EN 
استحلفك بالله يا سيادة الرئيس ألا تصدّق علي هذا القانون الذي وافق عليه مجلس النواب وهو زيادة مرتبات ومعاشات الوزراء واعضاء مجلس النواب والسلك الدبلوماسي لأنه استفز الشعب المصري والطبقات الكادحة واحدث فتنة بين فئات المجتمع مما سيزيد من الألم في صدور 90% من اهل مصر الصابر علي صعوبة المعيشة متحملاً آثار الإصلاح الاقتصادي لوحده علي مضض حبا في الوطن وايمانا بسياساتك وبخطواتك في بناء هذا البلد وفي مستقبل واعد للأجيال القادمة
ولاتنسي يا سيادة الرئيس ان الطبقات الكادحة كانت القاعدة العريضة في حشود 30 يونيو والقوافل الكبيرة امام لجان الانتخابات الرئاسية وهم الذين يصرخون الان صرخات مكتومة من شظف العيش وصعوبة الحياة ومع ذلك يتحملون وصابرون أملا في رغد الحياة مستقبلا ولذا كان لا يجب علي الحكومة يا سيادة الرئيس استفزازهم وإنكار تضحياتهم بقيامها بتقديم مشروع قانون بزيادة رواتب ومعاشات لبعض فئات بعينها هي في الأساس تنعم بحياة أكثر من كريمة وبرغد العيش ولم تعانِ من ويلات ارتفاع الأسعار الذي يلهب جيوب معظم الشعب المصري حاليا مسببا حنق في النفوس وضيق في الصدور
وأريد أن أعرف من هذا العبقري الفذ الذي أشار علي الحكومة بتقديم مشروع هذا القانون بزيادة المرتبات لهذه الفئات في نفس الوقت الذي قامت الحكومة بذاتها بالطعن علي حكم محكمة القضاء الإداري بأحقية أرباب المعاشات في الحصول علي 80% من آخر 5 علاوات وهو حق كفلته قوانين المعاشات لهؤلاء المواطنين الذي يبلغ عددهم نحو 9 ملايين مواطن [أسرهم ويحتاجون إلى معاملة كريمة وإنسانية وآدمية من الحكومة بعد ان أفنوا شبابهم وصحتهم وعمرهم في خدمة مسيرة بناء هذا الوطن وكان لهم الدور الأكبر في المشاركة بالانتخابات الرئاسية ولم تمنعهم امراضهم او كبر سنهم من النزول الي المقرات الانتخابية التي امتلأت بهم وبدلا من ان نمد لهم يد العون يكون هذا جزائهم من حكومتهم التي قامت بجلالة قدرها بالطعن علي الحكم لعرقلته وتأخير تنفيذه اين العدالة والمصداقية والإنصاف يا حكومة .
والسؤال: لماذا هذا القانون في ذلك التوقيت بالذات ومعظم الشعب المصري يترقب الاحتفال بحلف اليمين للرئيس السيسي وببدء ولاية ثانية له لذا ارجو من كل مسئول يكون عنده ضمير ويراعي قسمه الذي أقسمه أمام رئيس الجمهورية وهو الحفاظ علي الشعب كله وليس فئة بعينها ويراعي مصالحه ومصالح الوطن ويا حكومة انظري للغلابة شوية حيث هناك شباب مرتباتهم لا تتعدي نحو 1200 جنيه ولاتكفيهم حتي المواصلات ليذهبوا الي اماكن عملهم ويكملون مرتباتهم من اهلهم وليس من العدالة الاجتماعية ان نجد من يقبض مرتبات بعشرات الآلاف وهناك لايجد من يسد جوفه في هذه الظروف والمعيشة الصعبة.
ولاتنسي يا حكومة ان الرئيس السيسي في بداية ولايته الأولى تنازل عن نصف راتبه وثروته لصالح مصر وهو الان يقود البلد للأمام بسرعة كبيرة وانتي يا حكومة بقوانينك الاستفزازية هذه تسحبيها إلى الخلف وتهددي نسيج الوطن الواحد بالتفرقة بين طبقاته ولاتنسي يا حكومة ان الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها مصر لم يشعر بها وزرائك أصحاب المرتبات والبدلات المرتفعة ولكن تحملها المواطن الغلبان
