الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الفن وعيد العمال


الأول من مايو عام 1886 نظم العمال في شيكاغو، وفي تورنتو إضرابا عن العمل شارك فيه ما بين 350 و400 ألف عامل، يطالبون فيه بتحديد ساعات العمل تحت شعار "ثماني ساعات عمل، ثماني ساعات نوم، ثماني ساعات راحة".  

ولكن بعد وفاة عدد من العمال على أيدي الجيش الأميركي فيما عرف بإضراب بولمان عام 1894، سعى الرئيس الأميركي غروفر كليفلاند لمصالحة مع حزب العمل، تم على إثرها تشريع عيد العمال وإعلانه إجازة رسمية .

أصبح الأول من مايو بعد ذلك احتفالًا دوليًا للإنجازات الاجتماعية والاقتصادية للحركات والنقابات العمالية، وتخرج فيه المسيرات الاحتفالية، و تقام فيه الحفلات الفنية تحية للعمال الذين ناضلوا من أجل تنظيم ساعات العمل وإقرار حقوق العمال، و الاعتراف بالنقابات العمالية بعد أن كانت الفروق الطبقية تشكل قهرا معنويا وماديا للعمال لصالح أصحاب الأعمال، كذلك فى هذا اليوم يتم إلقاء الخطب السياسية واستعراض قيمة طبقة العمال فى الدول ولدي الأجهزة الإدارية بها .

مع ثورة يوليو 1952 فى مصر بدأت الشرائح الإجتماعية المتوسطة والأقل منها تأخذ نصيبا من التقدير و الإحترام فى المجتمع، فالمواطن البسيط والعامل و الفلاح مشاركون فى بناء الوطن، وصنع القرارات المصيرية لمصر من خلال العمل و الاجتهاد فى تحقيق النجاح

ويعتبرجمال عبد الناصر بأفكاره التحرريه والإشتراكية صاحب دور كبير فى ترسيخ تلك القيم الإجتماعية الجديدة كما عمل علي القضاء على نظام الإقطاع و الرأسمالية المحتكرة، وبدأ عبد الناصر ببناء المصانع وجعل العمال هم أصحابها من خلال جهدهم المبذول فى العمل ، من أجل زيادة الإنتاج وتغطية السوق المحلى ، وتصدير الفائض للدول المجاورة.

السؤال الأهم هنا: كيف سادت تلك القيم ؟ وكيف بدأ المجتمع بطبقاته فى تقبل فكرة أن أى عمل لابد أن يحترم، وأن العامل كالطبيب فكلاهما يتعب و يؤدى عمل .

إن الإجابة تعتبر هى النواة التى خلقت حقا مجتمعا محافظا علي قيمه الأخلاقية فى حين كان متحررا فكريا و ثقافيا و إبداعيا .
تعد تلك الحقبة فترة ذهبية فى تاريخنا الفنى الحديث، عرفنا فيها أدباء وشعراء وملحنين ومطربين كما عرفنا كيف تكون صناعة السينما .

أن يكون لديك العناصر الكاملة للإبداع الفنى وكل عنصرمنهم علي مستوي من الوعى والثقافة ويعرف معني الوطنية، إذن فأنت لديك القوة التى تؤهلك لتكوين جيش إجتماعى و تلك هى إجابة الإسئلة السابقة، نعم كانت مصر تمتلك المقومات التى يمكنها أن تؤثر فى أفكار ووجدان المواطنين واستطاعت أن تغير التركيبة الإجتماعية، وأن تجعل الطبقات الإجتماعية تتقبل بعضها البعض علي أساس من المساواة .

تلك القوة هى التى جعلت المصريين يغنون أغانى العمال كما لو كانت أغانى عاطفية و يشاهدون بدور السينما أفلام تتحدث عن العمال وهم ذاهبون إلي السينما طواعية ومن مالهم الخاص، الصناعة الحقيقية للسينما و تقديمها الطبقات البسيطة فى المجتمع بشكل إنسانى جعل المواطن يحب تلك المبادئ و يتقبلها و يؤمن بها .

نعم هذا مبدأ المواطنة والمساواة الذى يتجلي فى لحظات الإزدهار الوطنى .
فماذا يقدم لنا الفن اليوم !!!

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط