الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العروبة بين الأفكار والتنظيم والتحديات


تعددت الرؤى والأفكار حول تحقيق الوحدة العربية تماما مثل محاولة تحقيق الوحدة اﻻفريقية منذ بدايات القرن الماضى انطلاقا من وحدة المصير ورغبة فى مواجهة اﻻستعمار ومن قبل اﻻستعمار مواجهة السيطرة العثمانية حيث ينظر البعض الى الحقبة العثمانية الى انها احد الفصول اﻻستعمارية والفارق فقط فى الرداء الدينى الذى تم فى تلك الحقبة مستندا الى فكرة الخلافة.

وفى تقديرى فإن تلك الآراء تحتاج الى المزيد من التدقيق وخاةه فى ظل وجود خلاف حول المفهوم ودﻻﻻته وخاصة فى ظل ارتباطه شرطيا مع عظم اﻻعتقاد وخاصة فى عهد الخلافة الراشده التى كانت ومازالت صفحة ناصعة فى التاريخ الإسلامي ولها تجارب تعكس ايام الفخر والعزة التى نسعى اليها وخاصة فى ظل تحديات سياسية أدت الى وجود بعض من التطرف لتلك الفكرة التى عاشت فى قلوب الناس وعقولهم فى محاولة الى الوصول الى ما كنا عليه يوما وهذا امر افتراضى يتم نشره على غير الحقيقة ولأطماع سياسية خالصة تاهت الحقائق وتعددت الحركات والتنظيمات التى تعلن عن حماية الدين الإسلامي والوقوف فى وجه اﻻعداء بطرق غير صحيحه ادت الى ارتباط تلك التنظيمات السياسية باﻻساس باﻻرهاب وارتباطه بمفاهيم ومدركات سالبة عن الدين الذى يعتبر بعيدا عن رواد تلك التنظيمات التى عاثت فسادا في اﻻرض اعتمادا على تأويلات واعتقاد أراه خاطئا وتم استغلاله فى حصار عالمنا العربى واﻻسلامي .

وارتبطت افكار الوحدة العربية عند البعض بمواجهة السلطة العثمانية فى محاولة لإبراز الهوية والثقافة والحضارة العربيه عن اى محددات اخرى خاصة. وانتهى اﻻمر بظهور الفكرة القومية العروبية وخاصة عند زعماء مصر وسوريا والعراق وانتشار الفكر اﻻشتراكى وحدوث بلورة لتلك اﻻفكار فى شكل احزاب توحدت حولها الشعوب اعتمادا على كاريزما الزعامات العربية فكان عبد الناصر فى مصر واﻻسد فى سوريا وفى العراق من خلال حزب البعث ورجاله وحدثت بعض النماذج الوحدوية على المستوى الثنائى او وحده ثلاثية فى النهايه كانت تلك تجارب ادت الى ظهور جامعة الدول العربية.

هذا التنظيم الجامع للدول العربية يعانى من فاعلية منقوصة بفعل الميثاق الذى ﻻ يلزم الدول بقبول القرارات اﻻ لمن يوافق على تلك القرارات وهذا احد اسباب عدم الفاعلية والهام هنا التأكيد على ان التنظيم السياسى العربى اصبح اﻵن فى محنة خاصة مع عظم التحديات وخاصة عقب التغييرات السياسية منذ عام 2011 وحدوث ما يشبه العاصفه على النظام اﻻقليمى العربى والمتأمل فى الحالة العربية يدرك ان القضايا تعددت والتحديات اصبحت بتداعيات كارثية وخاصة القضية الفلسطينية مركز القضايا العربية. 

والموقف اﻻن يعكس ضرورة الوحدة ﻷن هناك من يحاول اﻵن تفريغ القضية من محتواها السياسى قبل الدينى وﻻبد من البحث عن صيغة تعاونية حقيقية تضمن التوافق والفاعلية ﻻن حصيلة التجارب السابقة وجود خلافات جوهريه بين الدول تحت مظلة الجامعة العربية وﻻبد من اعادة طرح الفكرة القومية ﻻن المستقبل يحمل تحديات ﻻ تقبل اﻻنزﻻق فى اخفاقات الماضى ﻻن الوطن العربى يعانى اﻵن اكثر من اى وقت مضى وﻻبد من اعادة النظر فى تحقيق التكامل لمواجهة العولمة والتحديات التي تواجهنا وخاصة فى ظل وجود كيانات اقليمية تحاول التأثير على مصالحنا والوصول الى غاية منها التحكم فى حالة اﻻستقرار التى أصبحت غائبة فى دول كثيرة ويؤدى ذلك الى انتشار الاسلحة والمذهبية التى ارتبطت بأفكار مغلوطة تدمر الدول ...والوحدة خيار وحيد لمواجهة تلك التحديات..والوقت يداهمنا.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط