الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

باحث هزّ عرش زراعة الأرز في مصر وغيّر قوانين الطبيعة: أستطيع زراعة 2 مليون فدان بنفس كمية المياه المقررة هذا العام.. استنبطت 4 أصناف جديدة تتحمل الجفاف 15 يوماً.. وأبحاثي أصابت الناس بالصدمة

صدى البلد

  • باحث هزّ عرش زراعة الأرز في مصر وغيّر قوانين الطبيعة 
  • الدكتور سعيد سليمان -ابن محافظة الشرقية- يؤكد لـ"صدى البلد":
  • استنبطت 4 أصناف جديدة من الأرز.. تتحمّل الجفاف لمدة 15 يومًا 
  • أستطيع زراعة 2 مليون فدان بنفس كمية المياه المقرّرة هذا العام
  • أتمنى تسجيل الأصناف رغم حصولي علي جميع الموافقات
  • وصفوني بأحد مجانين الجامعة بسبب أبحاثي.. وسافرت 3 أعوام هربًا من مُهاجمة الناس 


شغل قرار منع زراعة الأرز في بعض المناطق، الرأي العام الفترة الأخيرة، خاصة بين المزارعين لكونه المحصول الأساسي الذي يعتمدون عليه في حياتهم المعيشية ولكونه المكون الأساسي على السفرة المصرية، وما أثاره هذا القرار من حيرة وسخط في نفوسهم وكانت حجة المسئولين "أن الأرز يستهلك كمية كبيرة من المياه، ولابد من ترشيد الاستهلاك".

ولكن أساتذة كلية الزراعة بجامعة الزقازيق كان لهم رأي آخر، خاصة الدكتور سعيد سليمان، ابن محافظة الشرقية، رئيس قسم الوراثة بكلية الزراعة جامعة الزقازيق، الذي أكد في حواره مع "صدى البلد" أن قرار منع زراعة الأرز خاطئ ويُعتبر مؤامرة على الإنتاج الزراعي في مصر، وكشف خلال الحوار عن تجربته البحثية عن "أرز الجفاف".

ما مشروع أرز الجفاف.. وكيف بدأت الفكرة؟
ترّأست مشروع التربية لتحمل الجفاف في الأرز منذ عام 1988 وهو مشروع مصري أمريكي ويتبع المشروع القومي للأبحاث الزراعية في تلك الفترة وكان الهدف منه استنباط أصناف مُقاومة للجفاف ووصفني العديد من الأشخاص بـ"أحد مجانين الجامعة" بسبب أبحاثي ولكنني عزمت على استكمال الأبحاث إلي أن وفّقني الله وخرج أول صنف إلي النور وقمت بتسميته "عرابي 1" والفضل الرئيسي يرجع إلي الدكتور أحمد ممتاز -رحمه الله- وكان بمركز البحوث في تلك الفترة، ووصلت إلي أن يستهلك المحصول 6 آلاف متر مكعب مياهاً بدلاً من 9 آلاف متر مكعب في عام 1992 /1993 وانتشر البحث بصورة واسعة، بحضور المحافظ والمسئولين وتم نشر تحقيق في جريدة الأهرام تحت عنوان "أرز الجفاف" ومنذ ذلك الوقت عُرفت الأصناف بهذا الاسم.

ولكن مع خروج الدكتور "ممتاز" من مركز البحوث وقدوم آخر تم قطع التمويل عن المشروع ولكنني اشتغلت على الأبحاث بمفردي حتى عام 2010 واستطعت أن أخرج 110 سلالات، وهنا بدأت مرحلة الاختبار والزراعة على مساحات واسعة وفي تلك الفترة سافرت مع زوجتي خارج مصر لمدة 3 سنوات هربًا من الهجوم الذي تعرّضت له، وعقب عودتي اشتغلت على الأبحاث بصورة مُتواصلة وبفضل الله خرجت الأصناف إلي النور.

أخرجت تقاوي تكفي لزراعة العديد من الأفدنة، وبالفعل تمت زراعة الأرز في حقول الشرقية وميت غمر، وعند الحصاد تمت دعوة وزيري الزراعة والري والعديد من المسئولين وانتشر الأرز بصورة واسعة في مختلف أرجاء الجمهورية، وتم العرض عليّ لشراء الأرز والأبحاث ولكنني رفضت بسبب حُبّي لوطني وأن الأرز خاص بمصر والبحث مصري 100%.

ما العقبة التي تقف أمام الأرز الآن؟
تقدّمت لتسجيل الأصناف في "لجنة تسجيل الأصناف النباتية ورئيسها هو رئيس مركز البحوث الزراعية وهو في تلك اللحظة أصبح "خصماً وحكماً" وبالفعل أصبحت العراقيل قوية جدًا أمامي رغم حصولي علي العديد من المُوافقات، وحصلت علي 4 شهادات مُعتمدة للأصناف، وحصلت أيضًا علي شهادة الـ "dcu"، وتقرير يفيد بأن أصناف "عرابي" تتفوق على نظيرتها في الإنتاجية ولكن اللجنة أخرجت تقريرها وبه أن الأصناف تُصاب بـ"اللفحة"، وهذا ليس عيبًا، لأن جميع النباتات تُصاب بـ"اللفحة"، وأتمني من الرئيس السيسي التدخّل من أجل تسجيل الأصناف حفاظًا علي الأبحاث العلمية المصرية القيّمة ويُسمح بتداوله.
أنا مُتبرع بــ 50% من حق المُربّي لإنشاء "مركز عرابي لبحوث الظروف القاسية" ومُستعد للتبرّع أيضًا بـ 25% لصندوق "تحيا مصر" وكل هذا خدمة للفلاح المصري .

ما أسعار تقاوي "أرز الجفاف"؟ والإنتاجية المُتوقعة؟
بخصوص سعر التقاوي فهي بنفس سعر التقاوي العادية، ولكن المشكلة أن التقاوي غير مُتداولة بسبب عدم التسجيل، أما الانتاجية فهي أعلي من إنتاجية الأرز العادي فـ "فدان أرز الجفاف" تصل إنتاجيته من 4 أطنان إلي 5 أطنان، وأستطيع زراعة مليون ونصف المليون فدان بنفس كمية المياه المُتاحة هذا العام، وهذه المساحة كافية لتغطية السوق المحلية، ولابد من العدول عن قرار حظر الأرز رحمة بالفلاح وبالسوق المصرية.