الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زين ربيع شحاتة يكتب : وقت إســــدال الصمت لا الشفافية

صدى البلد

هناك العديد من الأخبار وبخاصة السياسية، القابلة لأن تكون مســـرح للتفسيرات و التداول المفرط، ولكننا نفاجأ بإسدال ستار الصمت عمدًا وبدون مقدمات، فينتفض التيار المعارض ضد صانع أحداث هذا النوع من الأخبار، وبتلقائية يتقدم صفوف المواطنين مطالبًا السلطة بالتوضيح والإفصاح عن الحدث وحيثياته وجــــدواه الإقتصادية والإجتماعية قبل السياسية.

 ويدين هذا التعتم والصمت بدعـــوى أن لكل مواطن الحـــق فى المعرفة، وأن الشفافية أساس استقرار الحكم، وللأسف هذا النوع من المعارضة الكلامية هو المستساغ لدى المواطن العادى لينظر إلى هذا الحدث وكأنه خاص بأسرته وعليه أن يشارك فى صناعته دون أدنى إدراك للبعد القومى لهذه الأحداث.

 ولا يمكن تبرأة السياسي المعارض من الإدراك واليقين لطبيعة هذه الوقائع ، ولكنه يصور هذا التعتيم بالسلبية ليعــزز معسكره بالأحداث الإيجابية ، ويرمى بالأحداث السلبية على المعسكر الخصم صاحب السلطة.

 ولكى نفهم طبيعة هذه الأحداث ودوافع إسدال الصمت عليها، علينا أن نعرف أولًا من أين يتكلم صاحب السلطة؟، وهنا لا أسأل عن موقعه السلطوى بل موضعه فى المعركة السياسية التى يقودها فى ظــــل ظروف داخلية وخارجية واضحة للعيان.

وبالنظر إلى الخطاب السياسي المصرى يمكن لنا معرفة طبيعة الأحداث ، فهناك الحديث السياسي الصارم الذى غالبًا ما يتولى الرئيس مسؤولية هذا الخطاب الذى غالبًا ما يتبع حدث جـــلل ومنها على سبيل المثال العمليات الإرهابية والتى يتبعها غالبًا حزمة من الإجراءات والرسائل الصريحة لأطــــراف معلومة، وهناك خطاب سياسي أخــــر يعتمد على نبرة موضوعية للقيم والمبادئ.

 ويرتكز هذا الخطاب على مخاطبة الوجـــــدان والعاطفة الوطنية، لذلك فهو خطاب لا يحتاج إلى براهين، بل إلى بعض التبريرات التى يعــــزز صحتها التأمل لا تقديم الأجوبة، وهناك خطاب سياسي آخر يتولى نقله بعض الإعلاميين من أصحاب القبول والمهارة.

 لذلك دائمًا ما يسعى الإعلام المضاد إلى تشويه كل إعلامى يعتقد أن له دور فى نقل خطاب سياسي معين نيابة عن السلطة، للوصول إلى الحد الأدنى من المشاهدة ، تلك التى لا تسمح بأن يكون لهذا الإعلامى تأثير على الـــرأى العام ، فتزعزع ثقة المواطن فى الإعلام الوطنى ليجد البديل فى الإعلام المضاد الذى يقدم نفسه كمشروع توضيح الرؤية وتحسين الصورة.

 والمثال الحى على ذلك تصدر أخبار الإعلاميين المصريين لكل برامج القنوات المضادة وتشويه صورتهم والنيل من سمعتهم وإلصاق بعض الألقاب التى تقلل من نسب مشاهدتهم بالتوازى مع تداول أخبار قضايا ذات طابع قومى فرضت طبيعتها على الدولة إسدال الصمت عليها مثل قضية سد النهضة الأثيوبى، تيران وصنافير.

وغيرها من القضايا والرقص على وتر الشفافية و تقديم تفسيرات مضادة للخطاب الوطنى ترقى إلى حــــد اليقين بهدف التأثير على الرأى العام والنيل من شرعية النظام الإجتماعية ، ولكن رد الشعب كان الأقوى.

حيث تعامل مع هذه القضايا بثقته فى وطنية النظام وتعتم الشعب عن تداول هذه الأخبار لا خوفًا من البطش كما يروج البعض بل خوفًا على الوطن ، فوعى الشعب إزال أساطيرهم التى بذل فى سبيلها كل نفيس واستخدام كل ما لديهم من تقنيات للبرهنة على صحتها وواقعيتها ، لذلك فعلى كل مؤسسات الدولة الرسمية والمجتمعية تنمية ثقافة الأحداث ذات الطابع القومى التى تُلزم على الجميع الإنبطاح أسفل ستار الصمت حرصًا على المصالح العليا للوطن.