ياسمين على .. لحظة الوعد

لم تنجرف خلف مسابقات الغناء المنتشرة على الفضائيات وذلك أكثر ما أعجبنى فى تجربتها، كما لو كانت تعرف أن الشهرة سوف تأتى ولكن بوقتها، لم تبحث عن مسابقة و إنما جعلت الجمهور هو من يبحث عنها.

يقول المثل الشعبى المصرى (السعد وعد)، نعم ولكنه أيضا يأتى نتيجة الكثير من التعب والتجارب، و الاحتكاك بمجال العمل وفهم تفاصيل كثيرة حول مجال العمل.

فالسعد يفتح بابه الوعد بعد أن تكون أهلا له.

لفت انتباهى كثيرا فى الفترة القصيرة الماضية غناء فنانة شابة فى مقتبل العمر لأغنية تتر مسلسل (كلام علي ورق) و التى غناها للتتر النجم (لؤى) فى الحقيقة أنه أداها بشكل جميل وهو فنان يملك موهبه وصوت متميز، ولكن الأغنيه نجحت فى حدود زحام الأغانى و الأعمال الدرامية الرمضانية.

بالتأكيد أن الأغنية متميزة وكلماتها ذات دلاله وتحمل بعض الحكم الحياتية التى لابد أن تكون قد لمست من يسمعها بشكل أو بآخر للمؤلف (تامر حسين) و يسعدنى أننا نجد تجارب قيمة و جميلة فى الآونة الأخيرة نتحدث عنها .

لكن ما لفت إنتباهى بشكل حقيقى هو النجاح الكبير الذى حققته الأغنية عندما غنتها ياسمين على بصوتها و شاركتها عبر حسابها الشخصى لموقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، غنتها و هى فى منزلها، أتخيل فى لحظة انفعال فنى بكلماتها ولحنها بدون أجهزة صوت، أو استوديو، ولا حتى ملابس رسمية.

إنما هى لحظة الوعد التى نتحدث عنها، ياسمين على تدخل فى تجارب غنائية منذ كانت بالمدرسة فى سن التاسعة، ثم محاولات غنائية و تمثيلية بالدراما التليفزيونية مع الفنان محمد صبحى، ثم الغناء بدار الأوبرا المصرية حيث التواصل الحقيقى والتعامل مع الفنانين والفرق الموسيقية الجادة، وقد حازت على جائزة زويل للغناء من دار الأوبرا، مما يعنى أنها سلكت الطريق الصحيح لتنمية صوتها وتدريبه تدريب حقيقى، دون الاهتمام بأقصر الطرق للانتشار والغناء بأى شكل، وما أكثرها الآن.

الفنان الموهوب الحقيقى يعرف طريقه، ومن الصعب أن يحيد عنه مهما كان شاق، فهو لدية طاقة تطغى علي باقى جوانب حياته وشخصيته، ولكن لكى يتحقق وعده لابد أن يعمل علي تنمية شخصيته بالثقافة، لابد أن يكون له بعد فلسفى فى الحياة، أن يكون له طريق واضح فى تفكيره حتى لا يفقد بوصلته، حتى يكون له إتجاه بالفن وبالحياة.