الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حماية المهمشين وضمان رعايتهم


كثيرًا ما نمر على من يقوم بتنظيف الشارع من القمامة التى تتساقط من أيادينا، وكثيرًا ما نرى عمال يجلسون فى ميادين الجمهورية فى حرارة الشمس الحارقة أو فى قسوة البرد الشديدة، العديد منا يلجأ للخادمات لتنظيف منازلهم ورعاية شئون المنزل، وهناك من يحمل مخلفات المنازل ممن نطلق عليهم جامعى القمامة، وهناك من يقف بعربة الفول في الصباح الباكر لكي نتناول منه طبق الفول والبصل قبل الذهاب الى أعمالنا وهناك من يقف لعمل الشاى والمشروبات الساخنة فى الجو القارس أو الحر الشديد لنتناول كوبا من القهوة أو قدحا من الشاي لنشعر بضبط أمزجتنا. 

وهناك من يجلس فى عرض الطريق لتلميع أحذيتنا من الأتربه ويعيد اليها بريقها من جديد، والبعض الاخر يقف لبيع بعض المأكولات حسب موسم كل وجبة من تلك الوجبات، وهناك من يقوم بالتجوال فى الأزقة والحارات يحمل فوق ظهره البضاعة وينادى بأعلى صوته للترويج لبضاعته دون اكتراث بحرارة الجو أو برودته. 

أيضًا نجد مهنة حارس العقار، الذى يسعى طوال الليل والنهار لقضاء طلبات سكان العقار دون هوادة وإن قصر يتم استبداله بمن لا يعارض أو يكل أو يمل، حيث ترى وجوه من يقومون بحراسة العقارات مكفهرة ومجهدة طوال الوقت بسبب قلة النوم فهو رهن إشارة السكان فى اى وقت من اليوم. 

ونجد العديد والعديد من تلك المهن وغيرها ممن لم تسعفني ذاكرتي لتذكرهم، ممن يعانون من قسوة تلك المهن التى امتهنوها، لظروف الفقر والحرمان والأمية وإهمال المجتمع لتلك الطبقة المهمشة اجتماعيا.

ولم يكتفى قدرهم بذلك، بل أذا نظرنا لتعامل المجتمع لهم والجهات الحكومية الممثلة فى الشرطة والمحليات، نجد ان تلك الطبقة تعانى من الوصم والعار والاحتقار من طبقات المجتمع والنظرة لهم على انهم فى أسفل السلم الاجتماعى.

وكأنهم طبقة عالة على المجتمع، لا تستحق الحياة الكريمة، وفي كثير من الأحيان نجد من يعتدى عليهم بالضرب والسباب والإهانات، ونجد أيضًا من يسلب منهم حقوقهم المادية، بل فى أغلب الأحيان ننتقص من قدر حقوقهم المالية بحجة كفاية عليك كده أوى، والكثير منا يفاصل فى السلع التى يقوم ببيعها ويبخس بثمنها، نتعامل مع تلك الفئات كما لو كان ليس لها الحق فى الحياة الكريمة والعيش بأمان. 

هذا غير ما تعانيه تلك الفئات المهمشة من أقصى معامله من الجهات التنفيذية في الدولة الممثلة فى شرطة المرافق والمحليات، فهم يقومون بمعاملتهم كانهم لصوص يسرقون قوت الشعب أو قطاع طرق يقطعون الطريق على المواطنين.

فنجد أن غالبية الفئات المهمشة لديهم قلق وترقب من مطاردة الجهات التنفيذيه لهم، ومصادرة بضاعتهم أو التحفظ عليها بعد هلاك وتحطم أغلبها عند استردادها من المحافظة.

معاناة لم نلتفت إليها ولم نشعر بمعاناة تلك الفئات المهمشة التى تقوم بأعمال مساعدة للغالبية العظمى منا، بل أذا نظرنا بشكل أكثر منطقية نجد ان تلك الأعمال توفر علينا الكثير والكثير من الجهد والشقاء. 

فعلينا أن نتخيل أننا دون حارس للعقار، أو جامعى القمامة من المنازل، أو من يقوم بتنظيف المنزل كل فترة، أو غيرها من المهن الهامة فى حياتنا. 

نحن بحق كمجتمع نحتاج أن نرعى تلك الفئات ونوفر لهم الحياة الكريمة من ضمان اجتماعى وصحى وتشريعات تضمن لهم مشروعية الأعمال التي تقوم بها.

فلا ننسى أن تلك الفئات لم تجلس على المقاهى تنتظر القوى العاملة أو الجلوس على مكتب وغرفة مكيفة ومرتب بمميزات كبيرة، هذه الفئة لم تقبل أن تتسول او تعيش متسلقة على كتف الآخرين.

ونجد أن كثيرًا من تلك الفئات المهمشة نهاية مكافأة الخدمه الشاقه لهم، نجد الأمراض المزمنة قد داهمتهم، والفقر والعوز قد حاصرهم، ولم يستطيعوا الصمود أمام قسوة الحياة وعدم رحمة المجتمع من حولهم. 

وقرار السيد الرئيس بمنح ضمان اجتماعى مدى الحياة لتلك الفئات العاملة، هو قرار هام، أيقظ المجتمع من غفلته عن تلك الفئات الغائبه عن وجدان وضمير الشعب المصرى بجهازه الإداري.

أناشد الجهات التنفيذيه والتشريعيه باتخاذ الإجراءات التشريعية والضمان الاجتماعى والصحى المناسب لتلك الفئات، ومحاولة دمجهم بصفة رسمية مع القطاع المؤسسي للدولة، حتى نضمن حياة كريمة لجميع طبقات الشعب المصرى وللحديث بقيه.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط