الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. إيناس الهياتمي تكتب: نبض القلب

صدى البلد

إذا حدثتني عن الحب والحنان أشرت لقلب أمي، ذلك القلب الذى بدأت نبضات قلبي جانبه، واذا أخبرتني عن الطمأنينة والسعادة قلت حضن أمي.

فالأم نعمة أنعم الله بها علينا وهي أصدق وأطهر حب فى الوجود، لأن حبها هو الحب الوحيد غير المبني على أي مصلحة، وذلك لأن أولادها قطعة من روحها فهى كلمة صغيرة وحروفها قليلة لكنها تحتوي على أكبر معاني الحب والعطاء والحنان والتضحية، وهي أنهار لا تنضب ولا تجف وهي متدفقة دائما بالعطف الذي لا ينتهي، وهي الصدر الحنون الذى نلقى برؤوسنا عليه ونشكو همومنا ومتاعبنا وهي تعطي ولا تنتظر مقابل العطاء، ومهما حاولتم أن تفعلوا لها لن تستطيعوا.

فمهما كبرنا ومهما تقدم بنا العمر تبقى حاجتنا وحنيننا اليها فوق كل الاحتياجات، وشوقنا الى أحن صدر وأطيب قلب يزداد يوما بعد يوم.

وأتعجب من بعض الأبناء الذين يخجلون من أمهاتهم ويشعرون بالخزي وهم يذهبون معهم إلى اي مكان، والعكس تماما نجد الأمهات يفتخرون بأبنائهم ويشعرون بمنتهى السعادة.

ربما لا يعرف الكثير من أبنائنا حجم الحب الذى يكنه قلبهم تجاه أبنائهم ولكن عندما يتزوجون وينجبون سيعرفون مقدار هذا الحب والخوف عليهم.

فكم واحد منا يقبل رأس أمه ويتحدث معها باحترام فلو نظر كل منا إلى اسلوب تعامله مع أمه لوجد نفسه عاقا وجاحدا ومجرما فى حق هذا القلب الذي لا ينبض الا بكل حب وعطاء وتضحية، وذلك من أجل إسعاد أولادها والعمل على راحتهم حتى ولو على حساب راحتها.

وعلى الأبناء البر والإحسان الى أمهاتهم والاستماع اليهم بكل احترام وتقدير لهم وتقبل النصائح المقدمة منهم حتى وإن كانت في غير موضعها وعدم مقاطعتهم أو إزعاجهم في الكلام والعمل على ارضائهم ومعرفة الدور الرائع الذى يبذلونه الأمهات من أجل تربية نشء صالح نافع لنفسه ولوطنه يستطيع تحمل المسئولية تجاه وطنه.

ومهما حاولنا أن نعبر عما بداخلنا لأعظم انسانة فى الكون فالكلمات والحروف لا تفيها حقها لما عانته من متاعب ومصاعب في الحياة ولا تشتكي لاحد الا خالقها فأي كلمة حب ووفاء وأي رسالة نرسلها لها فى عيدها.

لا نملك الا أن نطبع قبلات على جبينهم تعبيرا منا لحبهم وأن ندعو بالرحمة والمغفرة الى كل أم فارقت الحياة وتركت أبنائها فأقول لهم أن ارواحهم حولنا ويشعرون بكل شيء فندعو لهم.

وتبقى الأم كما هي فى حياتها وبعد موتها وفي صغرها وكبرها العطر الذى يفوح ليعطر حياتنا وهي الدفء والحنان ونبضات القلب التي لا تتوقف.. وكل عام وكل أم بخير.