الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زين ربيع شحاتة يكتب: "سامول" بعد تكريم "المُحافظ" تنتفض للحفاظ على قدوتها

صدى البلد

"سامول" أو حسناء الريف تلك القرية تابعة لمركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية والتى كرمها اللواء أحمد ضيف صقر محافظ الغربية أثناء افتتاح أحد المشروعات التنموية التى تحظى بها القرية و تتصدر قائمة القرى المصرية لما بها من مشروعات خدمية تم إنشاؤها بالجهود الذاتية لأهل القرية متوسطة الدخل والتى تتميز بنسيج اجتماعي يربط أهلها رغـــم كتلتها السكانية الضخمة فكان ناتج هذا التماسك حزمة من المشروعات التى تفوق تكلفتها التصور من مدارس ومعاهد و منشآت طبية متنوعة مثل مركز غسيل الكُلى و المسالك البولية التى يشرف عليها تطوعًا مشاهير طـــب الكُلى والمسالك البولية فى مصر، ما جعل المسئولين وأجهزة الإعلام تتسابق لمتابعة هذه القرية و النظر إليها كنموذج للدولة المصرية يحتذى به ويمكن تطبيقه فى مناطق أخرى ، نموذج يعكس طاقة مصر الكامنة فى شعبها.

ولا يمكن لأى عمل عام يستهدف خدمة المجتمع أن يتم بدون قيادة (تخدم ولا تنتظر) ، قيادة لا تسعى إلى تصدر الصفوف بل تدفعها الصفوف لقيادتها ، فتصدر صفوف "سامول" رجل من داخل القرية جمع بين العلم التربوى من عمله بوزارة التربية والتعليم و العلم الدينى النابع من ثقافة وسطية مجردة ، ما جعل له بصمة تتوغل تلقائيًا داخل عقل ووجدان أجيال القرية وبخاصة الشباب فما من طبيب أو مهندس أو ضابط أو عامل إلا ولهذا الرجل بصمة فى وجدانه لا يمحوها زمن ولا يدركها نسيان ، بصمة كان لها الفضل فى إلتفاف الجميع حوله ليقطف فى عقد عمره السادس ثمرة تاريخ من الثقة جعلت منه قائد للعمل العام داخل هذه القرية وجعلت من أسمه نغمات رنانة على ألسنة المسئولين والنواب بالإضافة إلى أهل القرية والقرى المجاورة، ما جعله وجهة مرشحى البرلمان الطامعين فى دعم الكتلة التصويتية لهذه القرية وكل طامع فى عمل تطوعى يبغى به وجه الله ، ومن الملفت للحاج "جمال محسن القزاز" فارس سامول التطوعى أن طوال عمله الإجتماعى لم يُعرف له لون سياسي بل زهد المناصب و الألقاب واضعًا مصلحة "سامول" فى المقدمة لذلك لم يتعامل قــط مع طالب خدمة أو مٌقدم دعــم على خلفيته السياسية أو تاريخه أو ملامح شخصيته، ما جعل من الصعب على هذه القرية بالرغم من أعلامها فى شتى المجالات أن يخُلف هذا الرجل من له نفس الملامح و المكانة و الخبرة.

وبعد تكريم محافظ الغربية القرية فى شخص "جمال القزاز" ومع إرتفاع سقف طموح أهل القرية يتعرض الرجل مثل أى نخلة أو شجرة مثمرة إلى القذف ما أعياه وكاد أن ينال من عزيمته التى يستمد الشباب منها طاقة أمل للمستقبل واستكمال مسيرة كفاح قرية وأهلها تمتد إلى عشرات السنين، فانتفض أهل القرية فى مظاهرة حب لدعوة الرجل ليتناسي ما قد يُعكر صفاء مسيرته و الأخذ بيد الشباب نحو المستقبل وكأنهم يعيدوا له بعض من طاقته التى منحها لهم فى الماضى فتم دعوة أهل القرية بالداخل والخارج للتعبير عن مكانة هذا الرجل فى نفوسهم فى محاولة لرد الجميل و فتح صفحة جديدة من العمل العام يتولى تنفيذها بأموال أهل القرية، ويرجع الدافع للكتابة عن هذه القرية وتجربتها للتأكيد على رمزية القدوة و أهمية تواجدها لقيادة الأجيال القادمة، فالماضى مفتاح المستقبل فإصرار شباب القرية على الحفاظ على قدوتهم التاريخية تأكيدًا على يقينهم بأهمية القدوة وطمعهم فى المستقبل.