الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الشعب المصري.. إبستمولوجي بالفطرة


يوم بعد يوم يتكشف لنا أبناء الجالية المصرية بالقاهرة عظمة الشعب المصري الشقيق وإمكانياته الفائقة في كثير من المجالات، وآخرها لمن يتابع الشأن الصحفي والمعلوماتي والإعلامي والفضائي وبرامج التوك شو وكل ما يختص بالأخبار والشائعات والحوارات والمساجلات حتى، والمتابع للسوشيال ميديا التي سحبت البساط من تحت أقدام الصحف ونشرات الأخبار وأصبحت المعلومة الصحيحة أحيانا وغير الصحيحة في أغلب الأحيان وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي من الخطورة بمكان أنها أصبحت أهم أسلحة الجيل الرابع من الحروب، وتميزنا نحن المصريين عن باقي شعب العالم أننا في ظرف كام سنة فاتوا وتحديدا منذ يناير 2011 وما قبلها أساتذة العالم في شيطنة الحوار، نعم شيطنة الحوار.

حتى ولو كان صادقا وخاليا من أي زيف، وهو ما تفعله الكتائب الإلكترونية أو ميليشيات التواصل الاجتماعي، وفي بعض الفضائيات المملوكة للإخوان والتي تبث سمومها من تركيا بأموال قطرية ومعها قناة "الجزيرة" وتوابعها من العربي والقطري وما شابه، كلها تخصصت الآن في شيطنة الحوار وشيطنة المعلومة وشيطنة الخبر وشيطنة المعلومة وتضخيمها وتحويلها إلى شيطان ينهش أحيانا في قلب الوطن الذي نعيش فيه، وحتى على مستوى التعاملات اليومية بين الناس بعضها البعض في النادي أو العمل أو في المنزل أو في السوق أو في المول أو حتى في الأتوبيس وفي المترو كلها قلبت إبستمولوجيا وشيطنة الحوار أصبحت السمة الغالبة بيننا كأبناء شعب واحد.

وشيطنة المعرفة أو المعلومة أو الخبر تذكرنا بـ"الإبستمولوجيا"، وهو مصطلح استخدمه لأول مرة الفيلسوف الأسكتلندي جيمس فريدريك فيرير (Frederick Ferrier) خلال بحثه في من فروع المعرفة وما هي الصلة بينها وبين الحقائق الموجودة من حولها.

وركز الفيلسوف فيرير على التحليل الفلسفي لطبيعة نظرية المعرفة ومدى ارتباطها بمختلف المفاهيم مثل الحقيقة ومدى ارتباطها بباقي المفاهيم مثل الحقيقة والاعتقاد والتبرير، وكانت المرة الأولى التي يستخدم فيها تعبير الإبستمولوجيا في عام 1854م في معاهد الفيلسوف فيرير وكلمة الإبستمولوجيا مشتقة من نظرية المعرفة أي من الإبستميو وهي باليونانية تعني "المعرفة" وهي نظرية معنية بمعرفة بعض التساؤلات وهي الشروط الضرورية والكافية التي يمكن الحصول عليها من المعرفة وما هي مصادرها وهيكلها (كيف لنا أن نفهم مفهوم السبب أو المُبرر؟).

ولسة فيه كلام كبير جدا تاني في موضوع الإبستمولوجيا أو نظرية المعرفة تُعنى بالقضايا التي لها علاقة بخلق ونشر المعرفة في مجالاتٍ معيّنة هناك أنواع مختلفة من المعرفة مثل: معرفة القيام بشيءٍ ما على سبيل المثال كيفيّة ركوب الدّراجة، وسواءً كان اعتقاد الشّخص أو معرفته صحيحةً أم لا ليس شرطًا مسبقًا للنظرية، فمثلًا لو أنَّ شخصًا ما أراد أنْ يَعبُر جسرًا ولكنه ليس مُتأكدًا أنَّ الجسر آمن بما فيه الكفاية لتحمل وزنه، ولكنّه عبر الجسر على أيّ حال ثمَّ انهار به فإنّه من الخاطئ القول إنّ الشخص كان يعلم أنّ الجسر ليس آمنًا، بل يجب القول إنّه كان يعتقد أنّ الجسر كان آمنًا، أي بمعنى أنّه يعلم الآن أنّ الجسر غير آمن فهو في بادئ الأمر كان يعتقد وأمّا الآن فهو يعرف جازمًا أنَّ الجسر غير آمن.

وهو ده حالنا في مصر حاليا كل حاجة مشكوك فيها وممكن شيطنتها في لحظة، وربنا يكفينا شر الإبستمولوجيا وشر الفتن وشر المؤامرات والمتآمرين على مصر في الداخل وفي الخارج، والله المستعان.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط