الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سوريا يا عرب


هل يُعقل أن يترك العرب سوريا تُقذف علي يد عدوان ثلاثي غاشم يستهدف تدمير المنشآت العسكرية السورية دون وجه حق؟هل تحولنا جميعًا إلي المشاهد الصامت الذي لا حيلة له سوى الشجب في هدوء ؟هل تعود بِنَا الأيام إلي ذي قبل حيث الدمار والخراب علي يد بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية؟

منذ متي وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية يسعون وراء العدل ومصالح المواطنين الأبرياء؟ من ترك لهم قرار البحث في شئون العرب الداخلية؟ اتفقنا أو اختلفنا مع بشار الأسد إلا أنه رغم كل ما حدث من أحداث دامية خلال السنوات الماضية ما زال هناك دولة قائمة بحد ذاتها لها مواردها الخاصة ولها حكم علي يد أحد أبنائها يتفق معه البعض ويختلف معه غيرهم من السوريين.

دولة تحاول القضاء علي الإرهاب بكل ما أوتيت من قوة لسنوات متواصلة ، ولا يخفي علي أحد من يدعم تنظيم داعش الإرهابي في سوريا وفِي العديد من الدول العربية، الجميع علي علم بحقيقة هذا التنظيم والهدف منه ، والمخطط الذي يسعي لتنفيذه.

مهما اختلف أبناء الوطن الواحد علي حاكم من الحكام إلا أنه طالما يوجد وطن ما زال يُرفع علمه في ساحاته، وما زال يحيا فيه البعض ويستقر وما زال هناك كيان لدولة لابد من المحافظة عليه ولتكن لغة الحوار هي لغة التفاهم بين هذا الوطن وبين دول العالم أجمع. والغريب في الموضوع طلب ترامب من السعودية سداد فواتير العدوان علي سوريا، هل يُعقل أن تكون تكاليف القضاء علي الجيش السوري مسددة من إحدي الدول العربية المجاورة والتي تعتبر رمزًا للإسلام وقبلة للمسلمين؟

هل تتحول بلاد النبي محمد صلي الله عليه وسلم إلي الداعم الرئيسي للقضاء علي دولة شقيقة وتحقيق أحلام الغرب في تدمير وحدة العرب وتفتيت دولها إلي دويلات صغيرة لا حيلة لها؟ ربما يُقلق السعودية التدخل الإيراني الكبير في سوريا وتعتبره خطرًا يهدد أمن وسلامة المملكة، ولكنه ليس بمبرر قوي يسمح لرمز المسلمين من التعاون مع ترامب الذي يُعتبر داعمًا أساسيًا لمخططات صهيون الأزلية التي تهدف إلي تحويل الدول العربية إلي قبائل ودويلات مفتتة يسهل القضاء عليها والتخلص منها.

لابد أن تعود الهيبة العربية وتعتدل كافة الميزان، يومًا ما كنّا في المقدمة عندما كانت تربطنا رسالة واحدة وهدف واحد وتوحدت جيوشنا تحت راية واحدة وانتهي الحال علي يد بريطانيا السبب الرئيسي في الاحتلال الذي دام لسنوات طويلة في الدول العربية و أدي إلي رسم حدود بين دول عالم لطالما كان عالم واحد متحد وقوي ، أخذته الدنيا بشغفها فتفتت وأصبحنا شُعَب متعددة لا نتفق سوي علي أن لا نتفق ويتحول حالنا من القوة إلي الضعف ومن الرهبة والشموخ إلي الشجب في هدوء ودون موقف حاسم يعيد إلينا الهيبة والكرامة .

نحتاج إلي أن ننسي المصالح الفردية ونفكر جميعًا في مصالح وطن واحد وأمة واحدة ، في وحدتها القوة التي تُرهب العالم أجمع ، والثبات الذي يردع كل معتد آثم. يقول المولي عز وجل' إِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعبدون' كما يقول ' إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ.'
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط