الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.أشجان نبيل تكتب : ما بين العوار والمسمار

صدى البلد

وماذا بعد المأذون ؟
وماذا بعد الفرح والكوشة والجاتوهات؟

سؤال هام نطرحه ونوجهه لجميع الأطياف المجتمعية وبالأخص ( أم الدنيا ) ،،،،،، والسؤال المقصود به مشكلة محددة وهي (المرأة المطلقة)، والتي تجبرها دوما الظروف أن تتحمل أشكالا من الإهانة النفسية والمعنوية والبدنية وتجعل منها ضحية بسبب العادات والتقاليد والمفاهيم المغلوطة في المجتمع،،،،،، وذنبها الوحيد أنها دخلت تجربة زوجية ،ولم تستطع الاستمرار فيها لتخرج باحثة في المجتمع عن فرصة عمل لتستطيع العيش وسط غابة الحياة لتكتشف أنها مطمع من الجميع ومحط الأفكار السيئة من أصحاب العمل ومن يحيطون بها إلا من رحم ربي وتكتشف أنها كل يوم تلتقي (بالمسمار) الذي يُغرس في نعش أفكارها.

ولتواجه صراعا آخر مع الأسرة والأقارب وهو ( العوار) والذي يلتهم من روحها كأنها أجرمت لأنها لم تكمل في بيت رجل لم يتناسب معها وتظل دوما في دائرة من الشكوك في تحركاتها وأخلاقها، والبحث المستمر لها عن زيجة أخرى ، وأيا تكون هذه الزيجة المهم أن يتخلص الأهل جاهدين من هذه المرأة الضحية والمغلوبة على أمرها حتي يتماشوا مع العادات والتقاليد المشوهة.

حولنا هذه المرأة البريئة إلى كائن مستهلك ومضطرب نفسيا ولا يمتلك الثقه في نفسه أو في الآخرين ،،،، ثم ماذا ننتظر من هذه المرأة في المجتمع؟؟؟؟؟؟

إلى متى سوف نظل نهرب من مشاكلنا ونغلفها بأوراق السلوفان المزيف حتى نجاري مجموعة من العادات والتقاليد المجحفة شكلا وموضوعات وابتعدنا عن معاملة (المرأة المطلقة ) وفقا لحكم الدين وشريعة الله فى الأرض
أصبحنا عبيدا لأفكار غريبه ومشوهة في مجتمعتنا العربية وسمحنا لأنفسنا أن ننصب منا ألهة للحكم علي (المرأه الضحية) التي قد تكون أبنتك أو أختك أو قريبتك أو زميلتك.

علينا جميعا أن نتكاتف لنضع بعض الحلول الواقعية للتعامل والتجاوب مع صرخة هذه الأنثي.

*** علي كل أسرة أن تحتوي ابنتها وأن لاتحكم علي الباقي من عمرها بالضياع وأن تمدها بالثقة الكافية في نفسها واختياراتها ومحاولة مساعدتها لإيجاد طريقها السوي والسليم من جديد وأن لا يسمحوا للعادات والتقاليد المجتمعية المشوهة أن تتحكم في مصائر بناتهن بمعني بسيط إن نتحول من العوار الي الحوار. 

*** علي مؤسسات المجتمع المدني والهيئات المتخصصة أن تقوم بعمل مجموعة من البرامج التوعوية الخاصة بتطوير ثقافة المجتمع والتنحي عن المظاهر والعادات الغريبة التي لا تبت بصلة لحقيقة الشرع والدين في معاملة المرأة المطلقة ، وأن يقوموا بعمل البرامج الخاصة بتأهيل هذه الضحية نفسيا وتعزيز ثقتها بنفسها ومحاولة مساعدتها للتعايش في المجتمع وبشكل محترم.

*** علي الدولة أن توجه الأجهزة المعنية بضرورة عمل حملات التوعية الخاصه بالشباب من حيث اختيار شريك الحياة حتى نتدارك مشكلة الطلاق ونحاول جاهدين التقليل من هذه الظاهرة والعمل علي إيجاد بعض المشروعات الصغيرة لمساعدة المطلقات على العمل والاندماج في الشريحة المجتمعية بشكل طبيعي.

*** نتمني من المجالس والمؤسسات والتي تندد بحقوق المرأة ليلًا ونهارًا إن تترك الشعارات الرنانة وتجتهد علي ارض الواقع في مساعدة هؤلاء السيدات لأنهم أصبحوا شريحة كبيرة في المجتمع ولا نستطيع إغفالها
لو سمحتم اتركوا مكاتبكم الفاخرة وأشتغلوا علي ارض الواقع. 

*** نناشد مراكز التعداد والإحصاء لا نرجو منكم أعدادًا فقط لهذة الطائفة ولكن نناشدكم أيضًا بضرورة معرفة الأسباب لحدوث ذلك حتي نستطيع العمل علي الحل. 

وفي النهاية أوجه حديثي (للمرأة المطلقة)،،،،عليكي أن تعلمي جيدا أنه لا يعيبك مطلقًا ولا يقلل منك إنك لم تستطعي الإكمال في حياة زوجية لم تجدي فيها الراحة.

وعليكي أن تعرفي أن التحدي صعب وقاس ولكن إيمانك بنفسك وشخصيتك ودورك الحقيقي في المجتمع هو من يصنع منك الفارق عن الأخرون فحاولي جاهدة أن تصنعي من نفسك تجربتك الفريدة.

ورسالتي للمجتمع وأفراده اتقوا شر العادات والتقاليد المغلوطة والمشوهة أحذروا أن تكونوا فردا من أفراد القطيع وابتعدوا أن تنصبوا من أنفسكم إلهه علي البشر.

أفيقوا حتي لا نستيقظ كل يوم علي صرخة امرأة وقعت في النعش مابين العوار والمسمار.