الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ناصر خليفة يكتب: تعدد المعتدون وكبش الفداء واحد

صدى البلد

بشار على وزن صدام وترامب لا يختلف عن بوش وأوباما لا يختلف عن نتنياهو وكل حكام بني صهيون مجرمين حتى النخاع،
ما يحدث في سوريا هو نفس سيناريو تسعينات هذا القرن وما سبقه وما تلاه، وحتى الآن مع تغير الأسماء والوجوه "الحمقاء" ، تعنت بشار كما تعنت في الماضي القريب صدام حسين، والسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط لم ولن تختلف، فأمريكا ومعها حلفاؤها القدامى بريطانيا وفرنسا ذراعيها المطيعتين من أوربا شكلوا هذا الثلاثي الغاشم والمتسلط المنسجم مع نفسه دائما، هم أحفاد المستعمرين الذين احتلوا الأراضي العربية في قرون سابقة والآن احتلوا كل شيء بجانب الأرض !

وعلى المحور الآخر يصول ويجول الدب الروسي حليف بشار الأعظم ولا تخفى أهداف بوتين من مساندة نظام بشار فالمصالح تتصالح ولا يخفى أيضا العلاقة الحميمة بين روسيا وامريكا، فلن تضحي روسيا بعلاقتها مع أمريكا من أجل عيون العرب، ولن تتخلى عن مكتسباتها من أجل عيون امريكا ! والعرب باتوا في شقاقهم غارقين بين مؤيد ومعارض وشامت ومندد ، بين غائر في متاهات الحرب الطائفية وبين من ينتظر النتيجة ومترقب اللحظات الأخيرة للعاصفة الغربية. الجميع غض الطرف وختموا على أسماعهم وأبصارهم !.

ولست أنا شامتا عندما ألوم على الجيش السوري بقيادته "غير الحكيمة" التي استعانت بروسيا وإيران وميليشيات حزب "الشيطان" فلم يدخر هذا التحالف "العلوي الفارسي الروسي" جهدا ولا قوة إلى حد استخدام السلاح الكيماوي لردع المعارضين لنظام بشار، فقتلوا من الشعب من قتلوا وشردوا من شردوا بحجة أنهم إرهابيون داعشيون ،حتى ولو كانوا إرهابيين ألم يجد حلا سياسيا من خلال مفاوضات جينيف العقيمة ! .

هل يعقل أن تستمر روسيا وبشار منذ ما يقرب من سبع سنوات عجاف أو تزيد يقتلون السوريين من أجل أمن وسلامة ووحدة سوريا والسوريين !وامريكا تفضلت وأتت بثلاثي نيران العدو لتقاتل بشار وروسيا وتقتل السوريين أيضا من أجل أمن وسلامة ووحدة سوريا وحماية السوريين من السلاح الكيميائي !

كل هذا الهذل والرفاق حائرون هائمون يفكرون يتأملون يتباكون يتباهون يتنطعون !وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ..ليس أهل الكهف بل أهل الوطن العربي !

تعدد الأعداء وكبش الفداء واحد، ويبقى الكاسب الأعظم في كل جولات أمريكا العسكرية هو طفل الغرب المدلل إسرائيل لتكمل مسيرتها الصهيونية في طمس الهوية الفلسطينية وسلب ما تبقى لهم من فتات الوطن الفلسطيني ! ؛ ويبقى الكابوس قاتم على صدر كل من له قلب ينبض بالإنسانية .

ويبقى السؤال من يحارب من ولماذا ؟ سؤال يحمل بين ثنايا حروفه الحزينة كل الإجابات القائمة والمحتملة والمقبلة ، لا جديد ولا شيء يدعو للدهشة والعجب ولا غرابة فهو مخطط محكم، تنفذ كل مرحلة منه بشكل محدد ودقيق، وكل الأنظمة العربية تعلم ذلك تمام العلم وربما كانت جزء من الخطط الموضوعة سلفا لكن أتت كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى القمة العربية بالسعودية لتؤكد أن مصر مازالت تحمل على أكتافها الهم العربي فقال فيما يخص الشأن السوري :

إن مصر تعرب عن قلقها البالغ نتيجة التصعيد العسكري الراهن على الساحة السورية، لما ينطوي عليه من آثار على سلامة الشعب السوري الشقيق، ويُهدد ما تم التوصل إليه من تفاهمات حول تحديد مناطق خفض التوتر. وتؤكد مصر في هذا الإطار رفضها القاطع لاستخدام أية أسلحة محرمة دوليًا علي الأراضي السورية، مطالبةً بإجراء تحقيق دولي شفاف في هذا الشأن وفقًا للآليات والمرجعيات الدولية.

لقد آن الأوان أن نتحرك بشكل جدي، لوضع حد لنزيف الدم السوري، الذي أزهق أرواح أكثر من نصف مليون مواطن سوري، وأدى لتحويل الملايين إلى نازحين ولاجئين، داخل بلادهم وفي الدول العربية والمجاورة.

ولا يكفي هنا أن نقتصر فقط على تكرار التزامنا بمرجعيات الحل السياسي، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وإنما يجب أيضًا أن نوجه رسالة واضحة ولا لبس فيها، بأن سوريا أرض عربية، ولا يجوز أن يتقرر مصيرها وتُعالج مُشكلاتها إلا وفقًا لإرادة الشعب السوري. لقد كان لجهود الدول العربية، وتحديدًا للتعاون المصري السعودي، الدور الأهم في توحيد كافة تنظيمات المعارضة السورية، وإننا نتوقع من الأمم المتحدة أن تتحرك بشكل سريع، وبالتنسيق مع الدول العربية، لبدء مسار لجنة وضع الدستور السوري، كمقدمة لاستئناف جولات المفاوضات.. ولن يكون مقبولًا أن يتم تشكيل هذه اللجنة، أو استئناف المفاوضات بناء على حسابات وتوازنات بين أطراف غير عربية، وإنما يجب أن يكون السوريون أنفسهم والعرب شركاء أساسيين في جهود السلام في سوريا، بوصفهم أصحاب المصلحة الحقيقية، في الحفاظ على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية. انتهى كلامه عن سوريا ، كلمات واضحة المعالم وجديرة بالتفكير بها والعمل على تحقيقها كما جاء كل الخطاب رائعا يليق بمصر وبرئيسها ليؤكد دورها المحوري ومكانتها وقدرها. في حين جاء البيان الختامي من خادم الحرمين الشريفين بدون نص واضح وصريح عن مجريات الأحداث في سوريا !
ومازالت الجروح تنزف على جدار متصدع قابل للسقوط برخصة هدم معتمدة
ربما ما كتبته ليس بجديد لكن لا بأس ففي ندب المنايا تتكرر الكلمات .