الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأصل فى الأشياء الحب


اليوم عيد الحب، كل عام و نحن فى حب، أتدرون لماذا؟ لأن أصل الأشياء الحب.

لقد خلقنا الله لنحب الحياة، ومن حولنا، نستمتع بلحظاتنا، بأشكالنا، وقدراتنا، نحب وطننا و نعرف معنى الإنتماء، إذن الحب هو فعل نمارسه إن أردنا، عندما نكون مهيأين له؟ وعندما نعرف الحب ينقلنا ذلك الشعور إلى آفاق أكبر وأوسع .

الشعور بالحب ليس هو (الكيميا) التى تولد عند رؤية شخص ما أو شيء ما ننجذب إليه وإنما هو تدريب و اجتهاد نكتسبه بمرور السنين مع خبراتنا المتراكمه لنطوع قلوبنا فتتفتح له، عندما نقاوم شرورنا و نصبح أكثر تسامحا و تقبلا لأفكار بعضنا البعض، وهو عقد متتالى يؤدى بعضه لبعض فمن يبدأ فى هذا التدريب عليه ألا يتوقف، و مع كل فعل يذهب لما يقوله ضميره.

هل تعرفون أن المصرى القديم إنتبه لذلك فنجد وصايا الحكيم (آنى) - هو حكيم عاش فى زمن الأسرة الثامنة الفرعونية – للزوج عن علاقته بمحبوبته فيقول: لا تمثل دور الرئيس مع زوجتك، ولا تقسو عليها، إجعل يدك ممدودة إليها لتعاونها، لا مبرر لخلق النزاع بالبيت.

و لكن المصرى القديم أيضا عرف الحياة عن طريق الحب فكان يعتقد أن حبه للنيل هو الهدف و اجتهاده للمحافظة عليه نظيفا هو السبيل، فكان ركنا من ميزان حسابه بعد الموت أن يقر بأنه لم يلوث ماء النيل، أنه لم يقتل ولم يعصى الإله ولم يزنى، ألا نستطيع اعتبار كل تلك الممارسات مقاومة منه لشرور نفسه، أليس هذا دليل أن الأصل فى الأشياء الحب.

هل تعرفون أن الإنسان لايدرك طريقه إلى الله سبحانه إلا بحبه، فهو جوهر العقيدة، هناك مقوله لأحد كبار المتصوفة تقول: (إن قوما عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار، و إن قوما عبدوا الله خوفا و رهبة فتلك عبادة العبيد، و إن قوما عبدوا الله محبة و شكرا و لأنه أهلا للعبادة فتلك عبادة الأحرار ) و لكى نصل لعبادة الأحرار فإن ذلك طريق صعب فيه نتحمل الكثير و نطوع قلوبنا للتسامح و للرضا و بالتالى للحب، كل إنسان يستطيع أن يجتهد و يصل إلى طريق النور، أليس هذا دليل أن الأصل فى الأشياء الحب.

وفى الإنجيل المقدس "أَمَّا الآنَ فَيَثْبُتُ: الإِيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالْمَحَبَّةُ، هذِهِ الثَّلاَثَةُ وَلكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّةُ" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 13: 13) و أيضا نجد "وَنَحْنُ قَدْ عَرَفْنَا وَصَدَّقْنَا الْمَحَبَّةَ الَّتِي للهِ فِينَا. اَللهُ مَحَبَّةٌ، وَمَنْ يَثْبُتْ فِي الْمَحَبَّةِ، يَثْبُتْ فِي اللهِ وَاللهُ فِيهِ" (رسالة يوحنا الرسول الأولى ).

وفى القرآن الكريم ذ كر الحب فى ستة و سبعين آية منها" وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ " ﴿١٦٥- البقرة﴾ و نجد أيضا" قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ "﴿٣١- آل عمران﴾ .

نعم اجتهادنا لنعلم أنفسنا الحب هو السبي الوحيد لنا فكل شيء نحصل عليه بعد تعب إنما هو الشيء الذى نستحقه، علينا ألا نختذل الحب فى يوم أوفى هدية، و لكن نحوله لسلوك و مبدأ وقناعة فما هو لك حتما ليس لغيرك .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط