الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قصة «خنفس باشا».. خان عرابي وباع الجيش للإنجليز

صدى البلد

تمتلئ صفحات التاريخ ببعض الأسماء "الخائنة" التي سلمت أوطانها للعدو من بين هذه الخيانات يكثر الحديث حول دور بعض الضباط الذين رافقوا أحمد عرابي أثناء الثورة العرابية ضد الإنجليز لكنهم وفي نفس الوقت ساهموا بشكل كبير في تغليب كفة الغزاة على الوطن.

من بين هذه الأسماء، يبرز اسم "خنفس باشا" والذي يروي تفاصيل هذه السيرة، الدكتور مصطفى الشهابي في كتابه "الخيانة هزمت عرابي، يقول: "في 12 سبتمبر 1882، اليوم السابق لمعركة التل الكبير، أرسل على يوسف من مقدمة الجيش إلى «عرابي» يبلغه بأن الإنجليز لن يتحركوا في ذلك اليوم، فركن الجيش المصري إلى الراحة بأمر قياداته ليتأهب للمعركة الفاصلة من صبيحة الغد، غير أن القائد الإنجليزي ولسلي تأهب في مساء اليوم ذاته للزحف في هدوء تام بعد منتصف الليل".

ويضيف الشهابي": انسحب عبدالرحمن حسن، قائد فرقة الاستطلاع السواري الذي كان يحرس الطريق الصحراوي من الشرق، انسحب شمالًا ليخلي الطريق لمرور الإنجليز، أما على يوسف (خنفس باشا) فلم يكتفِ بترك الجيش الإنجليزي يمر بجوار قواته، بل وضع له الفوانيس على المسالك التي يمكن السير فيها بيسر، وفي فجر الثالث عشر من سبتمبر وقعت الهزيمة الماحقة بالجيش المصري في التل الكبير".

واستغرقت المعركة أقل من 30 دقيقة وألقى القبض على أحمد عرابي قبل أن يكمل ارتداء حذائه العسكري -حسب اعتراف عرابى أثناء رحلة نفيه إلى سيلان.

ويقول محمود خفيف، في كتابه "فصل في تاريخ الثورة العرابية": "في 15 سبتمبر بلغ الإنجليز منطقة العباسية، ومنها ساروا إلى القلعة وكان بها أربعة آلاف جندي، فسلمهم خنفس مفاتيحها".

وحصل خنفس على الباشوية بعد دخول الإنجليز مصر. وقد كتب خنفس إلى الإنجليز يتظلم لأنه تقاضى ثمنًا للخيانة ألفين فقط من الجنيهات الذهبية، ولم يأخذ عشرة آلاف مثل رئيس مجلس الأعيان محمد سلطان باشا، وعاش بقية حياته محتقرًا من الجميع لا يكلمه أحد من أهله أو جيرانه إلى أن مات وحيدًا ومحتقرًا.