الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فلسطين..تساقط الشهداء وغابت السياسة


لا أعتقد أن المظاهرات الحاشدة التي يقوم بها الفلسطينيون على حدود قطاع غزة. فيما يعرف بمسيرات العودة ستؤدي إلى شىء حتى لو سقط ألف شهيد فلسطيني وليس فقط العشرات!

والسبب أن القيادة الفلسطينية ممثلة في السيد محمود عباس أبو مازن، غير قادرة على استغلال هذا الحشد الشعبي الفلسطيني سياسيًا. فهناك عشرات الآلاف من الفلسطينيين يخرجون للتظاهر على حدود غزة على مدى الأسبوعين الماضيين ويرفعون الأعلام الفلسطينية التي تعبر عن رغبتهم في العودة لقراهم التي هجّروا منها بعد نكبة 1948 لكن القيادة الفلسطينية الحالية غير قادرة على صياغة هذه المطالب بشكل سياسي وفتح نافذة سياسية للتحدث مع إسرائيل بشأنها.

ولذلك فأقصى ما تبذله القيادة الفلسطينية أنها تناشد الأمم المتحدة والمجتمع الدولي التدخل لوقف الوحشية الإسرائيلية تجاه المتظاهرين الفلسطينيين وإيقاف العنف ضدهم.

في نفس الوقت فإن كافة الفصائل الفلسطينية الكبرى، مثل حركة حماس أو حركة الجهاد تبدو عاجزة عن التحرك بأي شكل أو بأي صفة.

أما الأخطر من ذلك فإن بنيامين نيتانياهو غسل يديه تمامًا من عملية التسوية السياسية، وأغلق الباب بالضبة والمفتاح كما يقولون أمام أي اعتراف بالحقوق الفلسطينية، أو أمام أى عودة لمفاوضات التسوية السياسية مع الفلسطينيين. بل إنه وخلال 9 سنوات الآن من رئاسة الحكومة الإسرائيلية منع حزب العمل الغريم التقليدي له من الكلام مجددًا عن تسوية سياسية فلسطينية أو حل الدولتين.

وزاد الأمر سوءًا بعدما رمى الرئيس ترامب بكل أوراق اللعبة في اليد الإسرائيلية وأصدر قراره باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل وبدء نقل السفارة الأمريكية إليها العام المقبل.

إن الوضع الفلسطيني مأساوي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى خصوصا وأنه وباستثناء الموقف الرسمي المصري المساند على مختلف الأصعدة للقضية الفلسطينية سواء في إطار دفع المصالحة الفلسطينية أو مساندة الحقوق الفلسطينية في مجلس الأمن والأمم المتحدة.فإن الدول العربية الكبرى غسلت يديها تمامًا من القضية الفلسطينية وأصبحت القضية مجرد ذكرى في دفاتر الجامعة العربية وبند موجود في اجتماعات وزراء الخارجية العرب والقمم العربية.

وعليه فإن التحرك في فلسطين – من وجهة نظرنا- وكى لا تضيع كل هذه التضحيات والدماء الفلسطينية سدىً يتمثل في الآتي:-

البدء في العمل على توحيد الصف الفلسطيني بطريقة جادة وفعالة والتخلي عن لغة التآمر والتخوين التي تميز العلاقة بين الفلسطينيين كافة وخصوصا حركتي فتح وحماس.

معرفة انه ليست هناك مكاسب فلسطينية أو مغانم تدفع الفرقاء الفلسطينيين للتصارع والتكالب عليها بهذا الشكل المقزز. ولكن هناك قضية يقوم شعبها ليل نهار بالتظاهر والتحرك للمطالبة بحقوقه دون ان تكون هناك قيادة فلسطينية قوية قادرة على ترويج كل هذه المطالب دوليًا ومعرفة أوراق الضغط الواجب اتباعها لدفع تل أبيب الى العودة لمسار العمل السياسي وعدم دفع الفلسطينين لضرب رؤوسهم بالحائط أو دفع المنطقة برمتها للانفجار.

كما يجب على الفلسطينيين الظهور أمام العالم كرجل واحد وقيادة واحدة . فكثيرون لا يعلمون أي فلسطين يتحدثون هل يتحدثون مع فلسطين فتح والتي ترتبط بعلاقات جيدة مع مصر والسعودية وغيرها من الدول العربية الكبرى أم يتحدثون مع فلسطين حماس التي تجاهر بعلاقاتها بقطر وإيران؟

آية فلسطين؟ وآية قيادة ؟

اتحدوا أيها الفلسطينيين يرحمكم الله واظهروا للعالم بقيادة واحدة ومطالب محددة وصفّوا هذه الارتباطات والأجندات..

لتعملوا جميعكم لصالح القضية الفلسطينية وليس لصالح سلطة لا وجود لها إلا في عقول قياداتكم المريضة أو تمويل من هنا وهناك تحققون به مآرب شتى.

إن ما يقوم به آلاف الشبان الفلسطينيين من تظاهرات ونداءات وتحركات إعاد للقضية الفلسطينية وجهها الطاهر الذي عرفها به العالم. لكن كل هذه التضحيات ستضيع لو لم يكن لها غطاء سياسي قوي وقيادة تعرف ما تقوله وما تسعى له.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط