الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في خطبة الجمعة.. وزير الأوقاف يبكي من العريش ويؤكد لـ«العالم»: أقدامنا راسخة في سيناء «رسوخ الجبال».. وحماية الأوطان ليست قضية ثانوية.. ومن يتعاون مع أعدائنا «خائن لدينه»

الدكتور محمد مختار
الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف

وزير الأوقاف:
• حماية الأوطان من أهم مقاصد الأديان وليست من النوافل أو المُستحبات
• درست معاني الشجاعة «25 سنة» وفهمتها اليوم على يد قواتنا المسلحة
• أقدامنا لن تتزحزح عن سيناء إلا على أجساد «100 مليون» مصري
• الأوطان ليست قضية ثانوية ومن يتعاون مع أعدائها «خائن لدينه»
• المصريون على قلب رجل واحد خلف قيادتهم السياسية الحكيمة
•الوطنية الحقيقية تعلو بالمصلحة العامة فوق الخاصة
• لا شيء يعلو فوق مصلحة الوطن


ألقى الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، خطبة الجمعة اليوم بعنوان: «الدفاع عن الأوطان»، بمسجد « المدينة الشبابية» بمنطقة العريش، بمحافظة شمال سيناء، احتفالًا بعيدها القومي، وذلك بحضور كل من اللواء أركان حرب خالد مجاور قائد الجيش الثاني الميداني، واللواء عبدالفتاح حرحور محافظ شمال سيناء، والشيخ جمال حميد البغدادى رئيس الإدارة المركزية الأزهرية والعميد أسامة الغندور رئيس مدينة العريش وأعضاء مجلس النواب ورئيس جامعة العريش، ولفيف من القيادات الشعبية والتنفيذية بالمحافظة.

وأكد جمعة، أن حماية الأوطان جزء من عقيدتنا وشريعتنا ومعتقدنا وإيماننا، وأنها من أهم مقاصد الأديان وليست من النوافل أو المباحات أو المُستحبات، بل إنها من الفروض، مشيرًا إلى أنها لا تخرج عن كونها فرض عين أو فرض كفاية.

وقال: "درست معاني الشجاعة والإقدام لما يزيد على ربع قرن من الزمان، غير أنني لم أفهم معنى الشجاعة والإقدام حق الفهم الكامل سوى اليوم"، موضحًا أنه فهمها عندما رأى الخوف يموت في قلوب الأبطال من أبناء قواتنا المسلحة الباسلة وفي قلوب الوطنيين الشرفاء جميعًا ورأيت هذا الثبات والإقدام والفداء والرجولة وهذا الوعي بمعنى الوطن ومفهوم الوطن.

ودلل بما ورد أن أعرابية مات أبناؤها السبعة في معركة واحدة في الجاهلية، ولم يكونوا في الشهادة وإنما كانت قبل الإسلام، لكنهم كانوا يعون معنى الوطن والعزة والكرامة والإنسانية، فقالت: «أبوا أن يفروا، والقنا في نحورهم، ولم يبتغوا من خشية الموت سُلمًا، ولو أنهم فروا لكانوا أعزة، ولكن رأوا صبرًا على الموت أكرمًا».

وبكى أثناء توضيحه أن أصحاب نبينا -صلى الله عليه وسلم- ضربوا أعظم المُثل في الإقبال على الشهادة وعلى حبها، قائلًا: "فعمرو بن الجموح -رضي الله عنه- ذهب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان به عرج ظاهر بإحدى قدميه، وليس على الأعرج حرج".

وتابع: وقال: «يا رسول الله إني أريد أن أخطو بعرجتي هذه في الجنة»، فأذن له النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال يوم «أُحُد» : «من قتل اليوم منكم دخل الجنة»، فقال عمرو بن الجموح: «والله لا أعود إلى أهلي حتى أدخل الجنة»، فقال له عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه-: «لا تأتل -لا تحلف- على الله يا عمرو»، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «مهلًا يا عمر.. فإن من أصحابي من لو أقسم على الله لأبره، وإنه ليخوض في الجنة بعرجته».

وأوضح «وزير الأوقاف» أن قضية الأوطان ليست قضية ثانوية، مؤكدًا أن المصريين على قلب رجل واحد خلف قيادتهم السياسية الحكيمة، وقواتهم المسلحة الباسلة، وشرطتهم الوطنية.

ووجه رسالة للعالم كله أن أقدامنا والدولة المصرية وأبناء قواتنا المسلحة وشركائهم في حفظ الأمن من رجال الشرطة البواسل وأبناء القبائل الشرفاء في سيناء، جميعها راسخة في سيناء رسوخ الجبال، التي لم ولن تتزحزح إلا عن أجساد ما يزيد على مئة مليون مصري يفتدون كل ذرة رمل بكل ما يملكون من دمائهم وأموالهم وأنفسهم وأهلهم.

واستشهد بما ورد أن الحجاج بن يوسف الثقفي حذر كل من تسول له نفسه أن ينال من أهل مصر أو من أرضها، فقال: «إياكم وأرضهم ونسائهم ودينهم، فإن اقتربتم من أرضهم لقاتلتكم صخور جبالهم، وإن اقتربتم من نسائهم أكلوكم كما تأكل الأُسد فرائسها، لغيرتهم على عرضهم وكرامتهم، وإن اقتربتم من دينهم، أفسدوا عليكم دنياكم»، منوهًا بأن أرض مصر تُقاتل إلى جانب المصريين.

ونبه إلى أن عملية سيناء المباركة 2018، التي أخذت في طريقها لإنهاء بقايا فلول الإرهاب الغاشم، لن تقف فقط عند هذا الجهد الوطني المشرف الذي يقوم به أبنا القوات المسلحة والشرطة، إنما هي عملية شاملة ممتدة يقف فيها العلماء والمعلمون والإعلاميون والمفكرون والأدباء وشيوخ القبائل صفصا واحدًا لمواجهة شاملة لهذا الفكر الأسود الدخيل على وطننا، حتى نقتلعه من جذوره.

وشدد على أن الوطني الحقيقي هو من يفتدى وطنه بكل ما يملك، فإذا كان الإنسان يقدم نفسه شهيدا لأجل وطنه فهو وطني حقيقي، فلا شئ أغلى من النفس، وليس لعاقل أن يساوم بين مصلحة وطنه وبين المكاسب المادية، منوهًا بأن من يميل الى أعداء الوطن ويعمل لصالحهم او يتعاون معهم فأقل ما يقال فيه أنه خائن لدينه ووطنه.

وأشار إلى أن الوطن طريقان لا ثالث لهما إما أن يكون الإنسان فى صف الوطن وإما أن يكون فى صف آخر لا علاقة له بالأديان ولا بالوطنية، وشتان بين من ينحاز الى وطنه ومن ينحاز إلى حزب الشيطان، كذلك شتان بين من يؤمن بالوطن إيمانا حقيقيا وبين من يتاجر بقضايا الوطن أو يتزايد بها، ويجب علينا أن ندرك أن كل ما يؤدي الى قوة الوطن وبنائه وأمنه واستقراره هو جزء من صميم عقيدتنا ودينا واى شئ يمكن ان يؤدي الى زعزعة أمن الوطن واستقراره تتناقض كل التناقض مع الأديان.

وأفاد بأن قضية الوطن عظيمة وجزء من إيمانا وعقيدتنا وشريعتنا ولا يمكن لوطنى حقيقي أن يقيس حسابه مع الوطن على حساب المصالح والمكاسب والخسائر مدللًا بقوله تعالى { فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ}، مشيرًا إلى أن قضية الوطن مختلفة فإذا أمنت بالوطن فلا يمكن ان تقارن أى مصلحة أين كانت بمصلحة الوطن، فضلًا عن أنه لا يمكن لإنسان ان يدعي لنفسه وطنية حقيقية إذا كانت بعض مصالحه الشخصية تغلب المصلحة الوطنية العامة.