الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

السُكَّر يفوق الكوكايين في الإدمان!!


للشيكولاتة والمثلجات وغيرها من الأطعمة الحلوة طعم مغر تصعب مقاومته، وعلى الرغم من أنها مفيدة لتوليد الطاقة في الجسم، فإن الإكثار منها يُحَوِّل ذلك الطعم الحلو إلى سمّ، لعواقب السكر الخطيرة على الصحة التي ربما تغيب عن الكثيرين.

ويعتبر السُكَّر بالنسبة للكثيرين متعة خاصة لا يمكنهم الاستغناء عنها، فالألمان مثلًا يستهلكون كميات كبيرة من السكر، ووفقًا للإحصائيات، يبلغ معدل استهلاك المواطن الألماني للسكر حوالي 32 كيلوجرامًا في السنة، وهي كمية تساعد على توليد طاقة تكفي لقيادة دراجة لمسافة ستة آلاف كيلومتر.

كشف فريق من الباحثين من جامعة سان فرانسيسكو مؤخرا، عن نتائج بحوث طبية أجريت قبل خمسين عاما، أشارت إلى مضار السكر على الإنسان، إلا أن جهات أمريكية معينة أخفت هذه الحقيقة عن الرأي العام.

وأثبتت البحوث على السكر في الآونة الأخيرة عن رابط وثيق بين تناوله والإصابة بالذبحة الصدرية، فيما جرى إخفاء هذه الحقيقة عن العلم والعامة طيلة 60 عاما، إرضاء لمنتجي السكر.

وأكدت كريستين كيرنز، من جامعة سان فرانسيسكو، أنها اكتشفت في أرشيف جامعة هارفارد وبعض المكتبات الأمريكية، عن بيانات تشير إلى أن منتجي السكر وضعوا خطة كان هدفها التعتيم على ضرر السكر، وتضليل الرأي العام في العالم وإيهامه بمضار الدسم والدهون بما يبعد كل الشبهات عن السكر.

ويعد السكر في الوقت الراهن في الولايات المتحدة، واحدًا من أهم العوامل المهددة لصحة الإنسان، حيث وثّق الأمريكيون وفقا لدراسات غير رسمية الإصابة بأمراض القلب بصورة رئيسية جراء تناول الأطعمة الدسمة والمحتوية على نسب عالية من السكريات.

وجد الباحثون علاقة بين استهلاك السكر وبين المستويات غير السليمة من الكولسترول في الدم، أي أن هنالك علاقة بين وجود السكر في الدم وبين المستويات المنخفضة من البروتين ألشحمي المرتفع الكثافة (HDL)، وهو الكولسترول المفيد أو الجيد في الدم.

وقد وجدت الدراسة، التي نشرت في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية، أن الأشخاص الذين تناولوا كميات كبيرة من السكر عانوا من ارتفاع في مستوى ثلاثي الجليسريد (الدهنيات) في الدم، ومن انخفاض في كمية الكولسترول الجيد في الدم (HDL).

مع أنّ كثيرين قد يحبّون طعمه، إلاّ أنّهم يجهلون أضرار السكّر الكثيرة على الصحّة، ويؤكّد الكثير من العلماء أنّ السكّر سمٌ متنكّر يُغريك حتّى تدمنه مسبّبًا لك أمراضًا كثيرة قد لا تتخيّلها!

السكّر يجعل وجهك يبدو أكثر شيخوخة: السكّر يثبط العديد من الهرمونات التي تفيد الجسد، كما يحفّز إطلاق "الشوادر الحرة" والتي تزيد من عمليّة الأكسدة والتعجيل من الشيخوخة، ويسبّب تغيّرات في الحامض النووي كذلك، ولذلك فإنّ الزيادة في السكر اليوم يعني التعجيل بالشيخوخة غدًا.

هو مادّة عالية الإدمان، السكر يفوق الكوكايين 8 مرّات في تأثيره في الإنسان والرّغبة به وإدمانه، وهكذا فكلّما استخدمت السكر وزدت منه كلّما أصبحت تحتاج له بشكلٍ أكبر، حتّى تزداد كميّتك المستخدمة منه إلى حدٍّ خطر على الصحّة.

ويولي الرأي العام الأمريكي على خلفية تفاقم مشاكل جودة الطعام والسمنة والصحة العامة، اهتماما كبيرا للأطعمة وطبيعتها، الأمر الذي يثير شغفا كبيرا لدى الأمريكيين لما ستخلص إليه دراسة كريستين كيرنز، ويترقبون باهتمام أي تصريح أو ظهور لها في وسائل الإعلام.

نصيحة.. إذا كان السكر حُلو المذاق، في وقت نمر فيه بأوقات مُرَّة، وهو ما يُحلُّي لنا طعم كل شيء، إلا أن ضرره أشد من مرارة الأوقات العصيبة التي نعيشها، إذن، قضا أخف من قضا، فكلما نستطيع الاستغناء عنه نفعل حتى لو لم يعجبنا الطعم في البداية، ونبدأ مع كوب الشاي، فملعقة قليلة منه للتحلية أو من الأفضل أن نستبدله بعسل النحل الأبيض، فقال سبحانه وتعالى: "فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ، إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ".. صدق الله العظيم، الآية ﴿69﴾ سورة النحل.

من كل قلبي: السكر فيه سمٌ قاتل، فاحذروه ولا تتخذوه عدوًا لكم، وقانا وإياكم شر الأمراض، اللهم بلغت، اللهم فاشهد!
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط