الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سباق دراجات لفتيات السعودية


أحدث خبر أول سباق دراجات للنساء في السعودية تباينًا كبيرًا بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، فهذا السباق أدهش كثيرين من الناس خاصة في هذا البلد المحافظ.

فبينما قوبل الحدث بردود فعل إيجابية من بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنه كان مثيرًا للجدل بالنسبة لآخرين.

أحد مستخدمي تويتر قال: "أنا لست من رجال الدين، لكن المرأة قد تكون مثيرة للفتنة، لأنها حينما تركب الدراجة تكشف معظم أجزاء جسمها المثيرة للرجال. وإذا أرادت أن تركب دراجة فعليها أن تفعل ذلك وحدها، وليس أمام الناس".

فردت مستخدمة أخرى على كلامه قائلة: "لا تهمنا اعتراضاتك".

شاركت في هذا السباق، الذي يُعد الأول من نوعه، فتيات سعوديات، ما أثار ردود أفعال متباينة، لكن مما لا جدال حوله، أن هذا البلد الذي مازال يحمل لقب "المحافظ" يشهد تغيرًا بسرعة مذهلة، ويتطور بشكل كبير ليواكب العصر الذي نعيشه بعيدًا عن حقب حجرية شهدت جمودًا صخريًا لا يستطيع أي شخص أن يُحرِّك فيه حجرًا.

وتمكنت راكبات الدراجات السعوديات من المشاركة في المنافسة التي جرت في مدينة جدة منذ عدة أيام.

عدد المتنافسات كان 47 امرأة في سباق بلغ طوله 10 كيلومترات، نظمته جماعة تسمى "كُنْ نَشيطًا" تجمع النساء تحت رعاية السلطات المحلية.. واللافت للنظر أن الفتيات تخلين عن العباءة وارتدين ملابس محتشمة تستر عوراتهن، لكنها ملابس عصرية عبارة عن بنطال رياضي وقمصان رياضية فضفاضة كما ارتدين "الخوذة" الخاصة بالدراجات فوق غطاء الرأس الذي يعلو جباههن.

مُنظِّمة السباق، نديمة أبو العينين، قالت في بيان لوسائل الإعلام المحلية إنها مندهشة من عدد المشاركات في السباق.

وأضافت أبو العينين، أن العدد الكبير من المشاركات دفع اللجنة المنظمة إلى زيادة العدد المسموح به من 30 إلى 47 فتاة.. إلا أن اللجنة، على الرغم من ذلك، لا تزال مجبرة على استبعاد أعداد كبيرة من النساء كُنَّ يرغبن في المشاركة.

نديمة أبو العينين، كانت قد أسست ناديًا للدراجات في 2017، باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي لاستقطاب السعوديات المتحمسات، وزيادة الوعي بالنسبة إلى استخدام الدراجات للمرأة والسكان جميعًا على السواء في السعودية.

ووصفت نديمة في مقابلة مع مجلة "Cycling Today" الصعوبات التي واجهتها هي وزميلاتها عندما كُنَّ يركبن الدراجات في السعودية أول الأمر، لكن عدد النساء اللاتي يستخدمن الدراجات الآن في ازدياد.

الجدير بالذكر أن السلطات في السعودية، كانت قد أصدرت في عام 2013، مرسومًا سمحت فيه بركوب النساء للدراجة في المناطق الترفيهية بشرط أن يكن محتشمات في الملبس، وأن يكن في صحبة رجل طوال الوقت.

من كل قلبي: تشهد السعودية بفضل أميرها، ولي عهد السعودية، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز تغيّرًا مذهلًا على كافة الأصعدة، فالآن البلاد تقوم بتشييد دارًا للأوبرا في جدة، ضمن استثمارات ترفيهية تكلفتها 64 مليار دولار.. ما يعكس اهتمامات المملكة ببث روح الفن والترفيه إلى حياة المواطن، الأمر الذي لم تشهده السعودية من قبل.

السعودية كلها تستعد للتغيير الاجتماعي الذي سيطرأ عليها تنفيذًا لرؤية 2030 التي طرحها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. فرُبَّما هناك من هو غير مستوعب إلى هذه اللحظة هذه التغييرات، ويرفض مثل هذه السباقات، لكنني أعتقد أن منتقدي السباق اليوم سيتغير رأيهم بعد خمس أو عشر سنوات، وربما يسعون إلى المشاركة في سباق مماثل، أو يشجعون المتسابقات.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط