الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حينما تحدث الناس عني


أحاول جاهدا فى هذا المقال بالتحديد، أن أبعد عن الحديث عن كل ما هو شخصى برغم أن عنوان المقال شخصى للغاية، وبرغم أن الفكرة التى أريد أن أصل بها إلى أذهان حضراتكم هى شخصية للغاية ولكن حالى هو حال باقى الأفراد فى المجتمع، فما ينطبق على المجتمع ينطبق على شخصى المتواضع والعكس صحيح.

الناس من وجهى نظرى أربعة أصناف , الصنف الأول : خلقه الله ويحمل كل الصفات المثالية ويبعد عن الخطأ كبعد الأرض عن جو السماء , وأظن أن هذا الصنف من الناس لا يخرج عنه الأنبياء والرسل , والصنف الثانى: هو الصنف الذى يتبع الصنف الأول ويحمل من الأخطاء والسلبيات برغم أنه يحاول أن يصل الى درجة المثالية، والصنف الثالث : صنف يعترف بوجود الأخلاق ولكن لا يطبقها لأنه لم يتعود على الخير وهو الذى يحمل النفاق ويطبقه ويبدع فى تطبيقه , والصنف الأخير : هو صنف لا يعترف بوجود أخلاق ولا كرامة ولا عزة نفس ولا يعترف إلا بوجود نفسه , برغم أن لديه عقلا ومعلومات تؤكد أنه على خطأ .

الخلاصة من هذه المقدمة أننى سأتحدث عن الصنف الثالث وهو الصنف المنافق الذى يبتسم فى وجهك ويطعنك من الخلف , برغم ان العمر قد ينتهى ولا تدرى أنك لم تعايش إلا هذا الصنف الحاقد الذى قرر أن يلوث الحياة الجميلة المملوءة طهرا ونقاوة , لدرجة أنك تشعر بعد فترة ليست بالقليلة من معايشة هؤلاء البشر " إذا صح وأطلقنا عليهم بشرا" , أنك لم تحصد إلا شوكا ومطامع وحسدا وغيرة وهم يرتشفون كأس الحياة بمرارة اليأس والخوف والملل, برغم أن الحياة جميلة فيشوهون جمالها – ليس قصدا – ولكن لأنهم فى الأساس مشوهون ولا يرون إلا الضباب أو بالأصح هم الذين يسعون الى تشويه الصورة ورش اللون الأسود على اللوحة الحياتية بشكل كامل ويسعدوا حينما تصبح قاتمة السواد .

وبعيدا عن الفلسفة والصور الأدبية أنا رجل ملىء بالصمت , ليس لأنى لا أملك زمام الكلمات وجوانبها , ولكننى قررت الصمت فى حياتى حتى لا أبوح بأسرار غيرى الدفينة منذ يوم ولادتى ... فمنذ أن أعلنت قدومى الى الحياة بصرخة وأنا أصرخ بشكل مستمر بسبب صراع داخلى بينى وبين كل ما طرحه المجتمع على عقلى , فلا أحتمل أشياء كثيرة ولا أستطيع البوح بعدم التحمل فأكاد أسقط وسرعان ما أنجذب الى أعلى , فأنا لست كالأشياء التى تنجذب الى أسفل .

لقد نما الحب فى قلبى عبر السنين منذ نعومة أظافرى وأخذ الحب ينمو ويتسع حتى احتوى كل العالمين , برغم التحدى الذى يلازمنى ويطرح نفسه على أفكارى وأغوص فى دائرة القديم والحديث , الأمس واليوم , الجمال والقبح, الشرق والغرب , العلم والجهل , وكل شىء ومضاده فلا أجد إلا طريقى الذى سلكته منذ البداية الذى يخلو من الحقد والكراهية والنميمة وكل ما هو فى غيرى ويتحدث عنى بسوء .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط