الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.فتحي حسين يكتب: طغيان الإعلانات وحق المشاهد

صدى البلد

تعتبر الإعلان الجزء الأهم والرئيسي في تمویل موارد جميع وسائل الإعلام بلا شك , سواء كانت صحف ورقية أو مواقع إلكترونية أوفضائیات وبالتأكيد فإن الهدف الأول والأعظم من الإعلان هو البیع وتحقيق الأرباح والمكاسب الخيالية وهذا شيء لا غبار فيه ولكن الشيء الذي يدعو إلى تدخل الجهات المسئولة عن حماية حق المشاهدين في متابعة الأعمال الدرامية أو برامج التوك شو دون أن يكون الوقت المخصص للإعلان هو أكبر من العمل الدرامي نفسه الأمر الذي يعد افتئات وانتهاك لحق المشاهد في متابعة ما يريده من أعمال وهذا ما تلاحظه مع المسلسلات الكبرى لفنانين كبار أمثال عادل إمام ويحيى الفخراني وآخرون مما يشعر المشاهد بالملل وضياع الوقت في مشاهدة إعلانات مكررة علي جميع القنوات بواسطة ممثلين ونجوم فن ورياضة وإعلام أحيانا كما في مسلسل عوالم خفية التي تنتجه شركة يمتلكها رامي إمام مخرج العمل وهو نجل الفنان عادل إمام به نصف ساعة تقريبا إعلانان في الفاصل الواحد حتي ينسي المشاهد أجزاء المسلسل وبعض المشاهد التي كان يتابعها من قبل الأمر الذي يفسد متعة المشاهدة وهو ما يطالب بالتدخل في هذا الأمر.

خاصة ان الإعلانات اصبحت تفرض نفسها ووجهات نظرها علي العمل الدرامي برمته وهى التى تتحكم فى الإنتاج وأجر نجوم المسلسلات والافلام وبرامج التوك شو والتسويق وكل عناصر العمل وهذا هو الواقع الذى يعلنه رجال الإعلانات والدعاية مباشرة أو بشكل غير مباشر، وأغلب هؤلاء الذين ينظرون فى الإعلانات والدراما يعرفون ذلك، والإعلانات ظهرت واتسعت من السبعينيات، وفرضت نفسها على كل تفاصيل شهر رمضان، بل حتى خارج الشهر، فإن الإعلان والتسويق هو الذى يفرض نفسه..

ومن ناحية اخري نلاحظ أن الإعلانات الخاصة في شهر رمضان المبارك تتسم أفكارها وادواتها ومضمونها بالغرابة الشديدة وعدم مراعاة الاخلاقيات في معظم الاحوال , وربما لا تحقق أهدفا بیعیة بقدر ما تركز علي المبالغة في العنف أو الإثارة أواستخدام سلوكیات أو ألفاظ غیر لائقة وربما بعض المشاهد المقززة والغير اخلاقية في ظل غياب تام للرقابة علي الاعلانات وجهاز حماية المستهك والذي لا يزال دوره ضعيف نسبيا في مواجهة هذه المشكلات والرقابة الصارمة علي الاسواق والاعلانات التي تذاع عبر فضائيات متنوعة تذيع اعلانات عن التخسيس وعن الزيوت والسمن والاطعمة والملابس والعقارات وبعض الاعلانات عن اشياء لا تتناسب مع جلال الشهر الكریم الذي له قدسية خاصة من كونه نزل القرأن العظيم فيه . 

ومع تنافس الفضائیات بالدراما والبرامج الترفیهة وزیادة حجم المشاهدة الخاصة من الجماهیر, حيث یتنافس أیضا عدد كبیر من المعلنین لاستغلال تعاظم حجم المشاهدة للتأثیر علي القرارات الشرائیة للسلع والخدمات أو علي الأقل تحسین الصورة الذهنیة للشركات والمؤسسات ,وتوظیف الوازع الدیني وفي ظل عدم وجود آلیة منظمة في المجتمع المصري لدفع أموال الزكاة وعدم وجود مصادر منظمة لتحصیل موارد الزكاة للعدید من الحملات الإعلانیة التي تدعو للتبرع إما للجمعیات الخیریة أو المستشفیات ومساعدة الفقراء وبل امتد الأمر إلي كثافة إعلانات التبرع وتوظیف جزء كبیر من عوائد التبرع للإنفاق علي الحملات الإعلانیة للتبرع.

ظاهرة الاعلانات وضبط عملها تحتاج الي اجهزة متعددة وليس جهاز واحد وتحتاج الي مسئولين يحبون الوطن ويعملون من اجله فقط وليس من اجل شهوة الاعلانات والمال لان تأثيرات الاعلانات خطيرة ليس علي نوعية محددة من المواطنين بل علي الشباب والاطفال الذين ربما يأخذون القيم والاخلاقيات والاعراف والسلوك من هذه الاعلانات !.