الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أردوغان يخطط لإعادة «الخلافة العثمانية».. رئيس تركيا يستغل المسلمين لدعمه مقابل الحماية من التمييز.. وأوروبا تكشف الملعوب وترفض دخوله أراضيها

الرئيس التركي رجب
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

  • أردوغان تعهد باستثمار عدة مليارات في طريق سريع يربط بلجراد وسراييفو
  • رئيس تركيا يستغل الحشد الجماهيري للدعاية لحزبه قبل انتخابات يونيو
  • حث الأتراك المغتربين على دعمه وحزبه وشن حربا ضد الأكراد

وصفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية دعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للحشد في المؤتمر الإسلامي في البوسنة بمحاولة استغلال التجمع الجماهيري من أجل الترويج لعودة سطوة وهيمنة الخلافة العثمانية من جديد؛ حيث دعا المسلمين في جميع أنحاء أوروبا إلى دعمه عندما ألقى خطابًا على مسامع نحو 15000 شخص، معلنا عن أنه سيوسع نطاق تغطية وكالة الأنباء الرسمية التركية في أوروبا للرد على "الدعاية" التي تنشر ضد المسلمين، وحث الأوروبيين الأتراك على تحسين قوتهم من خلال كسب أماكن في البرلمانات عبر الكتلة.

وطرح أردوغان تساؤلات غريبة قائلا: "هل أنت مستعد للتدليل للعالم كله قوة الأتراك الأوروبيين؟ هل أنت مستعد لمنح المنظمات الإرهابية وأتباعها المحليين والأجانب صفعة عثمانية؟"، وفقا لتعبيره، بينما كان يحتشد ضد منتقديه، بما في ذلك حزب العمال الكردستاني.

وانتقد أردوغان البلدان الأوروبية التي رفضت السماح له بالقيام بحملات على أراضيها، حيث حث الأتراك المغتربين على التصويت له ولحزب العدالة والتنمية الحاكم في الانتخابات التي تشهدها تركيا الشهر المقبل.

وتعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في تركيا يوم 24 يونيو من شأنها أن تحول تركيا إلى نظام رئاسي تنفيذي تم إقراره بشكل ضيق في استفتاء أجري العام الماضي يحكم قبضة الرئيس على مقاليد الحكم في البلاد.

ووفقا لرأي المحلل السياسي التركي يانوش بوجاجسكي، وهو زميل بارز في مركز تحليل السياسة الأوروبية (CEPA)، حسبما عرضته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن أردوغان يعتبر نفسه "حاميًا للمسلمين في المناطق العثمانية السابقة"، ومن ذلك ما اتضح في قوله "بصفتكم الأتراك الأوروبيين، دعمتمونا دائمًا بفارق كبير، والآن نحتاج إلى دعمكم مرة أخرى في الانتخابات في 24 يونيو".

وأضاف المحلل التركي قائلا: "إن أردوغان قال ذلك في اجتماع حاشد في قاعة رياضية سارييفو، حيث لوح المؤيدون بالأعلام التركية والبوسنية".

وتشير الصحيفة البريطانية في تقريرها إلى أنه قبل استفتاء عام 2017، في تركيا، سافر الوزراء الأتراك إلى دول ذات جاليات تركية كبيرة - بما في ذلك ألمانيا وهولندا - للحث على دعم التغيير، لكنهم توقفوا عن القيام بحملات من قبل السلطات؛ بسبب مخاوف أمنية، لكن أردوغان قال في الشهر الماضي إنه يتوقع تنظيم حملة انتخابية في مدينة أوروبية.

وقال أردوغان في الحشد: "في الوقت الذي فشلت فيه الدول الأوروبية المشهورة التي تدعي أنها مهد الحضارة، أظهرت البوسنة والهرسك من خلال السماح لنا بالتجمع هنا بأنها ديمقراطية حقيقية وليست ما يسمى".

وقال المستشار النمساوي سيباستيان كورتز الذي يرأس ائتلافًا يمينيًا معارضًا لتركيا منضمًا إلى الاتحاد الأوروبي، الشهر الماضي، إنه سيتم منع أردوغان من "محاولة استغلال" المجتمعات الأوروبية في أوروبا.

وتقول ألمانيا التي يقطنها نحو ثلاثة ملايين نسمة من أصل تركي إنها لن تسمح لسياسيين أجانب بشن حملة على أراضيها قبل الانتخابات.

وفي وقت سابق، تعهد أردوغان باستثمار يصل إلى عدة مليارات من اليورو في طريق سريع يربط بلجراد وسراييفو.

وجاء آلاف الأتراك من ألمانيا وهولندا والنمسا ومن أنحاء البلقان للمشاركة في المسيرة.

وقال كوسكون سيليلوجلو، وهو طالب مقدوني من أصل تركي: "تركيا بلدنا الأم"، مضيفا: "لقد جئنا إلى سراييفو ليوم واحد فقط لدعم مخلصنا أردوغان" وفق زعمه.

كان أردوغان الأكثر شعبية - والانقسام - السياسي في التاريخ التركي الحديث، قد حكم لمدة 15 عاما، حيث كان يشرف على فترة من النمو الاقتصادي السريع، لكن حملة قمع واسعة النطاق ضد خصومه دفعت جماعات حقوقية وحلفاء غربيين من أعضاء حلف الناتو إلى التعبير عن مخاوفهم بشأن سجل تركيا في الحقوق المدنية واستبداد أردوغان المتنامي.

وذكرت وسائل الإعلام الرسمي التركية التي تديرها الدولة أنه كانت هناك معلومات إخبارية عن محاولة اغتيال محتملة ضد أردوغان أثناء زيارته إلى البلقان، وردا على سؤال حول هذا التقرير قال أردوغان: "لقد وصلتني هذه الأخبار، وهذا هو سبب وجودي هنا، لا يمكن لهذه التهديدات والعمليات أن تردعنا عن هذا الطريق".