الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

معهد بروكنجز: الحرب بين إيران وإسرائيل مسألة وقت

العلمان الإيراني
العلمان الإيراني والإسرائيلي - صورة تعبيرية

نشر معهد "بروكنجز" للدراسات تقريرًا، ذكر فيه إنه "مع انتهاء غبار الضربة الأمريكية البريطانية الفرنسية على سوريا الأسبوع الماضي، بدأ العد التنازلي لحرب إيرانية إسرائيلية، بدت بوادرها مع قصف إسرائيل لمطار تي 4 العسكري السوري، ما أدى إلى مقتل 7 عسكريين إيرانيين، وهو نفس المطار الذي أطلقت منه إيران طائرة مسيرة اخترقت الحدود الإسرائيلية في فبراير الماضي قبل تدميرها".

ورجح التقرير أن إيران تعد العدة حاليًا لرد انتقامي، وإن لم يكن واضحًا بعد أين وكيف ستختار إيران شن ضربتها، لكن المتوقع أنها ستكون ضربة صاروخية انطلاقًا من سوريا، حيث سيحدد خيار إيران مستقبل الصراع بينها وبين إسرائيل.

ولاحظ التقرير أن هناك إشارات تدل على أن إيران مصممة على الانتقام من إسرائيل هذه المرة بالذات، فوسائل الإعلام الإيرانية غطت بكثافة الهجوم الإسرائيلي على المطار السوري، وأطلق عدة مسئولين إيرانيين، على رأسهم مستشار المرشد الإيراني لشئون السياسة الخارجية علي أكبر ولايتي، تهديدات بالثأر من إسرائيل، وكذلك فعل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، كما أقيمت جنازات رفيعة المستوى للعسكريين الإيرانيين القتلى في القصف الإسرائيلي.

وأضاف التقرير أن إيران مصممة على استثمار وجودها العسكري في سوريا للضغط على إسرائيل، والأخيرة من ناحيتها مصممة على عدم تكرار خطأها في لبنان، حين وقفت متفرجة إزاء تنامي التهديد الإيراني عبر حزب الله، وهذه المرة تعتزم إسرائيل وأد الخطر في مهده.

ومن وجهة النظر الإسرائيلية، فإن الظروف مهيأة الآن للتحرك، بناءً على عوامل جيوسياسية واستراتيجية، فروسيا تريد الحفاظ على الأوضاع هادئة نسبيًا في سوريا، ما يمنح إسرائيل ورقة ضغط مهمة هي التهديد بالتصعيد، وثانيًا فإن حرية الحركة التي يتمتع بها الطيران الإسرائيلي في الأجواء السورية الآن قد لا تدوم طويلًا مع تطور قدرات الدفاع الجوي الإيرانية والسورية، أو مع مناخ دولي مستقبلي أقل ملائمة لحرب جديدة في سوريا.

واستعرض التقرير البدائل المتاحة أمام إيران للرد، مرجحًا لجوءها للقصف الصاروخي، وإن كان السؤال لا يزال يدور حول طبيعة الأهداف التي قد تستهدفها إيران بالقصف، فسيكون على الأخيرة أن تختار بين الأهداف العسكرية للإضرار بهيبة الجيش الإسرائيلي، أو الأهداف المدنية بغرض بث حالة من الذعر تؤدي إلى ضغط شعبي على الحكومة الإسرائيلية يمنعها من التصعيد، وإن كانت إيران ستتحمل في هذه الحالة ضغوطًا وإدانات دولية.

أما الاختيار الثاني الذي سيكون على إيران حسمه هو مكان إطلاق الضربة، فسيكون عليها المفاضلة بين إطلاقها من الأراضي الإيرانية أو اللبنانية (عبر حزب الله) أو السورية.

وأوضح الموقع أن خيار إطلاق الضربة من الأراضي الإيرانية ينطوي على رسالة قوية لإسرائيل بشأن القدرات الصاروخية الإيرانية ومداها، لكنه ينطوي في الوقت ذاته على خطر منح ذريعة لإسرائيل لمهاجمة الأراضي الإيرانية.

وبالنسبة لخيار الأراضي اللبنانية، قال التقرير إن حزب الله مجهز بصواريخ جيدة من حيث مداها وحجمها، وهناك أيضًا ميزة القرب من الداخل الإسرائيلي، لكن هذا الخيار ينطوي على خطر توريط حزب الله في حرب مع إسرائيل وتعريض ترسانته وبنيته التحتية للخطر، وهو أمر لا يخدم مصالحه ولا المصالح الإيرانية.

وأضاف التقرير أن حزب الله ليس مستعدًا لخوض حرب الآن، بينما قادته يعملون على تقديمه باعتباره "حامي" لبنان في خضم المنافسة على الانتخابات البرلمانية في مايو المقبل، كما أن الحزب يتكبد خسائر ثقيلة في سوريا، ولا يزال لديه 7 آلاف عنصر منهمكين في الحرب السورية.

وتابع: إذن فإن الخيار الأرجح من وجهة النظر الإيرانية هو شن الضربة ضد إسرائيل من الأراضي السورية، كونها البيئة الأكثر أمانًا للإيرانيين، وإن سيكون على طهران أخذ أمرين في حسبانها؛ أولهما علاقتها الدقيقة مع روسيا وموقف الأخيرة من أي تصعيد، والثاني هو احتمال تعرض القدرات الإيرانية في سوريا لخسائر فادحة في حال اضطرت إسرائيل للرد.

ولكي تتجنب إيران إحراج روسيا، سيكون عليها شن ضربتها ضد إسرائيل بطريقة مقبولة وقابلة للاحتواء من وجهة نظر موسكو، التي أعربت عن غضبها إزاء الهجوم الإسرائيلي على المطار السوري، ومن ثم قد تتسامح مع رد إيراني من مستوى معين.

وخلص التقرير إلى أنه من الصعب التكهن بمدى ما يمكن أن تصل إليه تلك الحرب إن اشتعلت، فكلا الطرفين - إيران وإسرائيل - مصمم على الانتقام من الآخر بأي ثمن، وقد تعمل روسيا بدرجة ما على كبح التصعيد، لكن لا دوافع لديها للضغط على أي من الطرفين، كما أن قدرتها محدودة - بفرض رغبتها - على فرض حل عليهما.