الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«بومبيو» يؤكد تصريحات ظريف ويطلق «رصاصة الرحمة» على الاتفاق النووي «الميت إكلينيكيا».. ويعلن نجاح خطة «بن سلمان» المضادة لإيران.. و«هاشتاج» يطالب بإسقاط النظام.. واشتعال الانشقاقات داخل النظام نفسه

حسن روحاني ودونالد
حسن روحاني ودونالد ترامب

  • بومبيو: الولايات المتحدة ستفرض على إيران عقوبات اقتصادية تاريخية
  • روحاني "الشعب يدعمنا".. والشعب "ارحل"
  • ظريف: الاتفاق النووي "مات إكلينيكيا"
  • اجتماع "فيينا" سيحاول الاتفاق مع إيران لمحاولة إرضاء ترامب

بعدما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قبل أسبوعين، انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني واستئناف العقوبات الاقتصادية الأمريكية عليها والتي علقت بموجب الاتفاق، لجأت إيران إلى الدول الـ5 المتبقية في الاتفاق، ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، بالإضافة إلى روسيا والصين، لإيجاد حل يبقي على الاتفاق بدون الولايات المتحدة، ويجنب إيران العقوبات الأمريكية.

روجت إيران خلال الفترة الماضية لاقتراب نجاحها في تحقيق تلك الجهود للنجاح المنشود منها، وأن الولايات المتحدة لن تستطيع العودة بالأوضاع إلى ما قبل الاتفاق، لكن ما آلت إليه الأمور مؤخرا من انسحاب الشركات الأوروبية من إيران، وتصريحات بعض المسئولين، لا يشير إلى ذلك.

خرج وزير الخارجية الأمريكي الجديد، مايك بومبيو، أمس، الاثنين، في خطابه المنتظر بالأمس، واضعًا 12 شرطًا لوقف العقوبات التي قررت الولايات المتحدة فرضها على إيران.

وأكد أن الولايات المتحدة ستفرض على إيران عقوبات اقتصادية تاريخية وغير مسبوقة إذا لم تنفذ هذه الشروط.

وحدد بومبيو هذه الشروط بأنه يجب على إيران احترام سيادة العراق، ووقف دعمها للحوثيين، وسحب جميع قواتها من سوريا، ووقف الدعم لحركة طالبان، والتوقع عن حماية قادة تنظيم القاعدة، والتوقف عن إطلاق تهديداتها بتدمير إسرائيل وإطلاق الصواريخ على السعودية والإمارات، الأمر الذي يؤكد نجاح الاستراتيجية الخليجية المضادة لإيران في المنطقة، والتي ظهرت جليا في زيارات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة.

وقال إن إيران عليها أولا الانصياع لجميع أوامر وطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ثانيًا عليها التوقف عن عمليات التخصيب الخاصة بالمشروع النووي، والسماح بزيارة جميع المنشآت النووية، ووقف مشروع الصواريخ الباليستية، وإطلاق سراح جميع المواطنين الأمريكيين المحتجزين، ووقف دعمها لحزب الله، وحماس وكل المنظمات الإرهابية.

تأتي شروط الولايات المتحدة متوافقة مع ما كشفته مصادر بالاتحاد الأوروبي لصحيفة "ذا فيلت أم سونتاج" الألمانية، أن مسئولي دبلوماسيي روسيا والصين وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وبريطانيا سيجتمعون الأسبوع القادم في فيينا عاصمة النمسا، تحت قيادة كبيرة دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي، هيلجا شميد، لبحث الخطوات القادمة بعد انسحاب الرئيس الأمريكي ونالد ترامب من الاتفاق النووي.

وأفادت تلك المصادر بأن هذا الاجتماع سيناقش عقد اتفاق نووي جديد مع إيران يقضي بالحد بالحد من تطوير صواريخها الباليستية وأنشتطها في المنطقة، وذلك لإقناع الرئيس ترامب برفع العقوبات الاقتصادية عن إيران.

وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على أن إيران لم يعد أمامها فرصة سوى الانصياع الذي تحدث عنه بومبيو، وأن يتخلى المسئولون الإيرانيون عن النبرة الجوفاء والتصريحات المستهلكة عن عدم قبول أي تعديل بالاتفاق أو التراجع عن تطوير برنامجها للصواريخ الباليستية، أو الخروج من سوريا.

وهذا أيضا ما نصح به بشكل أو بآخر أحد أعضاء مجلس الأمن القومي والسياسة الخارجية الإيرانية، فلاحت بيشه، الذي نصح النظام بعدم الدخول في تحد أو منافسة مع الولايات المتحدة، وأن يدع عهد التطرف الأمريكي هذا يستفيد من الفرص والظروف المتاحة له حتى يمر. وفقا لوكالة "إسنا" الإيرانية.

ربما إذا قال بيشه هذا التصريح في وقت آخر لتعرض لهجوم ضاري وشرس، لكن هذه النصيحة تبدو معقولة جدا بعد اعتراف وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف في اجتماع مغلق أمام البرلمان الإيراني، بأن الاتفاق النووي "مات إكلينيكيا"، وفقا لـ"بارس توداي" الإيراني.

حتى اللحظة لا تزال غيران تلعب دور "رد الفعل"، وحتى اللحظة لا تزال ردود فعلها على الأفعال الأمريكية مكررة.

وخرج ظريف للرد على بومبيو كعادته عبر "تويتر" حيث كتب تغريدة باللغة الإنجليزية: "إن الدبلوماسية الأمريكية الزائفة ما هي إلا مجرد عودة للعادات القديمة: حبيسة للأوهام والسياسات الفاشلة، تقودها المصالح الخاصة الفاسدة، وتكرر الخيارات الخاطئة ذاتها، وبالتالي ستجني النتائج السيئة نفسها".

وأضاف: "في الوقت نفسه، تعمل إيران مع شركائها على إيجاد حلول حول خطة العمل الشامل المشتركة (الاتفاق النووي) ما بعد الولايات المتحدة"، وكأن ثم اعتراف لم يقل أمام البرلمان.

وقال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، بعد تصريحات بومبيو، إنه ليس مقبولا أن تقرر واشنطن لإيران والعالم ما يجب عليهما فعله.

وأضاف أن وزارة الخارجية الأمريكية أصبحت تدار من قبل شخص كان يعمل في المخابرات الأمريكية، وخاطب بومبيو: "من أنت لتحدد للعالم ولإيران ماذا يجب أن يفعلوا؟ العالم الآن لم يعد يقبل أن ترسم الولايات المتحدة مصيره، لأن الدول مستقلة، لقد انتهى هذا العهد، وسنواصل طريقنا بدعم أمتنا".

لكن على ما يبدو لم يكن الرئيس روحاني دقيقا بالشكل الكافي حين تحدث عن دعم الأمة، حيث انتشر هاشتاج جديد تحت اسم ""IranRegimeChange للمطالبة بإسقاط النظام الإيراني، وذلك عقب ما قام به من جرائم في حق شعبه، وخاصة مع استمرار التظاهرات في البلاد ضد الأوضاع الاقتصادية.

وطالب المشاركون في الهاشتاج بضرورة إسقاط النظام الإيراني، والذي يتعامل مع شعبه بوحشية، بالإضافة إلى حالة السخط من جانب المجتمع الدولي ضد النظام الملالي على حد ما وصفه النشطاء على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".

وجاء ذلك عقب ساعات قليلة من الاستراتيجية التي أعلنها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو لتعامل بلاده إيران، وشروط بلاده لطهران من أجل عقد اتفاق نووي جديد.

وأضاف موقع "مجاهدي خلق" التابع للمعارضة الإيرانية الشعر بيتا، حيث أكد أن الصراعات بين جناحي النظام الإيراني (اليتار الإصلاحي بقيادة روحاني والتيار المتشدد بقيادة آية الله خامنئي) قد دارت رحاها، وهو ما كان متوقعا بعد قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق، بأنه يحمل كل تيار مسئولية فشل الاتفاق على الآخر.