الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد شمس يكتب: إذا تحدثنا عن مصر فليصمت الجميع

صدى البلد

سبع سنوات وأربعة أشهر منذ قيام ثورة 25 يناير، ومازلنا في مأزق لا ينتهي من كثرة ما هل علينا من كم المحللين السياسيين، والاقتصاديين، والعسكريين، ولأول مرة نكتشف اياهم، ذلك غير المحبطين، و"المطبلاتية" وأنواع كثيرة جدا منهم، ولكن ما يشتركون فيه جميعا هو عدم الإدراك والكلام المبعثر و"وصلات الردح"..!

سبع سنوات وأربعة أشهر منذ الثورة واكتشفنا فجأة فيهم كل ما كان مختبئ ومستور، من إحباط غير مبرر، وهجوم غير مسبب، وأسئلة بلا منطق وأجوبة بلا سند، والمهم إن معظمهم ممن يتكلم لا أكثر، المهم فقط انه يتفوه والسلام!

سبع سنوات وتتوالى علينا عدة فضائيات مصرية وأخرى عربية تخصصها ومجمل أهدافها فقط هو "وصلات الردح"، ناهيك عن برامج الغناء والرقص والمواهب الفظة والتي بلا حسد لا حصر لها! "شوف الراقصة دي والحق الكليب ده واتصدم من الفيلم ده"!

وسماع ومناقشة أراء ملحدين أو من يدّعون النبوة وعلم الأبراج وغيرهم كثيرا، وان كان يبعث ويضيف الى المشاهد شيء، ما يضيف إلا التفاهة والانحطاط الاخلاقي والذوق العام.

والغريب من ذلك؛ بعد كل ذلك العبث نقول كلمة (مصر) باستهزاء تارة واستخفاف تارة أخرى والحديث عن مصر بأرضها وسماها وبحرها ونيلها.

أيها العابثون.. دعوني اشرح لكم ما هي "مصر"، مصر هي أول دولة باسم الدولة وأول حكومة مركزية في التاريخ، مصر هي أول دولة لها جيش نظامي في التاريخ، وأول من علم الحضارة وعلومها من هندسة، وفلك، وطب، وصدرها لكل العالم وأولهم الصين والآشوريين، وكل يوم نكتشف أن أجدادنا اكتشفوا لما هو أبعد من أمريكا وأستراليا.

مصر صاحبة أول معجزة معمارية و من عجائب الدنيا "الهرم الأكبر" تلك المعجزة المعمارية والذي الى الآن لا أحد يعلم كيفية بناءه كيف تمت بالضبط! وأبو الهول، ذلك التمثال الذي أجمعت معظم الدراسات الجيولوجية ان عمره يببغ أكتر من 800000 سنة، نعم ثمان مائة ألف سنة! وغيره وأكثر وأكثر.

أيها العابثون، هل تعتقدون بعد كل هذا أن كلمة "مصر" بالشيء الهين أو البسيط، او الحديث عن حضارة ووزن وقيمة مصر، تحتاج منكم شيء؟!

وكلمة أخيرة.. "العيب فينا"، نعم فينا جميعا، في جميع من هم على أرضها ومنها، والخطأ منا، وايضا الجهل عندنا، وللأسف الغل بداخل بعضنا، وهل بعد كل تلك الحماقات والنوايا غير الحميدة بداخل الكثير منا تجاه مصر، هل لنا القدرة والجرأة أو "نستاهل" أن نعيش على أراضيها وتحت سماها ونشرب من نيلها؟!

والله وقسما بمن خلق سماها وأرضها ونورها.. لو كان لنا القدرة، لكانت "مصر" تعود لتحكم العالم من جديد، ولذلك إذا تحدثنا عن مصر فليصمت الجميع وينصت الى حجمها وقدرها وقيمتها.