الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بوتين يرفع شعار "روسيا قوية" بعد فوزه بالأغلبية المطلقة.. دعم شعبي لسياسته الداخلية والخارجية.. والرئيس السيسي يشيد بالعلاقات الاستراتيجية بين القاهرة وموسكو

الرئيس الروسي فلاديمير
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

  • الرئيس الروسي يدعو مواطنيه إلى الوحدة.. ويتعهد بتسليح الجيش وعدم الانجرار إلى سباق تسلح
  • بوتين يسعى إلى التعاون مع الغرب عبر الدعوة إلى التعاون.. ويعتبر اتهامات بريطانيا "هراء"
  • انقسام أوروبي حيال "قيصر روسيا".. وفرنسا وألمانيا تقفان إلى جواره

"روسيا قوية".. شعار رفعه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي حقق فوزا قياسيا في الانتخابات الرئاسية التي جرت أمس، في وقت دعا فيه الروس إلى الوحدة، ودافع عن سياسته الخارجية في وجه الانتقادات الغربية المتواصلة خصوصا في ظل أزمتي التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية في 2016، إلى جانب اتهام لندن لموسكو بمحاولة تسميم جاسوس مزدوج على الأراضي البريطانية.

ومع حصول قيصر روسيا على دعم شعبي لسياسته الخارجية، عبر حصوله على الأغلبية المطلقة للمواطنين الروس، الذين لديهم الحق في المشاركة في الانتخابات، حوالي 54 مليونا بنسبة 76%.

وفي خطاب الفوز، دعا بوتين إلى ضرورة الحفاظ على وحدة روسيا، فيما أشار إلى أنه لا يفكر حاليا في إجراء أي إصلاحات دستورية.

وفي رده على سؤال حول انتخابات الرئاسة عام 2024، قال بوتين إن الافتراضات حول إمكانية توليه منصب الرئيس بعد 6 سنوات "مضحكة".

وفي لقائه مع المرشحين المهزومين أمامه في الانتخابات، أكد الرئيس الروسي أن روسيا لن تنخرط في سباق تسلح جديد، وسوف تكرس اهتماما خاصا للمؤسسة العسكرية وتطويرها من أجل الحفاظ على روسيا قوية.

وذكر بوتين أن الهدف الرئيسي للحكومة الروسية هو ضمان رفاهية الناس، مشيرا إلى ضرورة خفض عدد المواطنين القابعين تحت خط الفقر، وأضاف: "سيتم التركيز على عمل السلطة التنفيذية مستقبلا، لمعالجة المشاكل الداخلية للبلاد، وفي المقام الأول ضمان النمو الاقتصادي، وإعطاء اقتصادنا الطابع الابتكاري، وحل القضايا المحددة المتعلقة بتطوير الصحة والتعليم، والعلوم، والبنية التحتية، وعلى هذا الأساس، ضمان زيادة رفاهية شعبنا، وهذا هدف أي حكومة (في العالم) وروسيا ليست استثناء".

وحول السياسة الخارجية، قال: "سنقوم ببناء علاقات مع جميع دول العالم بطريقة بناءة".

وفي تطرقه إلى قضية تسميم الجاسوس السابق في المخابرات الروسية سيرجي سكريبال وابنته يوليا في مدينة سالزبوري البريطانية، شدد بوتين على أنه من "الهراء الاعتقاد أن روسيا يمكن أن تقوم بمثل هذه التصرفات قبل الانتخابات الرئاسية وكأس العالم لكرة القدم".

وأكد بوتين في هذا السياق استعداد روسيا للتعاون حول قضية سكريبال وإجراء تحقيق مشترك، وأردف: "لكن هذا يحتاج إلى وجود اهتمام من قبل الجانب الآخر، إلا أننا لا نراه حتى الآن، ومع ذلك لا نزيح من الأجندة التخطيط للعمل المشترك".

وأوضح أن روسيا مستعدة للقيام بعمل مشترك مع جميع شركائها الأوروبيين، بما في ذلك بريطانيا، وجاهزة "لمناقشة كل القضايا وتجاوز كل الصعوبات".

وعلى صعيد آخر، اعتبر بوتين أن عدم السماح للروس بالتصويت في أوكرانيا خرق لكل القوانين والأعراف.

وأثار إعلان فوز بوتين ردود أفعال متباينة حول العالم، ففي الوقت توالت فيه ردود الأفعال المرحبة بفوزه، شهدت أوروبا انقساما حيث رحبت ألمانيا وفرنسا بإعادة انتخابه لولاية رابعة.

وأشاد الرئيس عبد الفتاح السيسي بالعلاقات الاستراتيجية التي تربط مصر وروسيا، وبحرص البلدين المستمر على تطويرها وتعزيزها، بما يحقق مصالح الشعبين الصديقين.

وأعرب العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان في برقيتيهما عن "أطيب التهاني والتمنيات بموفور الصحة والتوفيق للرئيس، ولشعب روسيا الاتحادية الصديق المزيد من التقدم والازدهار".

كما أشاد العاهل السعودي وولي العهد "بتميز العلاقات التي تربط البلدين والشعبين الصديقين والتي يسعى الجميع لتعزيزها وتنميتها في المجالات كافة".

وأشار الرئيس السوري بشار الأسد في برقيته لبوتين: "حيازتكم على هذه الثقة الاستثنائية من الشعب الروسي، نتيجة طبيعية لأدائكم الوطني المتميز، وخدمة مصلحة روسيا الاتحادية بكل كفاءة وإخلاص".

وأضاف: "روسيا بقيادتكم وقفت ضد الإرهاب قولا وفعلا، وساهمتم مساهمة مشكورة مع الجيش السوري في دحر القوى الإرهابية في معظم الأراضي السورية، الأمر الذي خلص أماكن أخرى من العالم من هذه الآفة التي كان يمكن أن تمتد لولا إجراءاتكم المشهودة هذه التي لن ينساها التاريخ لكم".

كما كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أول من هنأ نظيره الروسي بالفوز حيث أعرب عن أمنيته لروسيا وللشعب الروسي بالنجاح والتحديث السياسي والديمقراطي والاجتماعي والاقتصادي، جاء ذلك خلال مكالمة هاتفية بينه وبين بوتين.

من جهة ثانية قالت الرئاسة الفرنسية في بيان، إن ماكرون أكد لبوتين في الاتصال الهاتفي على "تمسك فرنسا بحوار بناء بين روسيا وفرنسا وأوروبا"، مضيفا أن "التعاون بين أوروبا وروسيا، على أسس واضحة، ضروري لأمن القارة الأوروبية ويأتي لصالح الطرفين".

وكان الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش الزعيم الأول الذي هنأ بوتين، متمنيا له أن يواصل قيادة بلاده "على طريق التقدم الثابت بما فيه خير لجميع مواطنيها".

ورحب رئيس بوليفيا إيفو موراليس بـ"الفوز المقنع للأخ الرئيس فلاديمير بوتين"، مشيرا إلى أن روسيا تحترم كرامة الشعوب وتضمن التوازن الجيوسياسي والسلم العالمي في وجه الضغط الإمبريالي".

وتلقى بوتين التهاني من الزعيم الكوبي راؤول كاسترو، ورئيس فنزويلا نيكولاس مادورو، الذي شدد على أن "التفاف الشعب الروسي حول زعيمه ومشروعه الاستقلالي والتنموي يشكل ضمانا أساسيا للتوازن العالمي المطلوب والمبني على مبادئ العدل والتضامن واحترام القانون الدولي وتعددية الأقطاب".

من جانبه، أكد الرئيس الصيني شي جين بينج في برقية تهنئة إلى بوتين أن "علاقات التعاون الاستراتيجي الشامل بين روسيا والصين بلغت مستوى عاليا وغير مسبوق وتشكل نموذجا لعلاقات دولية من نوع جديد تقوم على الاحترام المتبادل والمساواة والتعاون المتبادل المنفعة".

وبارك الرئيس الإيراني حسن روحاني بوتين بفوزه في الانتخابات الرئاسية، مؤكدا استعداد بلاده لتعزيز التعاون مع روسيا على المستويات الثنائية والإقليمية والدولية.

وفي الوقت نفسه، ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن أوروبا "منقسمة" بشدة في ردود أفعالها تجاه فوز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بفترة ولاية رابعة، ويرى سياسيون أمه من الضرورى الاتفاق علة إصلاح علاقة صعبة مع موسكو بينما يجادل آخرون بأن روسيا تحت رئاسة بوتين تحولت بشكل لا رجعة فيه عن القيم الليبرالية الغربية والأعراف الدولية.

وتابعت الصحيفة أنه بالنسبة للطرف الثالث، اليمين الشعبوي الجديد، فإن فوز بوتين يعتبر سببا للاحتفال.

وأضافت أنه خارج أوروبا، في دول مثل الصين وفنزويلا وإيران واليابان، فأن القادة لن يتوانوا عن إرسال التهاني الرسمية، أو إرسال وعود التعاون مع موسكو.

وتجسد الصراع بين السياسيين الأوروبيين في لقاء بين كونراد سزيمانسكي نائب وزير الخارجية البولندي، المعارض الشرس لروسيا داخل الاتحاد الأوروبي، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الزعيمة الألمانية التي تشكل علاقة عمل مع بوتين.

وأعرب مساعدو ميركل عن أملهم في أن يطلب بوتين التعاون مع أكرانيا السبب الوحيد لفرض عقوبات غربية على موسكو.

ودعا التحالف الألماني الحاكم بزعامة ميركل، الذي يضم الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي، الرئيس الروسي إلى أن يستفيد من إعادة انتخابه لتحسين العلاقات مع الغرب.