الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كواعب أحمد البراهمي تكتب: عيد تحرير سيناء

صدى البلد

ما زلنا نحرر سيناء - ولا تزال سيناء هي القطعة التي تتلقي الطعنات من الخارج , بل ومن الداخل . كنا نحارب من أجل أن نحررها من المعتدين , والذين يهاجمون مصر.

والآن نطهرها من المعتدين الذين يريدون هدم مصر . كانت سيناء هي دوما حائط الصد ضد أي إعتداء , وكانت ولا تزال الأرض المقدسة حيث بها جبل الطور الذي تجلي الله سبحانه وتعالي له , وكلم سيدنا موسي به .و سيناء مدفون بها سيدنا موسي وسيدنا هارون

خلال العصرين اليوناني والروماني استمرت سيناء تلعب دورها التاريخي، فنشأت بينها وبين العديد من المدن التي سارت علي نمط المدن اليونانية علاقات تجارية، والتي كان أشهرها هي مدينة البتراء الواقعة في الأردن اليوم، و سكن رهبان من البتراء دير سانت كاترين في صدر العصر المسيحي، وكانت ايبارشية فيران قبل بناء الدير تابعة لايبارشية البتراء.

ثم في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وبالتحديد في 10 ذي الحجة لعام 18 هجرية اجتاز الجيش الإسلامي بقيادة عمرو بن العاص الحدود المصرية من ناحية الشام وتقدم نحو رفح ثم العريش ثم الفرما شمال القنطرة الحالية، حيث حاصرهم حوالي شهرين قبل أن تسقط ومنها إلى بلبيس حيث هزم جيش الروم بعد أن حاصرها مدة شهرعام 639 ميلادية.

وكان الفتح الإسلامي مشجعًا لبعض العناصر البدوية في شبه جزيرة العرب للنزوح إلي سيناء والاستقرار بها مما شجع علي انتشار الإسلام بين سكانها، وقد اعتبرتها بعض هذه العناصر نقطة وثوب إلي شمال إفريقيا فاستقر بعضها بمصر بينما نزح البعض الآخر إلي بلاد المغرب.

فكانت سيناء أحد أهم المعابر البشرية خلال القرون الأولي من الفتح الإسلامي. وهذه الهجرات التي عبرت سيناء منذ الفتح الإسلامي أخذت تزداد علي سيناء خلال العصرين الأموي والعباسي،

وخلال فترة الحروب الصليبية تعرضت سيناء لمحاولة الغزو من قبل الصليبين، حيث قام بلدوين الأول حاكم بيت المقدس الصليبي بالتوغل في وادي عربة للسيطرة علي المنطقة الواقعة جنوبي البحر الميت، و تمكن الصليبيون من الإشراف علي شبه جزيرة سيناء التي أخذت تحرك في قلوبهم ذكريات ومشاعر دينية عزيزة عليهم، لكن علي الرغم من ذلك فإن رهبان دير سانت كاترين رفضوا استضافة بلدوين خشية انتقام الفاطميين في القاهرة، مما جعل بلدوين ينصرف عائدا إلي بيت المقدس

واستمر بلدوين في استراتيجيته الرامية إلي السيطرة علي شبه جزيرة سيناء . إلا أن خطة رينالد في السيطرة علي سيناء والبحر الأحمر قد فشلت نتيجة الجهود التي قام بها الأيوبيون، وخاصة صلاح الدين الأيوبي في وقف حملات رينالد في البحر الأحمر والتي وصلت حتى عدن، وإسطول حسام الدين لؤلؤ، الذي دمر الإسطول الصليبي.

وقد امتاز العصر الأيوبي بالاهتمام بتعمير سيناء نظرا لظروف الحروب الصليبية التي كانت تملي عليهم ضرورة تجديد القلاع والموانئ خوفا من هذا الخطر القريب.

فقد قام صلاح الدين الأيوبي بتعمير وإصلاح ميناء الطور عام 580هـ/1184م، فعمر المراكب والميناء، وبدأت تصله المراكب المحملة بالبضائع من اليمن، وهجر أصحاب المراكب مينائي عيذاب والقصير، وقد تبع ذلك أن صارت الغلال ترسل إلي الحجاز بصورة دورية ومنتظمة، وشجع ذلك حركة التجارة في البحر الأحمر. وتمكن صلاح الدين الأيوبي قمن انتزاع ميناء إيلات من أيدي الصليبين في عام 566هـ/1170م، وصار البحر الأحمر تحت سيطرته.

ثم قام الصالح نجم الدين أيوب في نهاية العصر الأيوبي ببناء بلدة الصالحية في " أرض السباخ " (امتداد سبخة البردويل) عام 644/ 1246م لتكون محطة علي الطريق الموصل إلي الشام.

أما مع تولي محمد علي حكم مصر عام 1805، فقد قام بإنشاء محافظة العريش عام 1810 ووضع تحت تصرف محافظ العريش قوة عسكرية لحماية حدود مصر الشرقية، وقوة نظامية لحماية الأمن داخل المدينة.

ثم خلال فترة حكم إسماعيل (1863 – 1879) حدثت عدة أحداث مهمة بسيناء، منها زيارات العديد من الرحالة إلي سيناء وكان أهمهم البرفيسور بالمر Palmer حيث أرسلته بريطانيا عام 1868 علي رأس لجنة علمية للتنقيب في منطقة الطور ورسم خريطة لسيناء.

وتم افتتاح قناة السويس للملاحة في 1869، وتم إنشاء عدد من المدن علي ضفتي القناة، فقد أنشئت الإسماعيلية في منتصف القناة تقريبا، كما أنشأت مدينة جديدة علي طريق العريش، وهي مدينة القنطرة.

أما في عام 1956 قامت كل من إسرائيل وفرنسا وإنجلترا بعمل هجوم منظم علي مصر فيما يسمي بالعدوان الثلاثي علي مصر وقد قامت المقاومة الشعبية باعمال بطوليه لصد هجوم الفرنسيين و الإنجليز . ومع ذلك قامت إسرائيل بالإستيلاء علي سيناء بالكامل.

ولكن صدر قرار من مجلس الامن آنذاك برد جميع الأرض المحتلة الي مصروعدم شرعية الهجوم علي مصر فقامت إسرائيل في 5 يونيو 1967 م بشن هجوم على مصر وسوريا والأردن واحتلت سيناء والجولان والضفة الغربية للأردن· واستطاع جيش مصر أن يصمد أمام القوات الإسرائيلية وقام بدخول حرب الاستنزاف، التي كبدت إسرائيل خسائر كثيرة بشرية ثم في ذلك الوقت توفى "جمال عبد الناصر" في سبتمبر 1970.

وعندما تولى محمد أنور السادات الحكم أكمل إعداد مصر لخوض حرب لتحرير سيناء. في 6 أكتوبر 1973 .

و نفذت القوات المسلحة المصرية والقوات المسلحة العربية السورية هجومًا على القوات الإسرائيلية في كل من شبه جزيرة سيناء والجولان. بدأت الحرب على الجبهة المصرية بالضربة الجوية التي شنتها القوات الجوية المصرية ضد القوات الإسرائيلية، وعبرت القوات المصرية إلى الضفة الشرقية ورفعت العلم المصري.

ثم دخل الرئيس أنور السادات في تسوية النزاع العربي الإسرائيلي عن طريق سلام دائم في منطقة الشرق الأوسط، فوافق على معاهدة السلام التي قدمتها إسرائيل (كامب ديفيد) في 26 مارس 1979 بمشاركة الولايات المتحدة بعد أن مهدت زيارة الرئيس السادات لإسرائيل في 1977 وانسحبت إسرائيل من شبه جزيرة سيناء تماما في 25 أبريل 1982 بانسحابها مع الاحتفاظ بشريط طابا الحدودي والذي إسترجعته مصر بناء على التحكيم الدولي الذي تم في محكمة العدل الدولية في لاهاي بعد ذلك ·

ولا تزال سيناء مطمع المعتدين , حيث أنه بتركها فترة طويلة دون تعمير أصبحت وكرا للخارجين عن القانون ,بل وحاليا الجماعات المتطرفة.

وما زال الشعب المصري يقدم خيرة أبنائه للدفاع عن قطعة غالية من أرضة , وليحفظ بوابة مصر الشرقية , ويقضي علي الإرهاب بالعملية الشاملة سيناء 2018.

تحيا مصر وجيشها وشعبها ورئيسها , و أرضها . وكل عام وانتم بخير - 25 ابريل عيد تحرير سيناء وتطهير سيناء بالكامل من العدو الصهيوني.