الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ناصر خليفة يكتب: إيقاعات مختلفة والأوتار متقاربة

صدى البلد

١-- دين وبشر و فكر ومعتقد :

المعتقدات الدينية ليست عبئا على الإنسان، بل هي منحة السماء العليا، تعاليم لعائلة آدم ، نحن من جعلنا منها مسارات للخلاف وصنعنا للجدال أجندات ودروبا مظلمة وأنفاقا لا جدوى منها سفسطة ودهاء متكلمين ! وتبقى المتاهة وتستمر الإشكالية.. ويظل آدم فينا بكل تفاصيله رغم أنف المنكرين ورغم أصناف ومذاهب المختلفين . ويبقى الناس فيما يفكرون أمم ومذاهب، ومعسكرات اتسمت دائما بالطائفية والعنصرية ويبقى الإنسان.

٢-- {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها ..}

استعمال "القلب العاقل" يمثل منطقة الأمان في ميدان الصراع بين العقل بعيدا عن القلب، والقلب منفصلا عن العقل، فريق يقول : إن قست كل شيء على ميزان العقل فأنت كفرت بثوابت العقيدة وتدعو للعلمانية "البغيضة" التي تخالف الدين وتدعو التبرج والانحلال !! وفريق آخر يقول : إن اخترت القلب بما يحمله من ايمان بغيبيات، وتمسكت بالثوابت القديمة وبالتراث الفقهي والعقائدي الذي من تأليف بشر لهم زلاتهم، فأنت سلفي رجعي وضد نظرية "الواقعية التنويرية" وضد استعمال العقل والمنطق بما يتناسب مع متغيرات العصر !! وبالتالي علينا استعمال ميزان - القلب العاقل - فهو المنطقة الآمنة بين طرفي النزاع والصراع، فإذا تدبر البشر ذلك واعتبروا به وأنابوا إلى الحق كان نجاة لهم وخلاص، فمن حجج الله على خلقه أنه خلق لهم "قُلُوبٌ" كي "يَعْقِلُونَ بِهَا " وليس لتجاهلها واغفالها واتباع ميل النفس واهوائها.. 
 
وانا اقول《استفت قلبك ثم أعقل ما يفتيك به لكن في ظلال الإله الواحد 》

٣-- ورثة آدم الشرعيين :

لم يكن آدم "ملاكا" ولم يكن أبناؤه كلهم "أنبياء"، من أجل ذلك ولذلك أعد الله الإنسان للقيام بمهمة الحياة الدنيا بما فيه من خير وشر وألقى إليه أمانة التكاليف ومنهج العبادة ثم أعد له حياة أخرى بقطبيها الجنة والنار بعد حساب عادل وتقدير عزيز حكيم، منا من يؤمن بذلك ومنا من لا يؤمن، وبين رافض ومؤيد ومن وحي أفكارنا وبكامل إرادتنا بنينا أنفاقا من المتاهات وبأيدينا صنعنا حواجز و إشكاليات ندور داخلها مرة وحولها مرات، نبحث عن منافذ لنخترقها محاولين فك طلاسمها لنجد أنفسنا نزيدها تعقيدا وطلسما ، ننبش ونفتش، نتكلم ونتألم ، نناقش ونهاوش، نخطئ ونصيب، نتبارى في عرض الحجج ولو واهية وقد عفا عليها الزمان والمكان !! ودحض حجج الآخرين ولو مستمدة قوتها من العقل والمنطق ، ندافع ونقاطع ونهاجم ، نقدح ونمدح، نهدأ ونثور ثم نهدأ لنثور على كل ما هو ثابت أو متغير . وبين خطر التطرف وشيوع الإنحلال ما زال جميعنا يدور في حلقات مفرغة إلا من رحم ربي .

٤-- التسامح في ميزان العقل : 

التسامح عن قوة فضيلة لا ينالها إلا أصحاب النفوس الخيرة .

ليس عيبا منك أن تبث في نفسك اولا ثم في أولادك - ذكرا كان أو انثى- روح التسامح وقيم العفو والصفح بشرط أن يكون تسامح عن قوة وعفو عند المقدرة على أن ينتظر الأجر من عند الغفور الرحيم .

فرق كبير بين الشجاعة والجرأة المحاطة بالعقل والحكمة وبين التهور والاندفاع الذي يودي بصاحبه إلى نهايات ليست محمودة العواقب .

٥-- الحسن والحسين : 

《سيدنا الحسن - بن سيدنا علي وابن بنت رسول المحبة والرحمة والتسامح - ضرب لنا مثلا في التسامح والصفح من أجل حقن دماء المسلمين الأبرار عندما تنازل عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان ..ولا يخفى على أحد عواقب "تعنت" سيدنا الحسين واصراره على مواجهة يزيد بن معاوية مما تسبب في حادثة "كربلاء الشنيعة" وما خلفته من فرقة ونزاع وشحناء وضغينة مازلنا نعاني من جراءها رغم مرور أكثر من ألف عام حتى الآن، حروب قائمة بين السنة والشيعة.

٦--العفو شيم الكرام :

‎كان الحسن البصري رحمه الله يدعو ذات ليلة : اللهم اعف عمن ظلمني ، فأكثر في ذلك ، فقال له رجل : يا أبا سعيد ، لقد سمعتك الليلة تدعو لمن ظلمك  حتى تمنيت أن أكون فيمن ظلمك ، فما دعاك إلى ذلك ؟ قال: قوله تعالى﴿ فمن عفا وأصلح فأجره على الله ﴾
العفو والصفح له أجر ومقابل من عند الله وما أعظمه من أجر .

٧-- رسالة على جناح مودة :

جدد باقة نفسيتك، خفض من حدة انفعالاتك، راعي احاسيسك وعواطفك و مشاعرك ..

أزح عنك ما تراكم على قلبك ووجدانك من غبار البشر وهموم السنين .. جدد باقات النسيان، لا تبالي ضعف الحنين ولا تترك نفسك فريسة لأفكار ولؤم الآخرين ، ولا تلقي بنفسك في حضن الألم والندم وسوء استغلالك بالنفاق أو العشم ، وتخلص من ذكريات الوجع والحزن .. ولا تنشغل بالحاقدين، ولا بالمنافقين .

٨ --حالة حلوة : 

محمد صلاح صنع "بقدمه" حالة حلوة ، هذه الحالة جددت خلايا السعادة، فانتعشت معها ثنايا الروح المصرية والعربية ..ربنا يديمها عليه وعلينا .