الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. فتحي حسين يكتب: القمة العربية الاستثنائية

صدى البلد

مع انعقاد كل قمة عربية يتبادر الى الأذهان المقولة الشهيرة، إن العرب "اتفقوا على ألا يتفقوا"، وتلك أزمة الدول العربية في الماضي والحاضر والمستقبل الى أن يغير الله أمرا كان مفعولا، فقد انتهت القمة العربية المنعقدة في السعودية بعدد من التوصيات، أعتقد أنه من الصعب تنفيذها على أرض الواقع مثل غيرها من التوصيات التي تمخضت عنها القمم السابقة قبيل وبعد ثورات الربيع العربي، وربما تظل مقولة الامام الشافعي حاضرة في الأذهان مع انعقاد كل قمة عربية تعقد حينما قال: "نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا"، حتى تنتهي القمة بعد قضاء وقت جميل يستمتع فيه القادة العرب باجتماعهم على طاولة واحدة مع حسن الضيافة المطلوب من الدولة المضيفة للقمة وفي هذا حديث آخر!

بالرغم من البداية غير الموفقة للقمة العربية السعودية حينما عجزت السلطات السعودية عن تحديد مكان انعقاد القمة، في الدمام أو الظهران أو الخبر أو مكان آخر، وهذا التذبذب في تحديد المكان سببه الخوف من الصواريخ الباليستية "الحوثية"، وكل الخوف أن تؤجل هذه القمة، أو تحول مرّة أخرى الى الإمارات العربية التي اعتذرت عن احتضان دورتها هذه.

كما تغيب عن القمة رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وحل مكانه محمد بن راشد آل مكتوم، وملك المغرب محمد السادس والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وسلطان عمان قابوس بن سعيد، فضلا عن غياب الامير القطري تميم بن حمد.

ولكن على أي حال فقد تمخضت القمة العربية في السعودية على توصيات منها بطلان وعدم شرعية الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل، ومطالبة دول العالم بعدم نقل سفاراتها إلى القدس أو الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، ورفض كل الخطوات الإسرائيلية الأحادية الجانب التي تغير الحقائق وتقوض حل الدولتين وإدانة استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية المحرمة دوليًا ضد الشعب السوري، ومطالبة المجتمع الدولي بوقفها والترحيب بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن القدس وتقديم الشكر للدول المؤيدة له والإدانة بأشد العبارات ما تعرضت له السعودية من استهداف لأمنها عبر إطلاق ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران.. ومطالبة المجتمع الدولي بضرورة تشديد العقوبات على إيران وميليشياتها ومنعها من دعم الجماعات الإرهابية ومن تزويد ميليشيات الحوثي بالصواريخ الباليستية التي توجه من اليمن للمدن السعودية والامتثال للقرار الأممي رقم (2216) الذي يمنع توريد الأسلحة للحوثيين.

وأظن –وليس كل الظن اثم- أن القمم العربي ستظل تفشل حتى لو سعت الى النجاح لسبب بسيط وهو أنها لم تصنع من الدول العربية كيانا واحدا، أو حتى كيانات متضامنة في أزماتها المتكررة، وربما لأن معظم الدول العربية لديها مشكلاتها الداخلية والخارجية التي لم تتحملها الجبال، ناهيك عن تقسيم بعض الدول العربية بفعل ما يسمي بثورات الربيع العربي الى قسمين أحدهما موالي للثورات العربية والآخر مناوئ لها او معارض ومعترض عليها، وآخرون يبحثون عن مصالحهم بين الفريقين وأسباب أخرى وهي حالة عدم الاستقرار التي تسود بعض البلدان العربية، واختراق العدو الاسرائيلي بعض هذه البلدان مثل قطر وبعض دول افريقيا سياسيا واقتصاديا مع تحالف قوي الإرهاب والشر، واستهدافة المنطقة العربية على وجه التحديد، الأمر الذي يجعل من نجاح هذه القمة وغيرها غير متوقع على المدى القريب بأي حال من الأحوال! بالإضافة الى الإصرار على تقويض وتفكيك اخر الكيانات العربية المتحدة وهو مجلس التعاون الخليجي، بعد أزمة قطر الأمر الذي ربما يضعف هذا المجلس بشكل أو بآخر في مواجهة الحرب ضد الإرهاب العالمي الذي تشترك فيه قطر.

ربما نظرة التفاؤل لم تكن موجودة عند متابعة القمم العربية عامة والقمة العربية السعودية الأخيرة بالتحديد، لأنها ربما لم تأت بجديد يشعرنا بخرق الرتابة التي نشعر بها، والحد من حالة الغليان العربي في ظل وجود مفردات جديدة في القاموس العربي مثل "داعش" ومحاربة التطرف والتصدي للارهاب ربما لم تصل القمة العربية الي حلول جذرية له وربما يتحقق في القمة المقبلة وعلينا فقط أن ننتظر لمناقشة هذا التحدي من جديد.