الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أكذوبة الخبرة الأفريقية


هزيمة فريق الزمالك، على ملعبه، من فريق ولايتا ديتشا الإثيوبى، جاءت كالصدمة المدوية على جماهير القلعة البيضاء، بعد أن تسببت الهزيمة فى الإطاحة بالفريق الأبيض من منافسات دور الـ 32 ببطولة الكونفدرالية الافريقية، فى واحدة من كبرى مفاجآت البطولة.

أكثر المتشائمين، لم يكن يتوقع خروج الزمالك، على يد منافسه الاثيوبى "المغمور" حديث العهد بكرة القدم، والذى يشارك لأول مرة فى البطولات الأفريقية، وفى الوقت الذى كانت تتوقع فيه الجماهير البيضاء فوز فريقها بعدد وافر، إلا أنه خذلها وخسر بغرابة شديدة أمام فريق يشبه إلى حد كبير فرق الدرجة الثالثة فى مصر.

ورغم حاجة الزمالك للفوز بهدف نظيف، للتأهل للدور القادم من البطولة، الا انه أحرز هدفين عن طريق أحمد مدبولى، وتوقع الجميع أن يسجل الزمالك الهدف الثالث والرابع، لكن كان للفريق الاثيوبى رأي آخر بعد أن أحرز هدفًا من كرة عرضية أخطأ "الشناوي" فى إبعادها وسط غفلة من مدافعى الزمالك ليسجل ولايتا ديتشا هدفًا سهلًا جاء كالعاصقة على الجماهير البيضاء.

بعدها حاول الزمالك تسجيل هدف ثالث، لكن محاولاته كلها إتسمت بالعشوائية، وظهر الفريق بلا شخصية داخل الملعب ولجأ الكابتن إيهاب جلال لأيمن حفنى ومحمد إبراهيم كى يفعلان شيئًا لكنهما ظهرا مع باقى اللاعبين فى حالة يرثى لها وفشل الفريق فى تسجيل هدف الصعود لتنتهى المباراة بفوز الزمالك 1/2، ويتعادل الفريقان فى مجموع المباراتين، ويلجأن لركلات الترجيح التى ابتسمت للفريق الإثيوبى.

من وجهة نظرى جاء إخفاق الزمالك فى بطولة الكونفدرالية، لعدة أسباب، يأتى على رأسها الرؤية الفنية "الضعيفة" للكابتن ايهاب جلال، بعد التشكيل الغريب الذى بدأ به المباراة، وعدم قدرته على إدارة أسهل لقاء، وتغيير طريقة اللعب التى إعتمد عليها طوال الفترة الماضية، وحققت له الفوز فى 7 مباريات متتالية بالدورى المحلى على أندية أقوى كثيرًا من الفريق الأثيوبى.

"جلال" اعتمد فى اللقاءات السابقة، على رأس حربة واحد، وخلفه خماسى خط الوسط منهم 3 تحت رأس الحربة، لذا لم يكن هناك داعِ للبدء برأسى حربة باسم مرسى ونانا بوكو فى المباراة الافريقية، حيث افتقد الفريق صانع اللعب الذى يمول المهاجمين بالكرات، حتى ظهيرى الجنب لم نشاهد لهم عرضية واحدة خطيرة وكانت كلها بعيدة عن خلق مرمى المنافس وتعامل معها الدفاع الاثيوبى بسهولة.

كما فشل الكابتن إيهاب جلال، فى تصحيح أخطاء المدافعين، فى التمركز داخل منطقة الجزاء أثناء الضربات الحرة المحتسبة على الفريق الأبيض لصالح المنافسين، والتى دفع بسببها الزمالك ثمنًا غاليًا بعد أن أحرز الفريق الاثيوبى هدفا من إحداها.

عدم إحترام المنافس، كان أحد أسباب الإخفاق، بعد إعتقاد اللاعبين والجهاز الفنى أن الفوز سيتحقق بأقل مجهود، لذا نزل الفريق أرض الملعب فى غاية الاستهتار بالخصم ولم يكن للاعبين الإصرار على بذل الجهد وتحقيق آمال وطموحات الجماهير فى الاستمرار بالبطولة وشاهدناهم يلعبون بلا روح فاستحقوا الهزيمة.

أضف إلى ذلك سوء أرضية الملعب، والغياب الجماهيرى "المتعمد" من رئيس النادى بعداءه للجماهير، وتسببه فى إبعاد عشاق النادى عن مساندة الفريق أثناء المباريات الافريقية، فالرجل كان لديه إصرار غريب على نقل المباراة من ستاد السويس "الرائع" إلى ملعب السلام السيئ، حتى يستطيع نقل أعضاء الجمعية العمومية بسهولة وفى نفس الوقت حقق غرضه بحرمان الجمهور "الحقيقى" من مؤازرة الفريق أثناء المباراة الهامة.

لذا أختلف تمامًا مع من يقول أن أحد أسباب إخفاق الزمالك بالبطولة، يرجع إلى نقص الخبرات الافريقية، للاعبى الفريق الأبيض، ومن جانبى أتساءل؛ ماذا عن الخبرة الأفريقية للاعبى ولايتا ديتشا؟ وهل هذا الفريق "المغمور" يحتاج إلى تمتع لاعبى الزمالك الذين كلفوا ناديهم الملايين لخبرات افريقية؟ بالطبع لا، فى ظل وجود أكثر من لاعب بالزمالك شارك فى بطولتى افريقيا من قبل.

وعلى سبيل المثال الشناوى، طارق حامد، حازم إمام، باسم مرسى، معروف، الونش، نانا بوكو، لذا اعتبر إقصاء الزمالك بسبب نقص الخبرات الافريقية لدى لاعبيه بمثابة إكذوبة، لجأ إليها كل من يقول هذا لخداع الجمهور، والدليل على هذا، إستطاعة ولايتا ديشا حديث العهد بالكرة، أقصاء الزمالك من بطولة الكونفدرالية دون أن يكون لديه حتى خبرات كروية.

وفى النهاية لم يتبق للزمالك سوى كأس مصر، والمنافسة على المركز الثانى فى الدورى، للمشاركة فى دورى الأبطال الموسم القادم، وعلى المدير الفنى، تصحيح الأخطاء، والاعتماد على من يبذل الجهد داخل الملعب ويستحق إرتداء الفانلة البيضاء، والابتعاد عن المجاملات فى التشكيل إذا أراد المنافسة على الكأس وحصد المركز الثانى.

ومن جانبى أطالب الجماهير بالالتفاف حول الفريق ودعمه من أجل العودة للطريق الصحيح، ونغلق هذا الموسم بسلبياته وإخفاقاته الكثيرة، وان تكون محاسبة الجهاز الفنى إعتبارا من الموسم القادم بإذن الله.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط