ماهر عزيز: مصر ستسطير على سوق الطاقة العالمي قريبًا

قال الدكتور ماهر عزيز، عضو المجلس العالمي للطاقة، إن مستقبل الطاقة الشمسية في مصر واعد لأن الصحراء الغربية المصرية بها مساحات شاسعة جدا وفيها سطوع شمسي قوي جدا يسمح بتشغيل «المركزات الشمسية» وهي إحدى التقنيات المستخدمة لتوليد الطاقة من الشمس.

وأضاف «عزيز» في حوار خاص لـ«صدى البلد» أن المركزات الشمسية تقوم بتركيز الحرارة في سائل حراري يحمل الحرارة إلى غلاية، التي بدورها تنتج بخارا، الذي يقوم بتشغيل تربينة توليد كهرباء، فالمحطة الواحدة من المركزات الشمسية يمكنها توليد 500 ميجاوات او 1000 أو 1500 ميجاوات في المرة الواحدة، أو حتى 2000 على حسب قدرة المشروع، وبالتالي فأنت لديك فرصة ضخمة جدا لتوليد الطاقة الشمسية من الصحراء الغربية.

وأوضح أن مصر وقَّعت اتفاقية تفاهم مع قبرص واليونان على ربط كهربي من خلال مد كبل بحري 1700 كيلو متر إلى قبرص المربوطة باليونان، وهي مربوطة بالشبكة الأوروبية، وهناك مشروع يحمل اسم "ديزر تيك"، وهو مشروع أوروبي عمره 10 سنوات بميزانية تصل إلى تريليون يورو، يستهدف وجود أرض في الصحراء في شمال إفريقيا لضخ استثمارات تصل إلى 400 مليار يورو لبناء مجموعة من المركزات الشمسية تضخ الكهرباء إلى أوروبا، وهذا المشروع وجد أن مصر هي أكثر الدول الإفريقية استقرارا سياسيا واقتصاديا.

وأكد أن مصر أصبحت مركزا جاذبا لتجارة وتبادل الطاقة، وستسيطر على سوق الطاقة العالمي قريبًا؛ إذ إنها لا تمتلك هذا الكابل الكهربي الذي يربطها بأوروبا، فقط بل إن لديها قناة السويس وهو شريان حيوي، كما أن مصر لديها خط أنابيب "سوميد" الذي ينقل معظم بترول الخليج لأوروبا، كما أن لديها شبكة ضخمة جدا من خطوط الأنابيب الواصلة للشبكة الرئسية، فلدينا ما يزيد عن 9600 كيلو متر للخامات البترولية، ولدينا أيضا وسائل إسالة الغاز الطبيعي.

وأضاف أن مصر مربوطة بالأردن وهو مربوط بلبنان سوريا لحد تركيا ومن تركيا لأوروبا، كما أن مصر مربوطة بليبيا المربوطة بالمغرب والجزائر، والمغرب مربوطة بأوروبا أيضًا، إذن فإن حلقات الربط هذه تجعل موقع مصر في غاية الخطورة، كما أن هناك مشروع ربط وادي النيل والعمق الإفريقي، فمصر ستكون واسطة العقد بين العالم لتجارة الطاقة، وبالتالي فإن تعرضنا لأزمة طاقة هو أمر غير وارد مطلقا، بسبب مرور العديد من مصادر الطاقة عليها، وهذا الدور سيؤدي إلى ازدهار الاقتصاد المصري.