جنينة والذي اختار لها وسيلة إعلام إخوانية تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنه يعمل لصالح تنظيم الإخوان الإرهابي وأنه مهما حاول التستر وإشاعة – من خلال ما ساقه في هذا اللقاء التليفزيوني - أن هناك حربا على جميع التيارات من قبل نظام الحكم في مصر، لكي يبرر أفعاله - ولكي يكتسب له بعض أنصار من تيارات مختلفة - التي ستبوء جميعها بالفشل، حيث أن المدقق سيلاحظ ببساطة أنه يصدر في كل تصرفاته وأفعاله وتصريحاته متشربا بفكر وعقيدة جماعة الإخوان الإرهابية، ويسلك نفس النهج، ويصدر عن نفس العقلية التآمرية، وهو ما اتضح من ادعاء أن هناك وثائق عسكرية قد سربت للخارج، مُنْزِل ما فعله مرسي حينما سرب وثائق إلى دولة أجنبية فيما يعرف بقضية التخابر، على الفريق سامي عنان الذي يخضع لتحقيق عسكري الآن، وهو ما يؤكد أن جنينة حبيس هذه الأفكار الإخوانية.

إن تصريحات هشام جنينة إنما لها هدف رئيسي وأهداف جانبية؛ الأول يتمثل في تشويه المؤسسة العسكرية المصرية في نفوس أبناء الشعب المصري الذين يثقون فيها ثقة هائلة، وذلك هو الذي أفسد المخطط الدولي الذي كانت إحدى أدواته جماعة الإخوان الإرهابية، وأن هذا الهدف الرئيسي لن يتحقق لسببين: الأول انكشاف وفضح أمر هشام جنينة، حيث أصبح عار تماما وسقطت عن سوأته ورقة التوت، ومن ثم لن يأتي أي كلام له بأي نتيجة يريدها لدى الشعب المصري، الثاني: هو إيمان أبناء الشعب المصري بالمؤسسة العسكرية المصرية ومدى انضباطها الهائل وانحيازها التام والكامل للشعب المصري.

إن هشام جنينة أخطأ في حق مصر جميعها وعلى رأسها الجيش، ولا بد أن يخضع للمحاكمة العسكرية، بتهمة تشويه المجلس العسكري والجيش المصري، واتهامه في أشرف ما يعتز به من عقيدة هدفها الأول حماية الشعب المصري والدفاع عن أرض مصر، في الوقت التي تخوض فيه مصر معركة من أنبل المعارك، وأشرف المعارك، يضحي فيها أبطال القوات المسلحة بدمائهم الزكية، وأرواحهم الطاهرة على ثرى رمال أرض الفيروز سيناء الحبيبة.

إن للعسكرية المصرية تقاليد أصيلة عريقة بعراقة الدولة المصرية العظيمة، وإنها لا شك في ذلك ستتخذ من الإجراءات ما يتفق مع قيم وقانون هذه المؤسسة العظيمة بدأت ببيان كان حاسما وقاطعا، ذلك الذي هو عهدنا بالمؤسسة العسكرية، سيتبعه بكل إجراءات قانونية ستكون رادعا لكل من تسول له نفسه النيل من مكانة هذه المؤسسة.

ولابد أن ننظر لتلك التصريحات التي خرجت من هشام جنينة في سياقها الزمني، والهدف منها في ذلك الوقت الذي يسبق مباشرة عملية الانتخابات الرئاسية التي تحاول جماعة الإخوان الإرهابية وغيرها من جماعات ودول إفسادها بكافة الوسائل، كما يحاولون إحداث أكبر كم من اللغط حول العملية الانتخابية، في داخل مصر، وفي العالم.

 وهنا لابد أن يكون الرد على هشام جنينة ومن يمثلهم، من الشعب المصري قويا وحاسما مثلما كان من القوات المسلحة، وهذا الرد القاطع البتار، يكون بوسيلة واحدة واضحة قوية هي المشاركة في الانتخابات الرئاسية بكثافة، ليرتد السهم في نحور من يطلقونه.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط