الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إسرائيل دولة صديقة!


هل أصبحت إسرائيل دولة صديقة ومُحبة للعرب؟ هل نتوقع أن تنضم قريبًا إلى الجامعة العربية؟

يبدو أن هذا ليس بمستبعد خصوصًا بعدما توافقت الإرادات العربية – الإسرائيلية في مأساة سوريا بشكل خطير!

وأصبحت كل من الإرادة العربية العاجزة والإرادة الإسرائيلية القوية في سوريا متوحدة تمامًا في التصدي للخطر الإيراني والعمل على ازاحته أو وقفه بمختلف السبل.

بالطبع تلاقي هاتين الإرادتين بهذا الشكل فضيحة سياسية للعرب ليس بعدها فضيحة. لأن تل أبيب ستبقى أبد الدهر دولة محتلة ومغتصبة للحقوق العربية وبسببها وعلى مدار 70 عامًا لم يخرج العالم العربي من آتون الحروب ودفع ثمنًا فادحًا من حياة جنوده وشبابه على الجبهتين المصرية والسورية.

علاوة على عشرات الشهداء الذين يتساقطون على مدى الساعة في فلسطين في مواجهات دموية ووحشية مع قوات الاحتلال الاسرائيلي.

لكن في موضوع سوريا بالذات، وبعدما أصبحت رقعة شطرنج تلعب عليها كافة القوى في العالم. فقد تقاربت الخطوات العربية – الإسرائيلية الى درجة كبيرة ومفزعة وفاضحة. لقد سقطت الحدود تماما في سوريا بين ما هو مقدس وما هو محرم ومع ما هو مجرم!

ففى سوريا كانت القضية العربية من قبل واضحة تمامًا، وهى التصدى للاحتلال الاسرائيلي الغاشم في هضبة الجولان السورية والمستمر حتى اللحظة منذ 41 عامًا. باعتبار إسرائيل دولة لا تزال مغتصبة لأراضٍ عربية في الجولان السورية ومزارع شبعا اللبنانية ومُحتلة لكامل الاراضي الفلسطينية.

لكن هذا الحق المقدس في الدفاع عن الأرض المغتصبة في سوريا تلاشى تماما الآن، ولم يعد في ذاكرة أحد أو في حسابات أحد وكأنه أصبح التواجد الاسرائيلي في الجولان السورية أمرًا مشروعًا أو قضية مفروغ منها!

وبسبب العجز العربي الفاضح، عن تبني موقف سياسي موحد تجاه المهزلة الانسانية في سوريا والتصدي لكافة الأعمال الإرهابية والوحشية والمجازر التي تحدث على مرآى من العالم واكتفاء الدول العربية بدور المشاهد.

بادرت إسرائيل خلال الأيام الماضية، بتوجيه ضربات صاروخية إلى عشرات المواقع الإيرانية في سوريا. وقال نتيناهو رئيس وزراء إسرائيل وتبعه وزير الدفاع ليبرمان أن إسرائيل لن تسمح بتحول سوريا إلى قاعدة إيرانية على غرار حزب الله في لبنان وانها ستتصدى بكل قوة للوجود الايراني في سوريا.

وبعدها تحركت إسرائيل في سوريا للدفاع عن مصالحها في عدم اقتراب إيران أكثر من وجودها في الجولان أو اقتراب المسافة بينهما الى اكثر من ذلك.

بالطبع هذا لايعود إلى أدوار إيرانية قد تكون مرتقبة على صعيد القضية الفلسطينية أو صعيد المواجهة العربية – الاسرائيلية فطوال 70 عامًا من الصراع العربي – الاسرائيلي، لم تطلق إيران رصاصة واحدة على تل أبيب وكانت كل مواجهاتها إما مواجهات حنجورية عن إسرائيل الشيطان الأصغر أو القيام بدعم ميليشيا حماس.

ولكن إسرائيل تتصدى لإيران في سوريا لأنها تجاوزت حدود المتفق عليه. كما أنها تعلم أن ميليشيا حزب الله في لبنان تود أن يحدث تقارب وخطوط اتصال ممتدة بينها وبين ايران عبر الأراضي السورية حتى تحصل على السلاح والعتاد اللازم. لمواصلة أنشطتها الإرهابية.

فالتدخل الإسرائيلي في سوريا والقصف المتواصل للمواقع الإيرانية يأتي للدفاع عن مصلحة إسرائيلية خاصة. أما حقوق العرب أو أراضيهم فهذا ليس في الحسبان الاسرائيلي.

وتل أبيب لن تتورع أن تتقدم لاحتلال مناطق جديدة في سوريا، إن وجدت أن ذلك سيكون مفيدًا لها من الناحية الاستراتيجية ومواجهتها مع إيران.

أما نحن فقد بعنا القضية للأسف إلى الأمريكان والإسرائيليين ووقعنا أمام ذئب فارسي يلتهم الأراضي والدول العربية التهامًا دون أن يكون هناك موقف موحد يتصدى لتحركات ايران وخططها.

إن التصرفات العربية على الأرض وعدم صدور أي بيان عربي لادانة لعدوان الاسرائيلي السافر على الاراضي السورية يؤكد موافقة الدول العربية مجتمعة عليه للتصدي لإيران.

لكن القضية أخطر من أن تباع هكذا وبشكل رخيص لتل أبيب وواشنطن.

إسرائيل دولة عدوة ومحتلة وهناك حقوق عربية مغتصبة من جانبها.

ولا يجب ان يسقط الفارق هكذا بين المحّرم والمقدس لصالح الهمجية الإسرائيلية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط