الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعيدا عن الاوقاف.. كافالا وثاسوس .. تستنجدان بالرئيس السيسي


لاول مرة يخرج تحذير لوزير الخارجية اليونانى نيكوس كوتزياس لتركيا بان بلاده لن تكتفى برد سلمى المرة القادمة تجاه تحرشات تركية واستفزازات اردوغانية فى جزر إيميا اليونانية والتى يعتبرها اردوغان جزيرة تركيه.

على خلفية ما حدث من منع وزير الدفاع اليونانى بانوس كامينوس من اقتراب زورقه من جزر "كارداك " فى بحر ايجة بعد ان رفعت تركيا العلم عليها واعتبرتها نوعا من البلطجة التركية فهى تبعد 3,8 اميال بحرية فقط من شواطئ مدينة " بوردوم " التركية.

واذكر حينما زرت كافالا وكنت اسرح ببصرى عبر بحر ايجة فى المياه الرقرارقة واغلب الشباب الذى يعمل بالصيد هناك من المصريين وهم يتساءلون : انت تركى

اضحك واومئ برأسى نافيا : انا مصرى

فيفرحون ويقبلون عليك بالترحاب , فهم عشاق " بيجيبتا " أى مصر.

عرفت كيف يكره اليونانيون كل ماهو تركى ,فالبلطجة التركية تعتبر الجزر القريبة من حدودها فى بحر إيجة حقا مكتسبا منذ ايام الاحتلال وقد ضربت بإتفاقية لوزان التى وقعت عليها عام 1923 وإتفاقية باريس عام 1947 من ان الجرف القارى لليونان ينتهى عند أقصى الجزر اليونانية فى بحر إيجة ..عرض الحائط , وبالطبع مفهوم الجرف القارى له علاقة بالثروات الاقتصادية الموجودة فى قاع بحر إيجة منها الغاز الطبيعى والنفط , 

وقد حاول اردوغان بمراوغة الرئيس اليونانى فى زيارته لليونان الاولى بعد65 عاما حيث قال لنظيره اليونانى بروكوبيس بافلوبولوس من ان معاهدة " لوزان " قد عفى عليها الزمن وتحتاج تحديثا فهناك مسائل عالقة وأمور غير مفهومة وقعتها 11 دولة قبل اكثر من 94 عاما لكن نظيره اليونانى الذى اكد له انه استاذ قانون دولى فى الاساس : ان هذه المعاهدة هى حجر الاساس لصداقتنا رافضا مناورات اردوغان رغم ان هذه الاتفاقية تمنح اليونان 46,43% من مياه بحر إيجة فيما تسيطر تركيا على 47,7% من هذه المياه.

وحتى نفهم الصورة كاملة فان أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثانى كان قد اشترى عدد 6 جزر يونانية على البحر الايونى بقيمة 8,5 مليون يورو وقت الازمة المالية الطاحنة واعدا بدفع الاستثمارات القطرية الى اليونان

واستمرت مفاوضات الشراء مايقرب من 18 شهرا حيث استهوت الشيخ حمد بن خليفة تلك الجزر حين رسا يخته الفخم فى المياه الفيروزية فى بلدة إيثاكا القريبة من الجزر المعروفة باسم " أكينديس " للاستفسار عن الجزر لبناء قصور لعائلته واولاده وعددهم 24 فردا

وتمثل جزيرة قبرص ثالث أكبر جزر البحر المتوسط بعد صقلية وسردينيا والتى يريد اردوغان التهام الجزء الباقى 65% من الجزيرة حيث تمثل قبرص التركية 35% والمناورات والمنازعات منذ أكثر من 40 سنه

ففى اليونان أكثر من 2000 جزيرة نسبة كبيرة منها ليس بها سكان بالمرة وتعتبرجزر رودوس وكريت وساموس وباروس وسكيانوس وكورمو واخيرا جزيرة خيوس الاسم اليونانى لجزيرة ثاسوس اقرب الجزر لتركيا وهى الاقرب للالتهام من قبل النظام التركى من اى جزر اخرى وما يهمنا هنا هى تلك الجزيرة خيوس او ثاسوس وهى الجزيرة التى لمصر اراض وعقارات واراض زراعية مهملة تماما منذ سنوات حيث اوقف محمد على باشا هذه المساحات الشاسعة اوقافا لمصر يذهب ريعها لفقراء المصريين لكن هيئة الاوقاف المصرية المعنية بهذ الملف لديها من الاعباء والمهام الاخرى الكثير.

الخطر فى هذا الملف هو ان تلك الجزيرة التى تبعد عن مدينه تششمة القريبة من مدينة أزمير التركية فقط 6 كم فماذا لو قامت تركيا اليوم وقامت بنفس البلطجة الاردوغانية رفع علمها على تلك الجزيرة واعتبرتها جزيرة تركية مثلما تفعل ؟!!

خاصة وان هذه الجزيرة لديها ثروات غنية حيث مناجم الذهب وتصنيع الرخام الابيض الذى يتم تصديره للعالم ويحمل اسم رخام خيوس او ثاسوس , وايضا هذه الجزيرة التى تمتلك مصر فيها مايقرب من 15 قطعة ارض ومتحفا واراضي زراعية وبها ايضا مسجد محمد على باشا القديم وقلعته الضخمة و هى الجزيرة التى شهدت مولد هيرودوت صاحب اشهر ملحمة فى التاريخ ملحمة طروادة والاوديسا ,  

هذه الجزيرة تقع فى بحر ايجة ضمن إقليم كافالا او ما نسميها بقولة وهى التى شهدت مولد محمد على باشا فى دار جنتكمان الذى يبعد امتارا قليلة من مدرسته البحرية او قصر الايماريت , والبيت الذى ولد فيه محمد على على مساحة 300 متر مربع يقبع امامه تمثال لمحمد على البيت ملك للحكومة المصرية بينما التمثال ملك للحكومة اليونانية , وسبق ان تم الاتفاق بين الحكومة المصرية واليونانية عام 1984 ان لا يباع سواء منزل محمد على او قصر الايماريت اللذان يمثلان قيمة تاريخية كبيرة وقلعة إسلامية فى اوروبا.

وهو الطابع الاسلامى الوحيد الباقى بعد التكايا المصرية فى مكة والمدينة ومنى بالمملكة العربية السعودية وتم هدمها وتعويض اصحابها وقصر الايماريت او المدرسة البحرية التى ركب منها محمد على سفينته ببحر ايجة على رأس كتيبة لترسى على ساحل ابو قير وكانت السفينة التركية بقيادة حسين قبطان باشا فى شهر مارس 1801 , هذا القصر الذى بنى عام 1748 وهو يقع على مساحة 4160 مترا تم تأجيره لسيدة يونانية تدعى آنا ماسريانى لتحوله الى فندق تاريخى بايجار قدره 15 الف يورو سنويا اى 1250 يورو شهريا ايجار غرفة او سويت فى اليوم الواحد , وللحق ان السيدة اليونانية آنا ماسريانى استطاعت الحفاظ على طابع القصر من خلال منح دولية على عكس المصرى الذى كان يستأجره من قبل وحاول التنكيل به.

ملف أراض الوقف المصرى باليونان فى ظل البلطجة الاردوغانية فى شرق المتوسط يحتاج الى جهة سيادية غير هيئة الاوقاف المصرية لتسويقها للاستثمار العالمى والحفاظ عليها لانها جزيرة واعدة بالاستثمار الثقيل لا ان توضع فى ايدى حفنة موظفين ولجان تذهب ولجان تأتى ولاشئ يتحرك خاصة , وان الزميل الاعلامى وائل الابراشى قد اخذ كاميراته فى تحقيق استقصائى رائع وظل يستغيث بالمسؤولين وكذا الزميل مصطفى شردى فى برنامجه واصبحت قضية مطروحة على طاولة الاعلام المصرى وكعادتنا دخلت بعد الى دهاليز النسيان.

لذا تستنجد كافالا وثاسوس بالرئيس عبد الفتاح السيسى لان الملف دخلت فيه مياه كثيرة خاصة ,وان لمصر اوقافا مصرية بتركيا فى مقدمتها وقف كتخدا الخربوطلى والعديد من الاراضى الزراعية والعقارات وقصر تاريخي فماذا حدث لهذه الاوقاف المصرية بتركيا ؟!

فقد قدمتها حكومة الاخوان لاردوغان على طبق من فضة حيث قام الدكتور طلعت عفيفى وزير الاوقاف الاخوانى فى عهد المعزول محمد مرسى , وكذا الاخوانى عبد الرحمن البر مفتى الجماعة وعقدا صفقة مع وزير الاوقاف التركى محمد كورماز الذى استولى وحصل على كافة عقود الملكية الخاصة بأموال وممتلكات هيئة الاوقاف المصرية بتركيا تنفيذا لاتفاق المعزول مرسى مع رجب طيب اردوغان عند زيارته لمصر وهو المبلغ الذى قدمه المحامى صبحى عبد الحميد وحمل رقم 982 لسنة 2014 وقد تم حفظ البلاغ لاسباب غير مفهومة !!

وكان البلاغ الذى اتمنى ان يتم التحقيق فيه قد اكد ان قرار التنازل عن ممتلكات الاوقاف المصرية لحكومة اردوغان جاء بعد توقيع قرض المليار دولار المقدم من تركيا لمصر إبان عهد الاخوان وكان من بين شروطه غير المعلنه تسوية النزاعات القضائية فى المحاكم المصرية والتركية بشأن ممتلكات الاوقاف المصرية فى تركيا منذ عصر محمد على.

فهل ننتظر يا سيادة الرئيس مرة إخرى ان يبلطج هذا الاردوغان الذى يضمر الشر لمصر والمصريين للاستيلاء على جزيرة ثاسوس بما فيها الاوقاف المصرية سواء فى الجزيرة او الاقليم واعنى كافالا فهذا الملف أمن قومى لمصر ولا يجب ان يوضع هكذا فى ادراج كبار موظفى هيئة الاوقاف خاصة وان السيد اردوغان يهدد ويتوعد بـ" الصفعة العثمانية "؟!!!
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط