الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وزير الأوقاف يوصي بـ«4 طاعات» مُستحبة في شهر شعبان

الدكتور محمد مختار
الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف

قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن شعبان إنما هو شهر التهيئة أو التوطئة لشهر رمضان وهو أشبه ما يكون بالتدرب على استعادة الهمة واستحضارها، فمن لم يتمرس بصيام النوافل على مدار العام قد ينتابه النسيان في أول أيام الصوم ، فيأكل أو يشرب ناسيًا لطول عهده بالصيام.

وأوضح «مختار» في بيان له، أنه إذا ما عوّد نفسه صيام بعض الأيام من شهر شعبان وأدخل نفسه في أجواء الصيام فإنه غالبًا ما يؤهل نفسه ويعدها لاستقبال الشهر الفضيل، فكان نبينا -صلى الله عليه وسلم- يكثر من الصيام في شعبان ، ولما سأله سيدنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ -رضي الله عنهما- عن ذلك ، قائلا : يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ؟ قَالَ : «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ » سنن النسائي ، ولم يكن (صلى الله عليه وسلم) في شهر بعد رمضان أكثر صيامًا منه في شعبان .

وأضاف: ولم يصم -صلى الله عليه وسلم- شهرًا كاملًا إلا رمضان، فقد جَاءَ ثَلاَثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم -يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم - ، فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا ، فَقَالُوا: وَأَيْنَ نَحْنُ مِنَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ؛ قَالَ أَحَدُهُمْ: أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا؛ وَقَالَ آخَرُ : أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلاَ أُفْطِرُ؛ وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلاَ أَتَزَوَّجُ أَبَدًا.

وتابع: فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- ، فَقَالَ : أ«َنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا؛ أَمَا وَاللهِ إِنِّي لأَخْشَاكُمْ للهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، لكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ؛ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي » أخرجه البخاري، فالإسلام قائم على التوازن بين حاجز الروح والجسد ، وقائم على الوسطية فلا إفراط ولا تفريط.

ونبه إلى أنه كما يهيئ المرء نفسه بصيام بعض النوافل، يهيئها بقيام الليل فهو شرف المؤمن وعزه ، وسبيل مرضاة الله -عز وجل- في الدنيا وكرمه في الآخرة ، حيث يقول الحق سبحانه : «إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ » (الذاريات : 15-19) ، ويقول (عز وجل) : « أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ» الآية 9 من سورة الزمر.

واستشهد بما يقول -صلى الله عليه وسلم- : «رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا الْعَبْدُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ الآخِرِ خَيْرٌ لَهُ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ، وَلَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَفَرَضْتُهَا عَلَيْهِمْ »، قائلًا: ومن الأمور التي ننبه عليها : العمل على قضاء حوائج المحتاجين والتحلي بالكرم والسخاء، سواء على مستوى الأفراد أم على مستوى المؤسسات العاملة في المجال الاجتماعي ، أن تجتهد في توفير احتياجات المحتاجين وإكرامهم قبل دخول الشهر الفضيل.

ونبه إلى أن هذا هو التعاون الحقيقي على البر والتقوى ، وهنا نوجه رسالة لأهل الفضل ممن أنعم الله عليهم بواسع فضله بضرورة أن يؤدوا شكر نعم الله عليهم حيث يقول الحق سبحانه : «وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ» الآية 7 من سورة إبراهيم .

ودلل بما قال نبينا -صلى الله عليه وسلم- : «مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلاَّ مَلَكَانِ يَنْزِلاَنِ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا » ( متفق عليه) ، وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : «السَّخِيُّ قَرِيبٌ مِنَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ النَّاسِ بَعِيدٌ مِنَ النَّارِ، وَالْبَخِيلُ بَعِيدٌ مِنَ اللَّهِ بَعِيدٌ مِنَ النَّاسِ بَعِيدٌ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَالْجَاهِلُ السَّخِيُّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْعَابِدِ الْبَخِيلِ» (شعب الإيمان للبيهقي) ، وقال -صلى الله عليه وسلم- : «إن الله جواد يحب الجود ويحب مكارم الأخلاق ويكره سفاسفها» (متفق عليه)، ويقول الحق سبحانه : «هَا أَنتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم» الآية 38 من سورة محمد.