الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بشرى التونسية تكتب: حواء ناعمة لكن أبدًا ليست بضعيفة

صدى البلد

أحمق ذلك الذي يقول إن المرأة كائن ضعيف، المرأة أقوى كائن يمكن أن تصادفه في حياتك ، يكفي أنها قوية بمشاعر الحنان والعطف والحب والأمومة التي تخلق معها ضمن غريزتها .. 
 
حتى وهي تلك الأنثى العاشقة ستجدها تنثر عليك كل ورود الاشتياق ... ستهبك روحا مضافة على روحك التي تحيا بها .. سترتل عليك كل طقوس الحب بجرأة لم تعهدها في طبعها الاعتيادي .. لأنها امرأة عاشقة رغم أنه في وطننا يعتبرون العشق جرم وتجاوز للعادات والتقاليد .. مع ذلك فهي لا تبالي .. بل ستتفنن في إسعادك طالما آمنت بتلك المشاعر الصادقة ...فكيف تكتسب هذه الجرأة وهي ضعيفة !!!

المرأة قوية رغم أنها تولد وتترعرع في مجتمع ينزع منها حريتها ابتداءا من ذلك البيت الذي يشمل الأب الذي يخاف على شرفها من المجهول .. أو الأخ الذي يغار عليها من نظرة صديقه المقرب. . ورغم هذا السجن الذي بالكاد تجد فيه للحرية منفذ كي تتطلع على العالم الخارجي فهي تستمر في المثابرة كي تصل إلى هدفها. . والذي هو تحقيق ولوالبعض من أحلامها التي كانت تزورها في الصغر 

المرأة قوية حتى في لحظات الانكسار سترمي الامها وراءها مثلما تنثر الفرس التراب عن نفسها بعد سقوطها ... ستقف دون الاستناد على أحد .. محملة بعزيمة لملمت شتاتها من أنات جرحها.... 

المرأة ذلك الكائن الناعم البسيط والبريء في محتواه .. تجده مفعم بالحيوية وعلى استعداد تام لمواجهة أصعب الظروف رغم أنه يفتقد لبنيان صلب ذلك الذي تمنحه الطبيعة للكائن الذكوري .. ان كان في تكوينه الجسدي أو العقلي ... 

المرأة ما أن تخذل أو تهشم تجدها تجمع ماتبقى لها من القوة وتتسلح بالصبر الهدية الربانية الذي منحه اياها كي تستمد طاقتها منه ... ستتحمل مسؤولية تعجز انت عن تحملها .. لان هناك محبة تأتي بالغريزة ... فهل مر عليك أن رجلا انفصل أو زوجته توفبت وتركت بحوزته أطفالا ولم يلتجأ بعدها للزواج بأخرى كي تعيله وإياهم. . بالمقابل المرأة المطلقة أو الأرملة ستجيد دور الأم والعائل والمسؤول المادي والعاطفي...

وما يجهله أغلب الرجال أن المرأة عند الخذلان حتى وإن بكت تأكد انها ستبحث على اول منديل تمسح به دموعها التي ذرفتها وان لم تجد منديلا ستمسح عبراتها في القميص الذي ترتديه كي ترميه في أول سلة مهملات مع الذكريات التي آلمتها وتتخلص منه للأبد. . ستقص ظفيرتها أوليس عشق الرجل الشرقي هو طول شعرها. . فتأكد انها ستتخلص منه وكأنها تتخلص منك .. ستبحث عن أول مزيل لزينتها التي تبعثرت على ملامح وجهها و تتفنن من جديد لرسم جمال لم تعهده من قبل فيها .. ستغير كحلها واحمر شفاهها وحتى رائحة عطرها .. وتغير كل ماكان يربطها بك ليس فقط بالمشاعر حتى في العادات .. وحتى خططها .. برأيك ياسيدي إلا يستحق كل هذا التغيير الجذري تكريما ... وهل هناك من سيقول انها كائن ضعيف.