بطل مصر فى الجودو الهارب:"استلفت بدلة اللعب من منافسي في بطولة أفريقيا..ومدربي ضربني وأهانني أمام زملائى.. وأمريكا دعمتني

العديد من الأبطال كان حلمهم رفع راية جمهورية مصر العربية في أكبر المحافل الدولية، إلا أن أحلامهم تصطدم بصخرة الواقع المرير، الواقع الذي لا يحمل سوى إهمال من مسئولو اتحادات الألعاب الفردية،الذي دائمًا ما يفشلون في إدارة ملفات أزمات اللاعبين، ودائمًا ما يقفون مكتوفي الأيدي حتى يضطر اللاعب إلى الهرب واللعب باسم بلد وجنسية أخرى وتحت لواء وطن غير وطنه.

بطل اليوم كان حلمه مثل جميع الأبطال المصريين بالألعاب الفردية التي دائمًا لا تلقى سوى الإهمال سواء على مستوى التشجيع الجماهير او على مستوى الدعم الفني والمادي من جانب المسئولين،ولكن الواقع المرير وظروفه الأسرية العصيبة التي كانت تمنعه من تلبية احتياجاته الرياضية،ولكنه على الرغم من ذلك تواجد ضمن أفضل 10 لاعبين بلعبة الجودو على مستوى العالم في النائشين،علاوة على حصوله حصوله علي لقب بطل العرب لثلاث مرات على مستوى الأندية و المنتخبات علي مستوي الناشئين و لقب بطل أفريقيا, محمود عزازي المصري احد أبطال لعبة الجودو الواعدين, يروي لـ"صدى البلد" في حوار صريح سبب اتجاهه لأمريكا و الموافقة علي تجنسيه و اللعب بإسم المنتخب الأمريكي بعد الشقاء والعناء الذي واجهه في مصر من مدربي المنتخب السابقين.


يقول عزازي " بدأت مشواري في لعبة الجودو في مركز شباب العصافرة بالإسكندرية وعندما حصلت علي أول بطولة جمهورية قام نادي المؤسسة العسكرية بشرائي من مركز الشباب, وكان الطبيعي أن أي لاعب يحصل على لقب بطولة الجمهورية في ميزانه يتم ضمه لمعسكر منتخب مصر للمشاركة في البطولات الدولية ."

وأضاف: " شاركت في العديد من البطولات الدولية وحصلت على العديد من الميداليات منها ذهبيتين لبطولة أفريقيا و برونزية لنفس البطولة بجانب مشاركاتي في البطولات العربية والعسكرية التي لم تخلو من حصول المنتخب علي ميداليات بسببي, كنت أشارك في ميزانين تحت 100 كيلو و الميزان المفتوح و كنت أحصد ميداليات في كلاهما."

و أردف" المشاكل بدأت منذ 6 سنوات تحديدًا في عام 2012 عندما تولي تدريب المنتخب عبد الرحمن "تنزانيا" وهو أكثر إنسان ظلمني, فكنت لا أنضم الي معسكرات المنتخب علي الرغم من حصولي علي لقب بطولة الجمهورية في محاولة منه لإبراز ابنه الذي يلعب في نفس الميزان تحت 100 كيلو والذي انضم للمنتخب علي الرغم من عدم حصوله علي أي بطولة محلية و لذلك تقدمت بعدة شكاوى لرئيس اتحاد الجودو حينذاك " سامح مباشر" و لوزير الرياضة السابق طاهر ابو زيد و لكن دون جدوي."

ويضيف قائلًا "منعت من المشاركة في بطولات دولية ثلاث مرات دون أي سبب واضح , وفي إحدي المرات التي تم منعي فيها كان في وجود خبير يدعي "جورج داني" من النمسا لتقييم لاعبي المنتخب , وقدم تقريرًا يؤكد انني سأحصد ميدالية حال مشاركتي في بطولة العالم وذلك بعد أن قمت بالسفر إلى رومانيا في معسكر على حساب الاتحاد الدولي و هزيمة بطل أوروبا في مباراة ودية وقمت بخلع كتفه، إلا أن مدرب المنتخب تقدم بتقرير آخر يؤكد أنني دون المستوي حتي يتم منعي من المشاركة في البطولة .

وأكمل" كنت أعاني من عدم صرف اطقم ملابس اللعب او التدريب للمنتخب على الرغم من صرفها لجميع اللاعبين الآخرين و بعضهم من خارج المنتخب و شاركت في بطولة أفريقيا بدون أي شئ يدل انني انتمي للمنتخب المصري لدرجة انني قمت بإستلاف بدلة الجودو من خصمي حتي استطيع ان اشارك في المباراة، كنت أشعر بخجل شديد على الرغم من أنني كنت في ذلك الوقت مصنف على مستوى العالم."

وأكمل:"صبرت كثيرًا خلال الست سنوات الماضية علي الظلم الذي أتعرض له لأنني أري في أعين اسرتي و أمي انني أملهم الوحيد في الخروج من الحالة النفسية الصعبة التي نعيشها ,خاصة في ظل المصاريف التي تتطلبها هذة اللعبة لتكوين بطل بشكل سليم , كدت أن استسلم أكثر من مرة و لكن أمي هي من وقفت بجانبي و طالبتني بالإستمرار و تحقيق حلمها و حلمي المشاركة في الأوليمبياد و حصد ميدالية.

واستطرد :"و بعد تغيير الإدارة الفنية للمنتخب بعد وفاة "تنزانيا" و تولي الأخوين هيثم و باسم الحسيني مدربين نادي الشمس الذي ينتمي له مدرب المنتخب السابق "تنزانيا"، والذين قاموا باستكمال مسلسل الإضطهاد لعلمهم بتقديمي عدة شكاوي ضد زميلهم السابق بل ووصل الأمر لتعدي أحدهم علي بالضرب ,علي سبيل المزاح واهانتي امام باقي اللاعبين, وهو ما كنت ارفضه بشدة خاصة وانني لست لاعب صغير حتي يقوم بمعاملتي بهذا الشكل امام جميع اللاعبين, الي جانب مخالفتهم قواعد الإتحاد بإرسالي الي معسكرات الموهوبين في نادي الشمس و عدم ضمي الي معسكر المنتخب في القرية الأوليمبية في المعادي, في حين ان آخر بطولة شاركت علي مستوي اللاعبين الكبار مع نادي المؤسسة العسكرية كانت البطولة العربية العسكرية للأندية وحصلت علي ميداليتين بجانب حصولي علي لقب أحسن لاعب في البطولة الي جانب حصولي علي لقب بطل العرب سابقًا لثلاث مرات بجانب ميداليتين ذهبية و برونزية في بطولة أفريقيا.

و يضيف عزازي " فاض بي الكيل و قررت الرحيل بعد ان حصلت علي تأشيرة أمريكا سابقًا للمشاركة في بطولة العالم و قمت بالتقديم عليها مرة آخري و تم الموافقة عليها, و شاركت في بطولة امريكا المفتوحة بإسمي و فزت بالمركز الثاني و بعدها شاركت في بطولة بإسم "جيمي بيدرو" و حصلت علي المركز الثالث في ميزان أعلي من ميزاني ,حتي شاهدني رئيس اتحاد الجودو الأمريكي و مدرب المنتخب الأمريكي و الذين أصروا علي ضمي للمنتخب و دعمي بعد ان شاهدوا بأعينهم انني استطيع التغلب علي لاعبين في ميزان أعلي من ميزاني والحصول علي مراكز في البطولتين, و أستعد للمشاركة خلال هذا الأسبوع في بطولة فلوريدا المفتوحة."

و أنهي عزازي حديثه قائلًا " لا أطلب اي شئ من اتحاد الجودو المصري او المنتخب سوي عدم الحديث عني او وصفي بالهارب, انا لم أهرب لأنني تحملت كثيرًا و لعبة الجودو هي "أكل عيشي" , و حصلت علي فرصة أفضل في أمريكا و تقدير أكبر , و للعلم ان هذا ما يحدث في جميع الألعاب الفردية في مصر, اذا أتيحت الفرصة لأي لاعب لتمثيل منتخب آخر يقدر موهبته و يثقلها فلن يقوم بالتفكير للحظة في ظل عدم التقدير و التجاهل التام الذي يحدث للألعاب الفردية في مصر."