شاهد.. الطبيب النفسي للأهلي يكشف لـ"صدى البلد" .. أسباب سوء نتائج الزمالك أمام الشياطين الحمر..ودوره مع جوزيه عقب حادث بورسعيد ..وسر نجاح محمد صلاح

وفي ذلك يفتح موقع "صدي البلد" هذا الملف مع الدكتور محمد فكري طبيب نفسي متخصص في الطب النفسي الرياضي ، وله دور كبير مع النادي الأهلي سيكشفه في الحوار الآتي  .. 

في البداية اطلعنا على تجربتك مع مانويل جوزيه و تأهيل لاعبي الأهلي نفسيا ؟

بدأت العمل مع الأهلي في نهاية الولاية الثانية للمدرب البرتغالي مانويل جوزية وبالتحديد موسم 2008 – 2009 وهو الموسم الذي شهد الوصول إلى مباراة فاصلة بين الاهلي والاسماعيلي ، وتوقعت في البداية ان يعود الفريق من مونديال الأندية في اليابان بدون تحقيق أي إنجاز لوصولهم لمرحلة الاحتراق الذاتي

وحدثت - والكلام لفكري -  العديد من اللقاءات مع جوزيه بدون لقاء اللاعبين وكنت دائم تقديم النصائح له قبل المباريات المهمة ، ثم جاء تعاقده مع منتخب انجولا وعاد بعدها لتدريب الاهلي عقب رحيل حسام البدري واوضحت له رؤيتي عن لاعبي الاهلي خلال الفترة التي ترك فيها الفريق.

هل تجربتك مع مانويل جوزيه في ولايته الثالثة كانت مؤثرة في نجاح الاهلي؟

عودة جوزيه لقيادة الأهلي من جديد في عام 2011 كانت خلال حالة من التراخي والتراجع في أداء ونتائج الفريق الذي حل وصيف خلف الزمالك بفارق سبع نقاط والذي كان يقوده فنيا حسام حسن ، تعاملت مع جوزية واللاعبين نفسيا وحاولنا اخراجهم من حالة فقدان التركيز والتي تسببت في حصولهم على العديد من الإنذارات والايقافات.

مباراة الجونة والتي فاز فيها الأهلي بهدف أسامة حسني كانت علامة فاصلة في مشوار الأحمر بالدوري حيث تحدثت مع جوزيه بعدها وطالبته بأن يقوم اللاعبين بتمارين استرخاء فطالبني بالجلوس مع اللاعبين وتوضيح الموقف النفسي لهم.

تعاملت مع اللاعبين النجوم الجدد بشكل افضل ومنهم محمد ناجي جدو وحضرت معهم بعض المباريات مثل مباراة الحرس والاتحاد وانبي والاسماعيلي.

ونجحت في مباراة الزمالك والتي انتهت بالتعادل الايجابي 2 – 2 والتي كانت مؤثرة في تتويج الاهلي باللقب في اخراج لاعبي الاهلي من الحالة العصبية التي سبقت المباراة نظرا لحساسيتها الكبيرة وتعامل الجميع بحالة من الهدوء النفسي اوصلتهم في النهاية للفوز بالبطولة.

وبالتأكيد التطور النفسي للاعبي الاهلي ونجاح تجربتي معهم ظهر بوضوح في اداء الاهلي بالمنافسات القارية امام فرق شمال افريقيا وابرزهم الترجي.

كيف تعاملت مع لاعبي الأهلي عقب حادث ستاد بورسعيد ؟

تحدثت مع اللاعبين بشكل منطقي وضرورة التعامل مع الموضوع بشكل عقلي اكثر واكدت ان قرار الاعتزال الذي انتاب البعض لن يكون مفيدا لان الحياة لم ولن تتوقف وسيعود الجميع للعمل مرة اخرى وطالبت جوزيه بالعمل على اخراج اللاعبين من حالتهم النفسية السيئة.

كيف كان محور حديثك مع محمد بركات حول قرار اعتزاله ؟

تحدث الى بركات واكد لي انه اتخذ قرارا نهائيا باعتزاله اللعبة عقب احداث ستاد بورسعيد وكنت من اهم المقربين للاعب واكدت له بالحرف انك لاعب دولي كبير ومن غير المعقول ان تعتزل اللعبة في ظروف مثل هذه وان اتخاذ القرارات في حالات العصبية لن تكون مفيدة وجمعتنا العديد من الجلسات حتى نجحت في اقناعه بالعدول عن القرار وبالفعل اكمل اللاعب مشواره وتوج مع اللاهلي بالبطولة الافريقية.

وماذا عن ابوتريكة ؟

ابوتريكة كان من ابرز اللاعبين المتأثرين بالموقف نظرا لجلوسه مع بعض عائلات المتوفين وحالته النفسية كانت متراجعة بشكل كبير ونجحنا في اخراجه بعض الشيء من حالته النفسية بالمشاركة في البطولة الافريقية امام الملعب المالي والتي قلب خلالها الموازين ونجح في تسجيل ثلاثة اهداف متتالية وهي الفترة التي اعقبت رحيلي ولم اكن متواجد بعد رحيل مانويل جوزية في الفترة التي اعتذر فيها ابوتريكة عن اللعب مباراة السوبر امام انبي وهي المباراة التي احدثت جدل كبير.

هل تكرار خسارة الزمالك للبطولات خلق نوعا من الاحباط لجماهيره ولاعبيه ؟ 

اولا مايقرب من 70 % من المحللين في الفضائيات يعملون في مجال التدريب ويتحدثون بشكل دائم عن ضرورة الطب النفسي والمعد البدني والنفسي ، وللاسف لا يستعنون بما ينصحون.

وكانت لي تجربة مع الكرة النسائية مع سحر الهواري ومنتخب مصر ولدينا بعض اللاعبات المحترفات ، ومن الطبيعي ان يرفضني اللاعبون في البداية او يرفض فكرة التعامل مع طبيب نفسي ثم مع الوقت والمحاضرات يبدأ الجميع في التعامل بشكل متزن معي

اما عن موضوع الزمالك فقد كان لي تعقيب شهير عقب تتويج الزمالك ببطولة الدوري موسم 2014 – 2015 وعقب خسارته المباشرة امام الاهلي في المباراة الأخيرة بهدفين دون رد مع العلم ان الزمالك كان بطل الدوري والكأس وهو ان الهزيمة حدثت بسبب الضغط النفسي علي لاعبي الابيض وشحنهم بضرورة الفوز علي الغريم التقليدي.

فالعامل النفسي له دور في مستقبل ومسيرة اللاعب ، وازمة نادي الزمالك هي الضغط النفسي المستمر على اللاعبين ومطالبات الجمهور المستمرة بتحقيق البطولات والفوز على الاهلي.

هل مطالبات الاعلام للاسماعيلي بالفوز بالدوري ومنافسة الاهلي سبب في تراجعه ؟

بالطبع.. لاعبو الإسماعيلي غير معتادين على ضغط البطولة ولها تعامل خاص ، واذكر واقعة كانت هناك بطلة مصرية في لعبة رفع الاثقال وقبل بداية فاعليات البطولة اكد لها المدرب ان هناك اكثر من كاميرا تتابع عبر جميع وسائل الاعلام لاسعاد ملايين المصريين فكانت النتيجة فشلها في الثلاث جولات

إذن هناك حالة من التعامل النفسي المتزن مع اللاعبين قبل المناسبات والأحداث المهمة مع ضرورة عدم التقييم بالنتيجة حتى لا يضع اللاعبين تحت ضغط مستمر وهو ما يجب اتباعه مع لاعبي الزمالك ومدربهم ايهاب جلال وعدم محاسبته بالقطعة حتى لاينفرط عقد الفريق.

هل الضغط العصبي يسبب "شد عضلي" او الشعور بالانهاك البدني للاعبين؟

بالتأكيد الشد العضلي سببه الضغط العصبي وبالطبع اللاعب يسهر ليلة المباراة يفكر في كل احداثها مما يسبب مزق وشد عضلي نتيجة الاجهاد العصبي والنفسي.

هل اصبح من الضرورة تواجد طبيب نفسي مع الفرق المصرية على غرار الفرق العالمية ؟

بالتأكيد هذا الامر مطلوب ولكن تعامل الاعلام مع الموضوع يصاحبه نوع من التجاهل واقارن بموقفي مع اللاهلي واتساءل هل اشاد بي احد من وسائل الاعلام خلال الفترة التي قضيتها مع الاهلي والتعامل مع حادث بورسعيد ؟ الاجابة لا

واؤكد ان عوامل النجاح في كرة القدم هم 4 أبرزها الموهبة والمهارة والعامل البدني والنفسي وهو المطلوب على تدعيمه في اللاعب.

وتابع في احدى المرات كنت احصل على دورة تدريبية وصادفني صديق برازيلي وتحدث معي عن النجم الكبير الظاهرة رونالدو "البرازيلي" ، وذكر لي واقعة عن مباراة نهائي كأس العالم بين فرنسا والبرازيل 98 والتي خسرها السيليساو بثلاثية نظيفة والتي ظهر خلالها لاعب انتر ميلان السابق بمستوى ضعيف حيث أكد ان صديقته تركته ليلة المباراة وافتعلت معه ازمة مما كان له تأثير نفسي سلبي على مستواه في المباراة ، وهذا ليس عيبا فيه لأنه بشر يحتاج للتعامل النفسي.

وتحدث محمد فكري عن احدى التجارب الرياضية حيث كانت هناك مسابقة في رياضة التزحلق بمصر وطلب مني اتحاد اللعبة إلقاء محاضرة على اللاعبين ونجحنا في الفوز بالمركز الثاني بالبطولة

واستطرد قائلا ان الفوز ليس للافضل او الاعلى في التصنيف وان الامر متعلق بالاتزان النفسي امام الخصم والقتال على النجاح ،وهناك فرق تخسر نهائيات كبرى امام فرق مطرود منها لاعب او اثنين ولكن العامل النفسي للطرف الاخر يساعده على التغلب على التفوق العددي ، ونفس الأمر ضرورة استغلال التعنت التحكيمي ضد بعض الفرق واستغلال ذلك في الفوز وتغير دفة الأمور

واردف ان غياب مصر المستمر عن الوصول للمونديال يرجع الي عدم احساس اللاعب بقيمة الامر واقتناعه التام بعدم قدرته على تحقيقه هذا الحلم ، و بالدليل ان منتخب مصر كان قريبا من الوصول لنهائيات كأس العالم في نسخة 2010 وخرجنا امام الجزائر بسبب الضغط النفسي.

هل اللعب في غياب الحضور الجماهيري له تأثير على اللاعب ؟

بالتأكيد والدليل اللاعبون المحترفون في اوروبا يؤدون مع منتخب مصر بشكل جيد لانهم يشاركون امام جماهير ووسط ضغوط كبيرة بعكس اللاعب الذي يشارك في الدوري المحلي.

ووجه محمد فكري رسالة الي الاعلام بضرورة التركيز على الطب النفسي واهمية تواجده في المجال الرياضي سواء في الالعاب الجماعية او الفردية وعدم تجاهل الامر.

وماذا عن نصيحتك لمنتخب مصر في المونديال ؟

اولا يجب التوضيح للاعبين ان المشاركة في المونديال تختلف عن المنافسات الافريقية ومن غير المطلوب ان يتعامل الاعلام مع اللاعبين على ضرورة وحتمية الصعود للدور الثاني في مجموعة تضم روسيا صاحب الارض والجمهور بالاضافة لمنتخب اورجواي الذي يضم نجوم من العيار الثقيل ومنتخب السعودية

إذن المطلوب ان تركيزي مع اللاعبين يكون على الاتي ، اولا انت اليوم تشارك في مباراة للتاريخ وسيذكرك الجميع ان انجازات المحلية والقارية لاتقارن بمشاركتك اليوم في مباراة بنهائيات المونديال ومن يرغب في ان يذكره التاريخ بالخير سيقدم اقصى ما يملكه من قدرات بدنية وفنية .

وتابع ان ابرز ازمات ومشاكل اللاعبين الحالية تكمن في متابعتهم للسوشيال ميديا واهتمامهم بردود افعال الجماهير مما يؤثر على مستواهم بالسلب في المباريات ويجب على ادارات الاندية والمنتخبات ان تقنن ذلك خلال معسكرات المباريات المهمة.

كيف ترى تأثير "دخلات" الجماهير في المدرجات على اللاعبين ؟

لها دور مؤثر سواء بالايجاب او السلب وهناك العديد من الامثلة في تعامل الجماهير والاعلام مع اللاعبين ومطالبة البعض بالاعتزال وتلقيهم للصفقات الجديدة مبكرا وابرز دليل ما حدث مع المغربي وليد ازارو الذي تعامل مع انتقاد الجماهير له بالظهور القوي مع الاهلي.

ما تفسيرك لموقف محمد صلاح بعد هدف التعادل أمام الكونغو ؟

شخصية محمد صلاح داخل الملعب قيادية بشكل كبيرة ورد فعله بعد هدف التعادل كان طبيعي ولكن تماسكه كان نابعا من مسؤليته تجاه جماهير منتخب بلاده التي وضعت عليه امال الوصول للمونديال واستحضر روح الامل والانتصار في الوقت البسيط المتبقي من عمر المباراة وقام بالاشارة الي الجماهير ومطالبتهم بمساندة اللاعبين حتى تحقق هدف الصعود عن طريقه.

وهناك العديد من المواقف اتذكر منها موقف لاعبي الاهلي في مباراة الزمالك الشهيرة التي انتهت بالتعادل الايجابي 3 - 3 وكيف نجح اللاعبون في تحويل تأخرهم ثلاث مرات الي تعادل في الوقت بدل الضائع.