الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العالم يدين تركيا لانتقادها حق استفادة قبرص واليونان من حقول الغاز.. واشنطن: لقبرص الحق في تنمية مواردها.. وموسكو تحذر من تفاقم الوضع

صدى البلد

  • الأمم المتحدة تطالب كافة الأطراف بخفض التوتر
  • البرلمان الأوروبي يحث تركيا على احترام القانون الدولي
  • أثينا تتقدم بشكوى رسمية إلى أنقرة عقب الاعتداء على سفينة يونانية 

أثارت تركيا قلقا دوليا إثر شنها حربا كلامية على قبرص واليونان إثر إعلانهما خططهما للاستفادة من حقول الغاز الطبيعي في المياه الإقليمية لهما، وتهديدها بأنها ملتزمة باتخاذ الخطوات اللازمة، تجاه ما أسمته بـ"المساعي الأحادية لقبرص في التنقيب عن النفط والغاز شرقي البحر المتوسط".

وأعربت الأمم المتحدة عن أسفها لتجدد التوتر المتزايد في شرق البحر المتوسط، مطالبة كل الأطراف بخفض التوتر، فيما قالت وزارة الخارجية الروسية إن موسكو قلقة للغاية إزاء الوضع المتوتر في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص، الناجم عن الاستفزازات التركية الأخيرة لها، ونقلت قناة "روسيا اليوم" الإخبارية عن المتحدثة باسم الوزارة، ماريا زاخاروفا قولها إن "روسيا تدعو الأطراف المعنية إلى الامتناع عن خطوات من شأنها أن تؤدي إلى تصاعد التوتر في شرق البحر الأبيض المتوسط، وتفاقم الخلافات الموجودة في المنطقة"، وأعربت زاخاروفا عن أمل موسكو في أن تتصرف الدول المعنية بما يتماشى مع أحكام القانون الدولي، داعية "الدول ذات الشأن إلى إيجاد سبل سلمية حصرًا لحل الخلافات بينها"، كما أشارت المتحدثة باسم الوزارة إلى أن الحوادث في المنطقة المذكورة"، وأكدت زاخاروفا تمسك روسيا بموقفها الداعي إلى تسوية "شاملة وعادلة وقابلة للحياة" للوضع في قبرص، بما يخدم جميع سكانها، موضحًا أن موسكو "ستدعم أي حل سيتم إيجاده من قبل القبارصة أنفسهم".

وذكرت متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن بلاده تعترف بحق قبرص في تنمية مواردها في منطقتها الاقتصادية الخالصة"، مشيرًا إلى أن السياسة الامريكية فيما يتعلق بالمنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص ثابتة منذ حين ولم تتغير، وقال المتحدث في تصريحات لصحيفة "قبرص ميل" القبرصية: "وزارة الخارجية لا تزال تعتقد أن موارد النفط والغاز في الجزيرة، شأنها في ذلك شأن جميع مواردها، ينبغي تقاسمها على نحو منصف في سياق تسوية شاملة "، وأضاف "إننا لا نؤيد أي عمل أو خطاب من شأنه أن يزيد من التوتر في المنطقة".

وقال رئيس البرلمان الأوروبي، أنطونيو تاياني إنه يحث تركيا على احترام القانون الدولي والامتناع عن الاستفزازات الخطيرة في المياه الإقليمية لقبرص، بحسب وكالة أكي الإيطالية للأنباء.

وكتب رئيس الجهاز التشريعي الأوروبي، والقيادي في حزب رئيس الوزراء السابق سيلفيو برلسكوني "إيطاليا إلى الأمام"، على موقع "تويتر": "تحدثت مع الرئيس القبرصي نيكوس أناستسيادس الذي يحظى بتأييدي الكامل"، وتابع: "على تركيا الانخراط في علاقات حسن الجوار، بالبدء في الخفض الفوري للتصعيد بالمنطقة شرقي المتوسط".

وكانت تركيا أعلنت، الأحد الماضي، أنها أعلنت أنها ملتزمة باتخاذ الخطوات اللازمة، تجاه ما أسمته بـ"المساعي الأحادية لقبرص في التنقيب عن النفط والغاز شرقي البحر المتوسط"، وزعمت الخارجية التركية أن "إدارة قبرص تصر على اتخاذ خطوات أحادية تتجاهل حقوق القبارصة الأتراك في الثروات الطبيعية لجزيرة قبرص، رغم تحذيرات تركيا"، وتابعت: "لوحظ مؤخرًا محاولة الشركة الإيطالية إيني القيام بأعمال التنقيب عن النفط والغاز في المنطقة الاقتصادية التي أعلنت سلطات قبرص عن إنشائها من جانب واحد، وهذا الإجراء غير المقبول البتة من قبلنا إضافة إلى أنه يؤكد إصرار قبرص على رفع التوتر رغم جميع التحذيرات التي نوجهها".

وأشار وزير الخارجية الإيطالي أنجيلينو ألفانو في لقاء الثلاثاء مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، إلى أن إيطاليا تأمل في حل مشترك يتفق مع القانون الدولي وبما يصب في مصلحة شركة إيني وبلدان المنطقة، وقبرص في الجزيرة شرقي المتوسط، ووفق بيان صدر عن وزارة الخارجية الإيطالية، فإن ألفانو وأوغلو "اتفقا على ضرورة مراعاة المصالح الوطنية لكلا الطرفين وشواغل حكومتيهما، وذلك أيضا للحفاظ على المناخ الملائم من الثقة من أجل مشاريع أخرى محتملة في مجال الطاقة، فضلا عن تلك الموجودة حاليا".

وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية اليونانية إرسال اليونان شكوى رسمية إلى تركيا، بعد تصادم سفينة تركية بسفينة لخفر السواحل اليوناني قبالة جزر صغيرة محل نزاع في بحر إيجه، وأكد خفر السواحل اليوناني في بيان، أن الحادث وقع في إيميا المعروفة باسم كارداك بالتركية قرب منتصف ليل الإثنين، وهناك خلافات بين تركيا واليونان بشأن قضايا كثيرة تتراوح بين قبرص المقسمة على أساس عرقي والسيادة على المجال الجوي وحركة الطيران، وكادت أن تنشب حرب بين البلدين عام 1996 بسبب خلاف بشأن السيادة على الجزر الصغيرة لكن التوترات هدأت منذ ذلك الحين.

وقال خفر السواحل إن سفينة دورية تركية "قامت ببعض المناورات الخطيرة" لتصدم الجانب الأيسر من سفينة خفر السواحل اليوناني التي كانت تقوم بدورية في المنطقة وأصابتها بأضرار، ولم تقع إصابات.

وشددت وزارة الخارجية في بيان على أن "مثل هذه الحوادث الخطيرة التي تعرض حياة الناس للخطر هي نتيجة للسلوك التصعيدي والاستفزازي الذي أظهرته تركيا على نحو متزايد في الأيام الأخيرة. على تركيا وقف انتهاك القانون الدولي والتصرفات التي لا تساهم في تطوير علاقات البلدين"، وتم استدعاء السفير التركي لدى أثينا إلى وزارة الخارجية".