الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«العسال»: مشهد تفكيك منبر «أبو بكر مزهر» مؤلم

صدى البلد

أبدي الدكتور إبراهيم العسال، الباحث والمحاضر في الحضارة الإسلامية بجامعة قرطبة وعضو لجنة التراث الثقافي بالاتحاد الأندلسي في أسبانيا، اعتراضه على تفكيك منابر المساجد الأثرية في القاهرة التاريخية، كما حدث مع منبر أبو بكر مزهر مؤخراً.

واختص العسال موقع "صدي البلد" بتصريحات قال فيها إنه ليس ضد نقلها إلى العرض المتحفي، لكن ليست بالصورة التي حدثت في أبو بكر مزهر، قائلا: "أيعقل تفكيك حشوات منبر مسجد ومدرسة أبوبكر مزهر كما رأيناه؟".

وتابع: "تألمت لمشهد تفكيك الحشوات في واحد من أهم المنابر المملوكية على الإطلاق وأقلها تعرضًا للترميم عبر العصور، وإذا كانت المشكلة في الاستفادة السياحية من آثارنا التاريخية، فيمكن وضع خطط بديلة كوضع مسارات سياحية تشمل هذه الجوامع الأثرية".

وكشف العسال أن هناك مئات الأبحاث العلمية قدمت في هذا الصدد وخاصة ما يتعلق بفكرة المسارات السياحية، ومنها ما قدمه هو شخصيا تأثرا بالتجربة الاسبانية الناجحة في الأندلس منذ 2014 حتى الآن، وأثرها على زيادة معدلات السياحة الثقافية.

وأشار إلي أنه إذا كانت المشكلة في الحفاظ على هذه المنابر من السرقة كما تعرض منبري قجماس الاسحاقي وقايتباي، فإن الحل الجذري فصل تبعية اثارنا الإسلامية عن وزارة الأوقاف، وأن ينتقل تأمينها إلى وزاره الآثار شأنها شأن كل الآثار المدرجة في الدولة.

واقترح أنه إذا كانت المشكلة في الشعائر، فلتستعين وزارة الآثار بمقيم للشعائر وخطيب، لكن ليست من مسئولياته عملية التأمين والحراسة، كما أنه لابد من عمل عرض متحفي للمنابر داخل الجوامع نفسها، كإحاطتها بغطاء زجاجي عليه بطاقة تعريفية داخل المساجد على أن يحضر منابر أخرى حديثة لخطيب المسجد.

واستطرد أن هذا ليس بدعة ومتعارف عليه في المساجد الأثرية في أوروبا،حيث يغطون القطع الأثرية وتحاط بسياج حديدي أو زجاجي ولا يقترب أحد منها،أو على أسوأ الظروف تنقل إلى المتاحف كما هي لكن دون تفكيك كما حدث.

وطالب العسال، الدكتور خالد العناني وزير الآثار، بضرورة اتخاذ قرار عاجل بوقف هذه المهزلة التي تؤذي المنابر الإسلامية الفريدة، لأنه من المستحيل أن تعاد إلى أصلها وبراعة تركيبها التي كانت عليه قبل التفكيك، حيث إن جمع الحشوات بتطعيماتها وزخارفها بهذا الشكل هو في حد ذاته فن أصيل من فنون الأثر ككل.

وعن تاريخ منبر مسجد ومدرسة أبو بكر مزهر بحارة برجوان الذي تم تفكيك حشواته،يرجع تاريخه إلى عام 1480 ميلادية وتنسب المدرسة إلى زين الدين أبو بكر ابن مزهر، وكان ناظر ديوان الإنشاء فى عهد دولة المماليك الجراكسة.

المسجد من أجمل مساجد المماليك الجراكسة، ومنبر المسجد تحديدا تحفة جميلة بما يحويه من أشغال خشبية وصدفية شديدة الدقة والجمال ويتميز أيضا بضخامة حجمه ودقة صناعته، كما أن المسجد بشكل عام تحفة في البناء خاصة استخدام السقوف الخشبية، ومن الأمور النادرة فى هذا المنبر اننا نعرف اسم صانعه وهو عبد القادر النقاش.