الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مي عبد الهادى: تكتب سيدي القيصر

صدى البلد

يا من تغنيت بأروع قصائد العشق، ودغدغت مشاعر الفتاة الشرقية بكلمات تفيض احتراما وحبا واحتواءً، ويحك ماذا فعلت بنا وكيف جعلتنا نتخدر بتلك الصورة الذهنية الزائفة عن الرجل الشرقي؟ كيف صدقناك لنجد الواقع شيئا آخر بعيد كل البعد عن تلك المعاني وتلك المشاعر وتلك الحياة، نحن نعيش الموت!

نعم الرجل الشرقي تقدم كثيرا ولم يكن يوما بجهل ووحشية الأوروبي، الذي أشار التاريخ إليه في عصور مظلمة من تسلط الرجل على المرأة في الدول الأوروبية والأمريكيتين التي تعتبر الآن مثالا للتحرر، منها لجم المرأة الثرثارة بقناع الحديد (وهو ما لم يعرفه الشرق)، نعم لم يلجم الرجل الشرقي امرأته الثرثارة بقناع من حديد بعد! ولكنه حطمها بطرق أخرى وتفنن في استهلاك تلك المشاعر، المرأة في حالة استنزاف مستمر للمشاعر سيدي،
مرهقة هي، مثقلة بأعباء فوق احتمالها، ليت كل الأعباء مادية، ليته يترك قلبها الضعيف وشأنه، لماذا يصمم الرجل الشرقي أن ينهيها؟

سيدي القيصر.. يقولون إن الاحتفالات غدا بعيد الحب، أيعرفون ماذا يكون الحب؟ صديقاتي طلقن بالأمس، بعد ما تجرعن الألم والخذلان، من رجل شرقي.

لما لم تقل لنا كيف يكون الرجل الشرقي بكل هذا القدر من الأنانية، وكيف أن الحب لديه هو "الاستحواذ"، كيف يعاني من كل هذا القدر من عدم الثقة في النفس والجبن، أين أخلاق الفرسان؟

كيف يكذب رجل؟ وكيف يقسو رجل؟ وكيف يتخاذل رجل؟ أين الرجولة؟ وكيف تكون؟

سيدي القيصر صورت لنا أن الرجل سيعامل المرأة كملكة، تغنيت قائلا: "عام مضى، وبقيت غالية لا انت ولا الهوى هانا".

لماذا ينسى الرجل سريعا؟ وكيف يهون الهوى وتهون الحبيبة الصديقة الرفيقة.

أكملت قائلا: "طفلين كنا في تصرفنا، وغرورنا، وضلال دعوانا، كلماتنا الرعناء مضحكة ما كان أغباها وأغبانا"

اسمح لي سيدي القيصر لا يعترف الرجل الشرقي بغبائه، نسمع نحن النساء سرا فقط أغنية "ذاك الغبي" ولا نجرؤ أن نواجهه بغبائه.

تغنيت قائلا: "أشهد ألا امرأة أتقنت اللعبة إلا أنتِ واحتملت حماقتي عشرة أعوام كما احتملتِ".

لماذا يهاب الرجل الشرقي إذن المرأة الذكية، لماذا تربكه كثيرا، وماذا يريد أن يثبت لنفسه، وماذا يظن النساء؟؟ لماذا لا يشهد لها باحتماله؟؟ لماذا يستضعفها، لماذا يرى الحب ضعفا؟

تغنيت قائلا: "أيتها الشفافة اللماحة العادلة الجميلة، أيتها الشهية البهية الدائمة الطفولة".

سيدي القيصر لا يريد الرجل الشرقي حبيبته شفافة لماحة، يكره وضوحها وطفولتها يقتله الملل ويبحث دائما عن الجديد، والجديد سيدي "غير بريء".

لماذا يميل الرجل الشرقي للمرأة اللعوب متعددة العلاقات التي تجيد كل شيء إلا الحب؟؟!

سيدي القيصر صورت لنا كثيرا غيرة الرجل واعتبرناها دلالات الحبّ، ألم يقل شاعر الغزل الخليفة يزيد بن معاوية "أغارُ عليها مِن أبيها وأمِّها، ومِن خطوةِ المسواك إن دار في الفمِ، أغارُ على أعطافِها مِن ثيابها إذا لبسـتها فـوق جسـم منعم"، لم يخيل لنا يوما أنه حب التملك، حب يخلو من الحب من الاحتواء.

سيدي القيصر كفاك تغني وتصف مشاعر رجل عاشق لامرأة عربية شرقية، فقط صف لنا الرجل الشرقي في أغنياتك.