الرئيس اللبناني يكلف الحريري بتشكيل حكومة جديدة.. التكليف الجديد هو الثالث في حياة الحريري.. والرئيس المكلف يؤكد: منفتح على الجميع

• تكليف الحريري بتشكيل الحكومة اللبنانية
• الحريري يكلف الحكومة وسط تراجع عدد أعضاء كتلته النيابية
• حزب الله يرفض دعم الحريري
• الرئيس المكلف يؤكد انفتاحه على الجميع

كلف الرئيس اللبناني، العماد ميشال عون، مساء أمس الخميس، رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري بإعادة تشكيل الحكومة الجديدة، وجاء هذا التكليف بعد استشارات نيابية أجراها الرئيس عون طوال اليوم، حصل خلالها على تأييد غالبية الكتل النيابية المنبثقة عن انتخابات السادس من مايو. وفي ختام يوم الاستشارات النيابية الملزمة دستوريا، أيد 111 من أصل 128 نائبا تكليف الحريري بتشكيل الحكومة الجديدة، وفق ما أعلنته رئاسة الجمهورية اللبنانية، فيما امتنع عن التصويت له، حزب الله، النائب جهاد الصمد، والنائب بوليت ياغوبيان.

على هذا الأساس استدعى العماد عون، الحريري إلى القصر الرئاسي لكي يبلغه بتكليفه تشكيل الحكومة الجديدة، وبدوره، أكد نائب رئيس مجلس النواب، إيلي الفرزلي، التزامه بترشيح الحريري لرئاسة الحكومة. مشيرا إلى أن "السبب الموجب الذي يملي عليه الالتزام بترشيح الحريري هو تبني مبدأ الممثل للمكون الذي ينتمي إليه تمثيلا صحيحا وعادلا وقويا​​​​​​".

ووفق البروتوكول الرئاسي، استهل عون استشاراته النيابية بلقاء الحريري، الذي صرح للصحافيين بأن هذا اللقاء "بروتوكولي"، وبالتالي فإن كتلة "تيار المستقبل" هي التي ستسمي رئيس الحكومة المكلف.

وكان الحريري قد قال في تصريحات صحافية يوم الثلاثاء الماضي إن قرارًا اتخذ لتشكيل حكومة جديدة على وجه السرعة، وأضاف، أعتقد أن العقوبات على حزب الله، قد يكون لها تأثير إيجابي وإمكانية في تسريع ولادة الحكومة الجديدة".

وقال الحريري بعد تكليفه بتشكيل الحكومة: "شرفني فخامة الرئيس بتكليفي تأليف الحكومة، وسأنكب من هذه اللحظة على عملية تشكيل حكومة وفاق وطني، وستتابع الحكومة الجديدة أزمة النزوح السوري ومتابعة الإصلاحات التي وعدنا بها". وأكد الحريري أنَّه "لمس جدية من الجميع لتسهيل تشكيل الحكومة الجديدة، وهي مدعوة لمواصلة الإستقرار السياسي وتعزيز مؤسسات الدولة والنهوض بالوضع الإقتصادي".

وأضاف رئيس الوزراء المكلف: "علينا العمل على مكافحة الفساد، والكلام الذي صدر عن فخامة الرئيس بالأمس بهذا الشأن مهم جدًا ويجب البناء عليه، وأمدُّ يدي الى جميع المكونات السياسية في البلد للعمل معًا لتحقيق ما يتطلع اليه اللبنانيون، ولن أوفر جهدًا في العمل على تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن"

وتابع الحريري: "لدى الجميع نية في تسهيل عملية تشكيل هذه الحكومة وما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا، ويجب على حكومة الوفاق الوطني أن تلتزم بسياسة النأي بالنفس، ولدينا تحديات اقليمية كبيرة ولن تحمينا إلا وحدتنا، وأنا منفتح على الجميع إنما لديّ بعض المواقف من بعض الأمور، وعندما نكون متوافقين نستطيع حل الكثير من القضايا ولا يتمكّن أحد من التدخل في ما بيننا".

وتولى الحريري رئاسة الحكومة اللبنانية مرتين فيما مضى ليكون هذا التكليف هو الثالث لسعد الحريري في تشكيل الحكومة اللبنانية، ففي الفترة من 2009 وحتى 2011 ترأس الحريري حكومة وحدة وطنية ضمت معظم الأطراف اللبنانيين، ثم أسقطها حزب الله وحلفاؤه وبينهم الرئيس الحالي ميشال عون بسحب وزرائهم منها، بعد أزمة سياسية طويلة على خلفية رفض حزب الله للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان المكلفة النظر في اغتيال رفيق الحريري. وقد وجهت المحكمة اتهاما الى عناصر من الحزب اللبناني في القضية.

وفي 3 نوفمبر 2016، تولى رئاسة الحكومة اللبنانية للمرة الثانية، بناء على تسوية كانت جاءت بميشال عون، أحد ابرز حلفاء حزب الله، رئيسًا للجمهورية في اكتوبر 2016 بعد عامين ونصف من الفراغ الرئاسي عاشت فيه البلاد. ويقدم الحريري اليوم على تشكيل حكومته الثالثة لكن بتراجع كبير في عدد اعضاء كتلته النيابية، يقول البعض إنه بسبب تدني شعبيته على خلفية التسويات والتنازلات السياسية التي قام بها.

وفي الرابع من نوفمبر 2017، أعلن الحريري استقالته من رئاسة الحكومة وهو داخل الأراضي السعودية، وقال حينها إنه يريد إحداث "صدمة" تفتح الأعين على دور حزب الله السلبي على لبنان بسبب تدخله في النزاعات الاقليمية بدعم من ايران، لكن الصدمة كانت للبنانيين الذين لم يفهموا استقالة لم يمهد لها شيء.