الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حق "مريم" مش هايضيع يا "تريزا يا بنت ماي"


يوم الجمعة الماضي استقبل مطار القاهرة جثمان الطالبة المصرية (مريم حاتم مصطفى ) قادمة من العاصمة البريطانية لندن على متن طائرة مصر للطيران رقم 780 بعد الإفراج عن الجثمان بعد 58 يوما من وفاتها متأثرة بإصابتها داخل احد المستشفيات ببريطانيا عقب الاعتداء عليها على يد 10 فتيات .. 

ووقتها جرى اتصال هاتفي بيني وبين الأستاذ حاتم مصطفى والد الطالبة مريم وأكد لي الأب المكلوم في وفاة ابنته أنه لن يتنازل عن حق ابنته سواء من الفتيات المُعتديات عليها بالضرب أو من المستشفى الذي أهمل علاجها وتسبب في وفاتها بعد أن تعرضت لأبشع أنواع الإهمال الطبي داخل مستشفى (كوينز رويال) وأنهم أجروا لها 7 عمليات جراحية خلال 6 أيام فقط وأن هذا وضع كإرثي لا يتحمله أي إنسان فضلا عن عدم تشخيص الحالة بشكل دقيق منذ دخولها المستشفى علاوة على أنهم لم يقدموا لها الإسعافات الأولية بمجرد دخولها المستشفى .. 

من المعروف أنه فور دخول أي مريض إلى المستشفى تجرى له أشعة مقطعية على المخ خلال فترة الإسعافات، لتشخيص الحالة بشكل دقيق، ولكن هذا لم يحدث مما ترتب عليه تشخيص خاطئ أدى إلى تدهور صحة ابنتي وأكد لي إنه لن يسكت عن حق ابنته لأن المستشفى تعامل معها بتقصير وإهمال شديدين، ومنذ أن دخلت العناية المركزة بعد اكتشاف أنها تعانى من نزيف فى المخ، على الفور طلب الطبيب نقلها إلى غرفة عادية، واستمروا بنقلها عبر أروقة المستشفى لأكثر من نصف ساعة وهى ليست فى وعيها، وبعد ٤ ساعات اتصلوا بنا وطلبوا أن نأتى سريعًا إلى المستشفى، وظننا أنها استيقظت، 

وفى مساء ذلك اليوم كانت مريم قد فتحت عينيها ونظرت إلينا مرتين على مدار اليوم وقال المهندس حاتم مصطفى :«عندما وصلنا وجدنا أن الخراطيم التى كانت موصولة بالشق الحنجري مليئة بالدماء، ومن المفترض أن توصل بالأكسجين، نظرًا لأنها كانت في غيبوبة على مدار عدة أيام وبكى الرجل وأكمل: شعرت بالذعر وانفعلت على الأطباء وسألتهم لماذا نقلتم ابنتي من العناية المركزة وهى لا تزال في حالة خطيرة، واستمروا يجرون جراحة يوميًا لابنتي ..ولم يستطيعوا تحديد مصدر الدماء أو تدهور حالتها، حتى امتلأت رئتها اليسرى بالدماء، وعانت من مشكلة في القلب بالإضافة لنزيف المخ وبعد ٩ عمليات، توفيت ابنتي، ورحلت فرحتي الأولى عن الدنيا ... 

وأكد أن حق «مريم» لن يأتي من بريطانيا بل من مصر، قائلًا: أعلم أن مصر لن تقبل بما حدث لابنتي مريم ابنتكم وأختكم كلكم وكل مصري أصيل له الحق فيها. .. وللأمانة الشديدة بقدر حزني الشديد وألمي وتعاطفي مع الأب المكلوم في فلذة كبده .. كان تخوفي من أن لا يجد الدعم المطلوب لقضيته وحقه في أن ينال من تسببوا في وفاتها العقاب جراء جريمتهن الشنعاء .. 

إلا أنه أكد لي في اتصال آخر لاحقا أن الخارجية المصرية ونيابة التعاون الدولي والسفارة المصرية بلندن والسفير ناصر كامل سفير مصر لدى المملكة المتحدة أتصل به إنه سيتم التعامل مع قضية الطالبة مريم على عدة محاور تتركز فى المساندة النفسية والمعنوية للأسرة، وذلك مع فريق كامل يقوده القنصل العام السفير علاء يوسف، ونائب وزيرة الهجرة ومستشار السفارة المصرية.وعلى الجانب الإجرائى سيتم العمل على نقل الجثمان إلى مصر ليدفن فى أرض الوطن، 

فضلًا عن المتابعة مع السلطة التنفيذية، لتحريك دعوى جنائية ضد المتسببين فى الوفاة، مشيرًا إلى أن هناك بُعدًا قانونيًا للقضية يتعلق بالتعامل الطبي مع حالة الطالبة المصرية، وما إذا كان قد تم التعامل معها طبيًا بشكل سليم أم لا وأكدت مصادر في وزارة الخارجية، أن سامح شكرى وزير الخارجية يتابع بشكل شخصي، مع السفارة المصرية بلندن تطورات القضية فى إطار تعليمات واضحة بأن هذه الحالة وأوضاع المصريين فى الخارج بشكل عام على رأس اهتمامات البعثات الدبلوماسية فى الخارج. 

بينما وصفت السفارة البريطانية فى القاهرة خبر وفاة مريم بـ «المأساوي»، مشيرة إلى أن «التحقيقات مستمرة فى الاعتداء المروع لضمان تحقيق العدالة، ونحن على اتصال وثيق بالشرطة البريطانية والسفارة المصرية، للتأكد من أن أسرتها لديها الدعم الذي تحتاجه 

وكانت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية قد سلطت الضوء على حادث مقتل الطالبة المصرية مريم وأوضحت أنه من المقرر إجراء فحوص أخرى على جثمان مريم من قبل الجهات الأمنية البريطانية، إذ ما زالت تحقيقات الشرطة جارية لمعرفة هوية القتلة، وتم اعتقال فتاة تبلغ من العمر ١٧ عامًا كانت مشتبهًا بها، وتم إطلاق سراحها بصورة مشروطة وبكفالة ..  

وكان التحرك الرسمي المصري سريع بخلاف ماكان يحدث عبر عقود سابقة مع المواطن المصري المغترب و تحركت الجالية المصرية مشكورين وعلى رأسهم مصطفى رجب رئيس البيت المصري في بريطانيا وللأمانة هذا الرجل مشهود له بالجدعنة في كافة المواقف التي يتعرض لها المصريين في المملكة المتحدة وغيره كثيرين ..

وأيضا السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة وشئوون المصريين في الخارج تتابع سير التحقيقات بشكل يومي وخيرا فعل كذلك مجلس النواب سواء في لجنة العلاقات الخارجية أو لجنة حقوق الإنسان في متابعة القضية ومساندة الأب المكلوم في وفاة إبنته في الغربة .. 

وفعلا .. حق مريم لن يأتي من بريطانيا ولا من تيريزا ماي القاطنة في 10 دواننج ستريت .. وإنما حق مريم سيأتي من مصر .. وكذلك حق كل مصري مغترب أصبح له في وطنه من يدافع عن حقوقه ويسانده في غربته بعد عقود طويلة إنقطعت فيها أحبال الود بين المواطن المصري في الغربة وبين سفارة وطنه مصر .. والله المستعان ٍ
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط