الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الزلزال الأمريكي.. الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران


جاء انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الموقع مع إيران في عام 2015 لينهي حالة من الجدل والترقب حول إمكانية انسحاب واشنطن فعلا من هذا الاتفاق أو تجديد المهلة الممنوحة للدول الأوروبية للتوصل إلى تفاهم مع إيران حول برنامجها الصاروخي وأنشطتها الإرهابية في المنطقة.

وعليه فقد أصبح الاتفاق لاغيًا وغير ذي قيمة بعد انسحاب واشنطن منه. فهو ليس انسحاب دولة واحدة ولكن إلغاء كامل له في الواقع، ولكل التعهدات والاتفاقيات الدولية التي منحت لإيران على مدى الثلاث سنوات الماضية بعد توقيعه معها.

والحقيقة أن انسحاب الرئيس ترامب من هذا الاتفاق كان متوقعا بدرجة كبيرة ليس فقط لأنه أسوأ اتفاق في التاريخ على حد قوله. وليس فقط لأنه لم يستطع أن يحجّم إيران عسكريًا او صاروخيًا أو يوقف انشطتها الإرهابية المزعزعة للاستقرار في المنطقة.

ولكن لأنه كان يُعد مكافأة دولية لإيران في غير محلها.

فنظام الملالي الحاكم في طهران، استطاع عبر هذا الاتفاق رفع العقوبات الأمريكية المفروضة عليه وحصل على 150 مليار دولار من الأموال الإيرانية التي كانت محتجزة في أمريكا بعد صعود نظامها الإرهابي. كما أنه سمح لشركات النفط الكبرى في العالم والاستثمارات الأجنبية بالتدفق الى طهران.

ومقابل كل هذا لم تعط إيران شيئا وكأن العالم يكافئها على إرهابها بعدما استمرت في تطوير برنامجها الصاروخي وفي القيام بأنشطة سرية نووية.

وليس هذا فقط فقد كانت الثلاث سنوات الماضية هى الفترة الذهبية لترعرع وتضخم الميليشيات الإيرانية في العديد من الدول العربية مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن والحشد الشعبي في العراق وميليشيات فاطميون والحرس الثوري وفرقه المختلفة في سوريا.

وعليه جاء قرار ترامب صاعقًا فوق رؤوس الملالي.

وخرجت المملكة العربية السعودية، تعلن تأييدها على الفور للقرار الذي سيساهم إلى حد كبير في تقليص الأنشطة الإيرانية الارهابية. واليد الطولي للملالي في تمويل الميليشيات وتوجيهها من جانب طهران لهز استقرار المنطقة وتخريبها.

والواقع أن هناك تداعيات خطيرة على المستوى الاقليمي والإيراني والدولي جراء انسحاب واشنطن من الاتفاق..

فإيران أصبحت الآن في مرمى النيران الأمريكية، وهناك حالة تحفز أمريكية تجاهها. بعدما قرر ترامب إعادة تفعيل العقوبات الأمريكية على الملالي بل وهدد الشركات الكبرى والدول الغربية إن واصلت استثماراتها في طهران أن تفرض واشنطن عقوبات اقتصادية عليها.

القضية الآن أصبحت حربا أمريكية – عربية من جهة وإيران من جهة أخرى.

والمرتقب أن تكون هناك تداعيات اقتصادية كبيرة لهذا القرار في الداخل الإيراني خصوصا وأن "التومان" - العملة المحلية الإيرانية – فقدت 22 % من قيمتها قبل إلقاء ترامب خطابه وفقدت أكثر من 50 % من قيمتها خلال الشهرين الأخيرين تحسبا لهذا القرار.

وهو ما ينعكس بقوة على دخل المواطن الإيراني الذي يعاني الأمرين في زيادة معدلات التضخم وهروب الاستثمارات من إيران وتوقع خروج العشرات من شركات النفط الكبرى من إيران خلال الفترة القادمة خوفا من توقيع عقوبات أمريكية عليها.

لكن ماذا عن إيران.. هل تستطيع الرد على قرار ترامب؟

الحقيقة ظهرت خلال الدقائق الأولى، في خطاب الرئيس الإيراني حسن روحاني عندما هدد بإعادة تخصيب اليورانيوم إن لزم الأمر لكن ترامب كان قد قال قبله، إن واشنطن لن تسمح لنظام يهتف "الموت لأمريكا" أن يحوذ سلاحًا نوويًا.

إذن فالقضية منتهية، فتهديدات روحاني فارغة ولا يؤخذ بها واليوم هناك أمامه وأمام إدارته ملفات اقتصادية صعبة واضطرابات داخلية تشتد بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي.

والمعركة كذلك أصبحت محسومة، ولا يمكن أن نرتمي نحن كعرب أو مصريين في الحضن الفارسي فإيران لها مطامع واضحة وسافرة، وتدخلاتها أفسدت دولًا عديدة وخربتها بالإرهاب والميليشيات.

إيران ليست دولة إسلامية صديقة ولكنها دولة فارسية محتلة. مثلها مثل إسرائيل.. العداء واحد والهم واحد.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط