الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قصة «أبو الدستور المصري».. ترأس الوزراء 4 مرات

صدى البلد

في مدرسة الخانكة، أو المدرسة الحربية التي أنشئت 1826 بأمر من محمد علي، كان الشاب محمد شريف، يخطو خطوات الشباب الأولى، ليصبح فيما بعد أحد أهم السياسيين في التاريخ المصري الحديث.

في المدرسة الحربية، تقدم شريف باشا، المولود بالقاهرة فى نوفمبر 1826، في الدراسة ونجح حتى وصل إلى أعلى الفرق ثم انتقل إلى مدرسة تطبيق العلوم الحربية فظل بها سنتين، والتحق بالجيش الفرنسى ليؤدى مدة التمرين، كما تقضى به النظم العسكرية ونال رتبة "يوزباشى أركان حرب"، فوصل فى العلوم الحربية وفنونها إلى أرقى مراتبها.

النجاح الكبير الذي حققه ساعدة في الترقي بالرتب في الجيش المصري، حتى وصل إلى رتبة لواء (باشا) ولم يمض عام على هذه الترقية حتى تزوج سنة 1856 بكريمة الجنرال سليمان باشا، ومن هنا سماه العامة شريف باشا الفرنساوى، إشارة إلى اتصاله بصهره سليمان باشا الفرنساوى، ثم ارتقى إلى رتبة "فريق"، وكانت منزلته الأدبية تزداد سموا، لما اتصف به من التعفف والأباء والنزاهة والاستقامة.

- فى عهد الخديو إسماعيل عهد إليه بوزارتى الداخلية والخارجية معًا، ولما سافر إلى الأستانة فى يوليو سنة 1865 جعله الخديو إسماعيل "قائم مقام" عنه مدة غيبته، وهو مركز رفيع لم ينله أحد من قبل من غير العائلة المالكة، كما كان وزيرًا للداخلية حينما أسس الخديو إسماعيل مجلس شورى النواب سنة 1866، وصحبه فى حفلة افتتاح، وفى سنة 1868 عهد إليه الخديو برئاسة "المجلس الخصوصى"، الذى كان بمنزلة مجلس الوزراء، وظل إلى نهاية عهد إسماعيل يتولى أكبر المناصب.

يعد محمد شريف باشا، هو مؤسس النظام الدستورى فى مصر، فهو واضع دستور 1879 ودستور 1882، ودخل "شريف" مدرسة الخانكة، وهى المدرسة الحربية التى أنشئت سنة 1826 بأمر محمد على، وتخصص فى الفنون الحربية بمدرسة، وهو أول من أنشأ الحكومة خالية من أي عنصر أجنبي في عهد الخديوي إسماعيل، والذي يحل اليوم ذكرى وفاته.

أمن شريف باشا بأهمية مجلس الشورى والدستور، ولا يؤيد استبداد الخديو، ومن هنا جاءت ميوله الدستورية التى لازمته فى عهد الخديو إسماعيل، ثم فى عهد توفيق، ولم يحد عنها حتى وفاته، حيث ختم شريف باشا حياته السياسية، وداهمه المرض إلى أن أدركته الوفاة فى 20 أبريل سنة 1887، وكانت وفاته بمدينة "جراتز" فى النمسا، حيث كان بها للاستشفاء، فطير البرق نبأ نعيه إلى مصر، فقوبل بالحزن العام، ونقل جثمانه إلى الإسكندرية، ومنها إلى القاهرة وشيعت جنازته فى المدينتين فى واحدة من أعظم الجنازات القومية التى شهدتها مصر.