الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.فتحي حسين يكتب: الموت البطيء على موائد المصريين !

صدى البلد

تظل قضية صحة المصريين هي القضية الأكثر خطورة طوال الوقت نظرا لارتباطها بحياة الإنسان ومسيرته منذ ميلاده حتي وفاته حيث يعيش الإنسان في متناقضات كثيرة لا حصر لها وفي ظل أوضاع صحية بائسة وسيئة يصعب معها تصديق أن لا يزال علي قيد الحياة بالرغم الظروف المحيطة به من كل جانب سواء من تلوث الغذاء أو غش في مكوناته بمواد مسببة لأمراض بهدف الكسب السريع للتجار وأصحاب سلاسل المحلات الشهيرة لبيع المنتجات الغذائية المختلفة ومصانع بير السلم التي تصدر لنا يوميا قنابل موقوتة وسموم علي موائدنا بصفة يومية تؤدي بنا إلى دنو الأجل , لكن مشيئة الله فوق كل شيء !

ورغم صدور العديد من القوانين التي تجرم استخدام بعض المواد شديدة الخطورة علي حياة الإنسان في تصنيع المواد الغذائية والسلع التي يمكن الاستغناء عنها لاسيما مع قرب حلول شهر رمضان المعظم الا اننا ما زلنا نعاني من تخمة القوانين وإفلاس في التطبيق علي أرض الواقع ! ربما نتيجة سيادة قيم الرشوة والمصلحة التي تمنع تطبيق القانون بواسطة موظفين تجردوا من الآدمية فتحولوا إلى حيوانات تأكل وتشرب ولا تفكر ولا تشعر بتأنيب الضمير!
 
فبرغم من صدور قرار يجرم استخدام مادة الفورمالين في تصنيع الجبن والألبان وحقن الدواجن وهي مادة تستخدم في حفظ الموتي والأنسجة البشرية من التلف إلا أن هذا القرار ذهب أدراج الرياح واستقرت تحت أقدام أصحاب المصالح من الحيتان الذين استحلوا العيش الحرام وأصبحوا قادرين علي شراء أي شيء تراه أمامهم دون مراعاة لدين أو أخلاق وقيم فتكون النتيجة هي إصابة شريحة كبيرة من الفقراء بأمراض خطيرة تكبد الدولة ملايين ومليارات من الجنيهات من أجل تخفيف آلامهم مثل السرطان والفشل الكلوي والكبد الوبائي والكلي وغيرها من الأمراض الخطيرة التي أصبحنا نتفوق فيها علي مستوي العالم ..!

كما أن معظم الدواجن تم حقنها بمادة الفورمالين والهرمونات المحفزة للنمو لتحقيق مكاسب مادية سريعة لأصحابها وتعتبر هذه المواد علي رأس قائمة المواد شديدة الخطورة علي صحة الإنسان وفقا لمنظمة ا ف دي ايه الأمريكية والتي كشفت من خلال إبحاثه أن استخدام مثل هذه المواد يسهم في تدمير الكبد الإنساني وأنسجة الجسم كما أن معظم الأمراض التناسلية وأمراض الذكورة انتشرت في الفترة الاخيرة نظرا للتوسع في استخدام هذه المواد في حقن الدواجن .

بالإضافة إلي أن معظم مصانع اللحوم تستخدم مادة الطلاء في منتجاتها دون أدنى رقابة حيث تقوم هذه المصانع بإضافتها لإعطائه اللون الوردي المناسب والجذاب للمستهلكين وبرغم أن هذه المادة تسبب السرطان والفشل الكلوي حيث تلتصق بجدار المعدة ولا تدخل في عملية الهضم حيث تشغل كتلة من البكتريا والفيروسات التي تدمر أجهزة الجسم ! كما ان استخدام مثل هذه المواد كالملامين في صناعة الأغذية المغشوشة والتي تأتي إلينا من مصانع تحت بير السلم وغير المرخصة خاصة في غذاء الأطفال ويقبل عليها الفقراء في بلادنا – وما أكثرهم - تسبب تدمير كامل للجهاز الهضمي ثم اصابته بالانتفاخ والقيء والإسهال ثم فشل في وظائف الكبد والكلي, مما يترتب عليها تدمير الجهاز المناعي للإنسان!  
ويحدث هذا في ظل غياب الرقابة علي مصانع بير السلم التي تصنع المواد الغذائية دون التزامها باي معيار للسلامة المواطنين وتعد مصر الدولة الوحيدة في العالم التي تستخدم فيها مواد محرمة دوليا مثل الفورمالين والملامين وبودرة السيراميك التي تسبب في ارتفاع حالات الوفاة بالإضافة إلى تسبب ارتفاعات مذهلة في نسب الأمراض البكتيرية والفيروسية مثل السرطان والالتهاب الكبدي الوبائي والغسيل الكلوي حيث شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعا بمقدار 35% في الأمراض ! فلابد من تشديد الرقابة علي المصانع وحظر المصانع غير المرخصة خاصة أن هذه المواد تساهم بشكل كبير في موت أنسجة الأطفال وبالتالي إصابتها بضمور في العضلات وتوقف في النمو. 

بالإضافة إلى أن زيادة الغش التجاري في مصر زاد للمعدلات كبيرة نتيجة عدم وجود عقوبات رادعة لأصحاب الضمائر الخربة الذين لا يكترثون باذية وتدمير صحة المواطنين. ولابد من تنفيذ المادة السادسة من القانون رقم 10 لسنة 1952 والذي تصل فيه عقوبة الغش التجاري الي السجن لمدة طويلة إذا تبث إدخال مواد غير صالحة للاستهلاك الآدمي في عمليات التصنيع وعليه فلابد من قيام وزارة التموين بتشديد الرقابة علي الأسواق خاصة علي السلع الغذائية وإلغاء تراخيص المصانع المخالفة، بالإضافة إلي عدم الاكتفاء بتحرير المحاضر !فمعظم دول العالم حرمت الاستعانة بهذه المواد في تصنيع المواد الغذائية إلى أننا حتي هذه اللحظة ما زلنا نتناوله في غذائنا بالرغم من تكلفة العلاج التسمم بهذه المواد تمثل عبء كبير علي ميزانية الدولة ..الصحة هي أثمن ما يملكه الإنسان والأسرة التي هي اللبنة الأساسية للمجتمع فبدون الصحة لا توجد تنمية ولا يوجد مجتمع !.