الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عامل بناء: «الحر والصيام مابيموتوش.. قلة الشغل هيا اللي تموت».. صور

صورة لأحد عمال البناء
صورة لأحد عمال البناء

بالقرب من مدخل أحد أبرز الكمبوندات المتواجدة بحي 6 أكتوبر يجلس" عمر.ع" عامل باليومية بجوار عشرات من العمالة، في انتظار أن يتم اختياره من قبل أحد المقاولين وأصحاب الأعمال ليقوم بأي عمل يكفل قوت يومه وأسرته.. ولم يحول ارتفاع درجات الحرارة لما يتجاوز الـ 40 درجة عن سعيه للرزق.

يقول: "عندي 5 أبناء وكلهم مع أمهم بمحافظة الفيوم، ومأجرين شقة بالحي الأول بالشيخ زايد أنا و15 عاملاً مقابل 1500 جنيه شهرياً، وبسافر لولادي مرة في الشهر، وبحوّل لهم الفلوس أولاً بأول ، وببعتها مع كل زميل نازل البلد عندنا في الفيوم".

ويحكي "عمر": لا أمتك مؤهلاً دراسياً، وكل اللي أعرفه من 15 سنة هي الشغلانة دي، واتعلمت تشطيب وتركيب سيراميك وسباكة، وبناء عقارات وفيلات، وأوقات بنشتغل في مشروع بالشهور ولما يخلص المشروع نجلس في أماكننا بالحدايق ومداخل الكمبوندات، في انتظار أي مقاول لشغل يومي في شقق أو شهري في بناء فيلات وعمارات".

العمل خلال "رمضان"
"يضيف: بنشتغل حوالي 8 ساعات باليوم، وفي رمضان ممكن نشتغل الصبح حوالي 6 ساعات، وفي ورديات بعد الفطار برضه، مقابل 80 و90 جنيهاً في اليوم، وأوقات نقعد بالأسبوع من غير شغل.. الحياة بقت صعبة وكل حاجة غالية، وأوقات اليومية لا تتعدي 50 جنيهاً حسب الشغل، اللي ممكن يكون تكسير حيطان بس أو صب أسمنت، أو تركيب أخشاب أو صب أساس أو بناء أدوار، أو هدم ونقل طوب وزلط، أو تشطيب أرضيات وحوائط، لكننا مضطرون للعمل حتي لو ساعتين، لعدم توّفر فرص عمل أخرى".

الإجهاد الحراري
وحسب حديثه "ارتفاع درجات الحرارة متعودين عليه في بلادنا واحنا كنا بنزرع في عز الظهر، وأوقات يقع منا ناس ويجي لهم إجهاد حراري، ويومهم يضيع، ودايما بنلف شال أبيض مبلول مية علي راسنا، وفي اللي بيلبس كاب، وبنحاول نقلل تأثير الحر، وبعض الرجال وبالأخص كبار السن بيضطروا يفطروا، وبيقولوا ربنا حلل لأننا مضطرون نشتغل في عز الحر في شهر رمضان، وورانا عيال مستنية لقمة العيش، وأغلبنا من الصعيد والفيوم والشرقية".

أنهي عمر حديثه معنا، ثم عاد للجلوس علي الأرض بجوار زملائه، في انتظار أن يهل "زبون"، حتي لو كان العمل عبارة عن تركيب باب أو شباك ع الأقل نجيب ثمن إفطار يومنا، أو أصحاب العمل يفطرونا علي حسابهم"، موضحًا أن العمل خلال شهر رمضان غير مرهق لهم واعتادوا عليه: "إحنا مش بنموت من الحر، احنا ممكن نموت من جوع ولادنا لو ملقناش شغل النهاردة أو بكرة".

ارتفاع أسعار مواد البناء، أدي لقلة الأعمال الإنشائية وبالتالي قلة فرص العمل لعمال المعمار والصنايعية، ويقدر عدد عمال البناء، بحوالي بـ2 مليون و800 عامل، وفق إحصاء لوزارة القوى العاملة المصرية.

وخلال الأيام الماضية شهدت البلاد موجة ارتفاع درجات الحرارة والتي تجاوزت الأربعين درجة ببعض الأيام، وتوقع الدكتور أحمد عبد العال، رئيس هيئة الأرصاد الجوية، استمرار ارتفاع درجات الحرارة حتى السبت المقبل، موضحا أن يوم الأحد سيشهد بدء الانخفاض التدريجى لدرجات الحرارة.

نصائح "الصحة"
وهو ما دفع وزارة الصحة والسكان، لإعطاء سلسلة من النصائح لوقاية المواطنين من مخاطر ارتفاع درجات الحرارة التى تصل إلى حد الوفاة، كنتيجة للإصابة بالإجهاد الحرارى الذى تتسبب فيه مباشرة ضربات الشمس، والسعي لعدم التعرض للجو الحار أو أشعة الشمس مباشرة، ووضع قبعة أو غطاء على الرأس أو استخدام مظلة شمسية، وارتداء ملابس خفيفة فضفاضة فاتحة، ويفضل أن تكون الملابس قطنية وقت ارتفاع درجات الحرارة، مع التواجد فى أماكن جيدة التهوية ذات برودة معتدلة وقليل الرطوبة.

أعراض "الإجهاد الحراري"
ويعرف الإجهاد الحراري هو حالة مرضية تحدث بسبب التعرض الطويل لدرجات الحرارة المرتفعة والوقوف تحت الشمس، وهو من الحالات التي لها مجموعة من الأعراض الخطيرة و التي سوف نستعرضها في هذا الموضوع، كما أنه حالة مرضية لها مضاعفات تصل إلى حد الوفاة لا قدر الله، واعاضة تشوش الذهن، والتعرق بكثرة، وشحوب الوجه، وجفاف الجسم، مع الدوار والإغماء، والتعب العام، والصداع و ضيق التنفس.

جواز الإفطار لعمال البناء
جدير بالذكر أن دار الإفتاء المصرية، أوصت بجواز الإفطار فى نهار رمضان لأصحاب المهن الشاقة كالزارعين والحمالين والبناءين، والذين يبذلون مجهودا شاقا، خاصة إذا جاء رمضان فى فصل الصيف، وأن يكون هذا العمل هو مصدر رزقه الوحيد.

"من المقرر شرعًا أن من شرائط وجوب الصيام القدرة عليه، والقدرة التى هى شرط فى وجوب الصيام كما تكون حسية تكون شرعية، فالقدرة الشرعية تعنى الخلو من الموانع الشرعية للصيام، وأما القدرة الحسية فهى طاقة المكلف للصيام بدنيا، ومن القدرة الحسية أيضا ألا يكون المكلف يعمل عملا شاقا لا يستطيع التخلى عنه فى نهار رمضان، لحاجته أو لحاجة من يعول؛ فإن كان المكلف لا يتسنى له تأجيل عمله الشاق لما بعد رمضان، أو جعله فى لياليه فإن الصيام لا يجب عليه فى أيام رمضان التى يحتاج فيها إلى أن يعمل هذا العمل الشاق فى نهاره، كعمل البنائين والحمالين وأمثالهم، وخاصة من يعملون فى الحر الشديد، او لساعات طويلة".

اهتمام الرئيس
واهتم الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن التأمين على العمالة اليومية والطبقات الفقيرة، أعلن الدكتور محمد يوسف، رئيس الشركة القابضة للتأمين، إطلاق وثيقة تأمين للطبقات الفقيرة ومحدودى الدخل وعمال اليومية والمرأة المعيلة، بقسط شهرى لا يتعدى 4 جنيهات، استجابة لتوجيهات الرئيس، لحرصه على العمال والاهتمام بهم، والبحث عن وسائل تؤمن لهم الحياة والعلاج، في إطار تنفيذ مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي، للتأمين على العمالة غير المنتظمة، اجتماعيا وصحيا، وإعداد قاعدة بيانات كاملة لهذه العمالة، ووضع تشريع يحقق الهدف المنشود.