الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نورهان البطريق تكتب: تشبهين أمك

صدى البلد

من أجمل الكلمات التي تجعل قلب أي بنت يقفز فرحًا حال سمعها، فكل حرف يتردد على أذنيها يشكل مقطوعة موسيقية تتناغم مع إحساس يغمرها بالسعادة، يجعلها تتحرك بعينيها صوب أمها ثم تتفرس وجهها بحثًا عن الملامح المشتركة بينهما، فقد يكون التشابه غير موجود في الشكل، ولكن وقع الجملة على مسامعها كفيل أن يجعلها تتخيل وجود أي صفات تتوافق معها حتى تتلاءم مع ما سمعته من الآخرين.

"الأم "كلمة السر لحل كل المشاكل وإزالة كافة الصعاب، فهي الكلمة التى ننطقها قبل أن دخل بيوتنا، بمجرد أن نضع المفتاح في ثقب الباب ونبدأ في تحريك المقبض، ينطلق اللفظ تلقائيًا ليأتيك بما يشعرك بالأمان الذي يجعلك تعبر عتبة بيتك بكل اطمئنان.

 مهما كانت أعمارنا ستبقى هذه العادة التى نفعلها دون ترتيب مسبق، فبمجرد أن يبعث لك صوتها من أحد أركان المنزل استجابة لندائك يولد بداخلك إحساس بالراحة والسكينة.

 فقد لا نكون في حاجة إلي شيء لكننا نظل نناديها طوال اليوم تأكيدًا علي إحساسنا بوجودها الدائم إلي جوارنا.

 فغيابها عن البيت لبعض الوقت قادر على أن يخلق حالة من الصمت والركود تتغير حال وصولها إلي حالة من النشاط والحيوية، فهي القلب النابض الذي يعيد الحياة لكل أفراد الأسرة في حضرة وجودها.

"أمى" الملاذ الأمنى الذي احتمى به وقت الضعف، الوطن الذي يغني عن كل البشر، اليد التي تربت وقت الضعف، الدواء وقت المرض، الحضن الذي يحجب عنى غارات البشر، السند عندما يتمكن الحزن من نفسي واقترب من الهاوية، العين التي تغفو عن أخطائي، فعيون قلبها تري كل مايصدر منى جميلًا وإن كان غير ذلك، فهي التى تستر عيوبي وتكمل نواقصي.

"أمي" استطاعت أن تلعب دور الأب عند غيابه بحكم العمل والسفر، كتلة من الصبر والصمود جعلا منها صخرة تحطم كل مستحيل، فهي لا تطلب المساعدة ولا تحتاج إلي شخص مهما بلغ منها التعب فهي لا تتذمر ولا تتألم ،إنما تظل جبلا صامدا ضد مواجهات الحياة وصعوباتها. فكل ما تقوم به من تصرفات وما يبدر منها من أفعال يؤكد لي أنها الإنسانة الوحيدة على وجه هذا الكوكب التى لاتخضع لقوانين الحياة التى من شأنها أن تهزم وتكسر باقي البشر، فهي أشبه بالشخصيات الخارقة التى كنا نسمع عنها في الأساطير التي لايعرف لها الاستسلام أي طريق، تفعل كل الأشياء دون أن تتوقف لحظة حتى وإن كانت من أجل أن تلتقط أنفاسها لمواصلة مشوار الحياة.

مهما حاولت أن أسطر عنها في كلمات ،ستظل الكلمات عاجزة عن وصفها ،وكيف يمكن للأحرف وصف ملاك على هيئة بشر!، تحمل الحب لسائر من حولها، تساند من يحتاجها، فهي لا تبغض ولا تكره ولا تعاتب إنما تبعد وتتجاهل، لها عالمها الأقرب إلي المدينة الفاضلة يكسوه الرضا، ويملؤه الإيمان بما يحمله لها القدر.

ستظلين أجمل نساء العالم في عينى، وحنانك لايضاهيه أي حنان آخر، وقوتك لا ينافسك فيه امرأة أخرى. أدام الله صوتك وأمد في عمرك، وكل عام وأنتِ بألف خير وصحة وسعادة........وحدك زمزم يا أمى والباقيات مياه.