الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حينما يرتقي الذوق العام بالفن الصحفى


تمر مهنة الصحافة الآن بكثير من التطورات المتلاحقة , والتى أثرت بشكل كبير على الصحافة المطبوعة , مما ترتب على هذا التطور السريع البعد عن طبيعة الصحافة كصناعة ذات بعد فكرى وثقافى مغلف بالمسئولية وأفقدها الجانب الإبداعى الذى يستطيع من خلاله المبدع الصحفى ان يكون محررا أو رساما أو مخرجا أو مصورا أو مصمما للإعلانات مما أثر كل ذلك على طبيعة المحتوى الذى تقدمه كل الصحف بلا إستثناء والذى يتشابه مع بعضه الى درجة كبيرة جدا , بل لا أكون مبالغا أن تكون عناوين كل الصحف واحدة لدرجة التطابق.

كما أننى لابد أن أسلط الضوء ناحية ما افتقدته الصحافة من كونها رسالة تستهدف خدمة الإنسان والمجتمع الذى تعيش فيه وإتصالها بالواقع الإقتصادى والإجتماعى , هذا الفقد لم يكن إلا نتاج إنعدام تطبيق الفن الصحفى وخاصة لأنه لا يملكه كثير من الصحفيين , ذلك لأن الفن لا يرتبط بالدراسة الأكاديمية ولكنه يرتبط بالموهبة التى هى شرط أساسى لا مفر منه لخلق الصحفى الذى يقدم لصحيفته خبرا أو صورة.

ولا ننكر أن الصحافة الإلكترونية واحدة من أعظم وسائل الإتصال ما بين المجتمع والدولة , ولها مميزات كثيرة إلا انها تفتقد الحس والفن الصحفى القديم الذى يعمل على التشويق والإثارة بدون تكلف وبدون طمس الحقيقة , كما أن هذه الصحافة تفتقد الرؤية الصحفية العميقة إلا عند القليل , ذلك لأن هذه الصحافة تعتمد على تحقيق الربح والمكسب , أكثر من تحقيق الهدف الأسمى والأعلى للكتابة , وإذا صح أن نطلق أو نسمى الصحافة الإلكترونية فى هذا العصر فستكون هى : " صحافة التيك اواى " , لأنها تعتمد على السرعة ولا تعتمد على الدقة أو الفن والرؤية الثاقبة .

فالصحافة تعتمد على الواقعية ولكن يجب أن لا ننسى إثراء وتكوين خيال إبداعى لدى القارىء وذلك لمعالجة القصور والرؤية المحدودة لدى المتلقى العادى , فالصحافة لم يكن دورها الوحيد هو توصيل المعلومة ولكن دورها الأسمى يكمن فى المعالجة النفسية للمجتمع والأفراد وتوضيح زوايا الرؤية من أجل إيجاد حلول للمشاكل العالقة منذ فترات داخل المجتمع , ذلك لأن الصحفى والقارىء يشتركان فى فكرة واحدة وكل واحد له دور, ولكن الدور الأهم للصحفى الذى يترتب عليه رد فعل القارىء بعد تكوين رأيه وسماته الشخصية بل وكينونته كلها .

ياسادة ... كلما إستطاع الصحفى ان يصل بقلبه الى الجماهير إستطاع أن يحقق الهدف الأساسى لمهنة الصحافة والصحفى نفسه , وهذا لن يعود إلا بعودة صحافة الدراسات العلمية والأدبية والتحرر من صحافة الخبر فقط وذلك لتنمية وعى القراء بالعلوم فرسالة الصحافة لا تقف عند حد البحث عن الخبر أو المقال ولكنها تتعداه الى التقويم والتثقيف وخدمة الصالح العام وقيادة المجتمع الى الأفضل.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط